التسمم، الإصابة بالحروق والجروح المصير المحتوم لأبنائي بسبب والدتهم
أنا رجل متزوج، في 38 من العمر، مشكلتي تكمن في زوجتي المقصرة في العناية بالأولاد، فقد تكرر وقوعهم من أماكن مختلفة لأكثر من مرة وسقط أحدهم من أعلى الدرج بسب غفلتها، كما تعرض أصغرهم إلى الحرق، أما الأوسط فتسمم على إثر شربه لمادة تنظيف وكاد يلفظ أنفاسه لولا ستر الله، وهكذا تكرر أكثر من حادث نتيجة الإهمال.
لقد نصحتها ونبهتها إلى الإعتناء بهم لكن بدون جدوى، ولأنها لم تستجب، هجرتها وأخبرت والدتها، لكنها لم تتحسن بالصورة الكافية التي تبعث الطمأنينة في نفسي، لدى فكرت بالزواج عليها، لكنهذا الموضوع يزعجها جدا عند سماعه وتصيبها ردة فعل عنيفة، أما الطلاق أراه حلا لكني أخشى على الأطفال وعليها فماذا أفعل؟ علما أن العصبية المفرطة هي التي تدفع زوجتي إلى هذا الإهمال، وتقول أنها لم تعد قادرة على المسؤولية، والأحسن أن تتجاهل وجود الأطفال فتحدث لهم تلك الحوادث المنزلية التي تعتبرها بسيطة، أحسن لهم ولها من الإقدام على تصرف قد لا تحمد عقباه، تصوري هذا المنطق الذي تفكر به. كما أحيطك علما، أن زوجتي رغم عيوبها وعصبيتها الزائدة، فهي تحبني كما لم تحب امرأة زوجها.
فريد/ برج بوعريريج
الرد:
سيدي الكريم، فهمت من خلال رسالتك أنك ترغب بطلاق زوجتك، مبررا ذلك بخوفك على أبنائك.
إن الطلاق ليس حلا مناسبا أبدا، ولو سألت أبناءك عن رأيهم ببقاء أمهم بعصبيتها أو فراقهم عنها لأجابوك أنهم يرغبون ببقائها، والعصبية سيدي الكريم، أمر فطري جُبل عليه الإنسان، وهناك إمكانية لتخفيفه والحد منه، لكن ذلك يحتاج إلى إرادة قوية من الشخص العصبي نفسه.
وربما تكون ضغوط العمل في المنزل أو خارجه أو عدم الراحة لسبب أو لآخر الدافع لذلك.
في كلامك تلميح إيجابي، وهو حب الزوجة لك وهو أكبر باعث على تغيرها، ويبقى دورك في العمل بمنهجية منظمة لحدوث ذلك التغيير لدى زوجتك.
فالكلام والسخط وحده لا يكفي لتغيير الطرف الآخر، لأنه في بعض المرات يكون الطرف الآخر مقتنعا بخطئه، لكنه لا يعرف كيف يغير من طبعه، فنصيحتي لك أن تساعد زوجتك كي تتعرفعلى كيفية إدارة ذاتها، وتستفيد من خوفها بدفعها للتغيير وباتباع وسائل للتخلص من العصبية.
كمثال بسيط على ذلك، لو طلبت منها أن تسجل أحداث يومها كل مساء، وتكتشف فيها كم مرة عُصبت وتضع لنفسها معيار للتغيير تقيسه أسبوعيا أو شهريا، من الممكن أيضا أن تقوم زوجتك بكتابة عبارات ورسم أشكال تعبر عن الهدوء والثقة بالنفس، وتوضع في أماكن متفرقة في البيت، حيث من شأنها أن تذكرها برغبتها في التغيير حينما تغضب أو تتعصب لأي أمر.
أتمنى أن تساعدها لتكون الزوجة والأم النموذج، خاصة أن الأبناء، ليس لهم ذنب في فراق الوالدة بعد الطلاق والتشتت بين الأبوين.
هذه نصيحتي سيدي الكريم، مع تمنياتي لك بالراحة والإستقرار، ولزوجتك التغيير الإيجابي، كان الله معك.