بسبب غفلتي أضحيت لاهثا وراء الحرام
سيدتي نور، أريد أن أطلعك على حقيقة أتعبتني وأرقت منامي، بعدما سلكت طريقا وعرا، صعبا وكئيبا، فأنا على خطإ وحياتي مبعثرة.
لقد كنت أنعم بحياة سعيدة، متشبثا بديني، ومطيعا لوالدي، وناجحا في دراستي، أصبحت أقترف الذنوب، وأربط العلاقات مع الفتيات، أعاكسهن في الشارع، ليس ذلك فحسب لقد أقدمت على بعض المعاصي كشرب الخمر ومصاحبة رفاق السوء وترك الصلاة، وأشياء أخرى قد أنساق وراءها بسبب غفلتي.
هذا الوضع يا سيدة نور، أدى إلى زعزعت كياني وتشويش فكري واضطراب حياتي، أنا حقا أرغب بالعودة إلى ما كنت عليه في سابق عهدي.
ابراهيم/ المسيلة
الرد:
سيدي الكريم، إن الكلمات التي وصفت بها حالك في الماضي وحالك في الحاضر، هي نفسها تتضمن كل الحل لمشاكلك، لأنها تشمل الفرج والمخرج مما أنت فيه، بل التمست بوضوح بالغ إنك مدرك حقيقة المشكلة، ومدرك أيضا سبيل الخروج منها، فالحل هو ترك هذا الطريق، والعدول عن هذا المسلك، للتخلص من معصية تفسد عليك قربك من الله، ولا بد أيضا أن تتدارك هذه الغفلة التي ألمّت بك وعصفت بحياتك.
إنك يا سيدي، صاحب قلب مؤمن وصاحب حب وتعظيم لله تعالى، ولولا هذا القلب المؤمن، ولولا محبتك للخالق، لما شعرت بالحزن على ارتكابك المعصية، ولما شعرت بالحسرة على ما فقدته من القرب من الله، فهذه الحياة المشتتة المبعثرة هي مصير كل من ابتعد عن خالقه، إذن عليك أن تعود كما كنت متشبثا بدينك، فهذا هو دواؤك ليجتمع شملك، فإذا كان بعض التائهين يتعلقون بالعلاقات المحرمة، والنظرات الشيطانية، فأنت ذلك الشاب الذي يستعلي بإيمانه، فلا يعصي الملك الجبار من أجل امرأة فاتنة، إنها قوة الإيمان التي لا بد أن تحافظ على بنائها، لتكون طائعا لله، ومحسنا لوالديك، شامخا بإيمانك، تدرك نعمة الله عليك، وقد عافاك أن تكون لاهثا وراء الحرام، فصاحب الأخيار، وابتعد عن رفاق السوء وكن دائما كما كنت.