لأنّ نشوة الرّبح السّريع تعتريني فإنّي أشتهي الكسب الحرام حتّى في رمضان
إنّه من دواعي الإستياء أن أطرح عليك سيدتي نور مشكلة من هذا النّوع، ونحن في الأيام المباركة لشهر رمضان، لكنّي لا أملك غير ذلك سبيلا ، هذا ما جعلني أتصل بك لأقول:
أنا شاب في السابعة والعشرين من العمر، من عائلة معروفة في المنطقة بالجاه والمال والشرف ورفعة الأخلاق، لكنّي لم أرث من عائلتي سوى الاسم، لأنّي إنسان احترف المفاسد وسوء الأخلاق، نعم أنا كذلك يا سيدة نور، وكثيرا ما أبدد مال والدي على موائد الخمر والقمار، وكان المسكين بين الحين والآخر يدخل المستشفى ليرقد بها من فرط الصواعق التي كانت تنزل على رأسه ، بسبب تصرفاتي الطائشة .
لقد سببت الكثير من الأذى المعنوي والمادي والمشاكل لعائلتي، لذلك قررت الإبتعاد عن رفاق السّوء، وقد بادرت بذلك، حيث قطعت كل سبل الإتصال بهم وبقيت في البيت لا أبارحه، حتى لا ألتقي بهم وذلك منذ بداية شهر رمضان الكريم، لكن المشكلة أنّي أعيش الصراع الدّاخلي مع نفسي، فثمّة رغبة ملحة تدعوني إلى الخروج من أجل اللقاء بهم ومجاراتهم للعب القمار والشعور بنشوة الربح والإنتصار، إنّي أحاول أن أقاوم نفسي لكنّي لا أستطيع وأخشى أن يغلبني هواها فأعود أدراجي إلى ما كنت عليه، إنّي حقا أريد التوبة والإستقامة، فماذا أفعل لأظل على هذا الموقف وأنتصر على نفسي الأمّارة بالسّوء .
نور الدين / مستغانم
الرد:
سيدي، إن السير في طريق الإستقامة ومحاربة هوى النفس الأمارة بالسوء ليس بالأمر الصعب، لو أنّك تحليت بالإرادة القوية والعزيمة الفذة، لكي تجابه الشيطان وتبعده عنك، لذلك أنصحك بالصّلاة والذّكر وقيام الليل والدعاء في وقت الأسحار، عليك أيضا بالإكثار من الوضوء والطاعات، لأنها تبعد عنك المفاسد وتغلق الأبواب في وجه النفس الأمّارة بالسّوء .
عزيزي، إنّ الله عندما أوجد البشرية جعل غاية لذلك، وهي عبادته وشكره وليس التمرّد عليه والكفر به، لذلك يجب أن تختار ما بين الجنة والنار، وحتّى أساعدك على تخطي هذه المرحلة أرجو أن تتصل بي عبر الهاتف، لكي أمنحك البرنامج، الذي من شأنه أن يساعدك على تخطي هذه المرحلة، شرط أن تخلص النية للخالق رب العالمين، وأن تتوكل عليه لأنّه خير المتوكلين