إهمال زوجي لنفسه جعلني أنفر منه
ألو مدام نور طاب نهارك:
أنا نوال من العاصمة، مشكلتي باختصار هي أنني لا أحب زوجي، طبعا هذا لم يأت من فراغ، لكن بعدما تراكمت أشياء كثيرة، جعلتني أنفر منه، أهمها، عدم اهتمامه بمظهره، حاولت كثيرا أن أحدّثه، أن أقنعه، أنّه عليه الاهتمام بنفسه من أجلي، لكن دون جدوى، زوجي لا يشتري ملابس جديدة، حتى تهترئ ملابسه القديمة تماما، وإذا اشتريت له ملابس جديدة، فإنه يوزّعها على إخوته، لحيته طويلة وقد ابيضّ معظم شعره، رغم أنه يكبرني بـ 8سنوات، إلا أنه يبدو بعمر والدي، لم أعد أحتمل اقترابه مني، فأنا أعيش معه من أجل أولادي فقط.
لا أنكر أنه طيّب، مخلص وحنون، لكن لديّ رغبات أخرى، يبدو أنه لا يفهمها، ولا يريد أن يفهمها، فكّرت كثيرا أن أتركه، فكنت خائفة أن يضيّع أولادي، ما يزعجني هو أنه ليس بخيلا، فلماذا يفعل هذا؟، كيف أُفهمه بأنني لن أحتمل المزيد، من إهماله لنفسه، أم أنه عليّ أن أيأس من إصلاحه، علما أن عمري 31 سنة، ولكنني أبدو في أوائل العشرينات، وعمر زوجي 39 سنة، ولكنه يبدو في الخمسينيات من عمره.
نوال/ العاصمة
الرد:
عزيزتي نوال، إن الحياة الزوجية، من الصعب أن يتحقق فيها التّوافق مئة بالمائة، وأن يرضى فيها كل طرف عن الآخر، بنفس النسبة أيضا، فالأصل أن تتوفر أساسيات مهمة، في كل فرد، لكي يتم الاستمرار والاستقرار. أنتما لازلتما في ريعان شبابكما، وممكن أن يتغيّر هذا الوضع إلى الأفضل. لكن، على كل منكما أن يغيّر شيئا في نفسه.
أولا بالنسبة لك:
سلّطي الضوء على إيجابيات زوجك وركّزي عليها، لقد ذكرت أنه طيّب وكريم وحنون وخلوق، وهذه ميزات أساسية في البناء الأسري، ولا تتوفر في كثير من الرجال، ففي بعض الزيجات، بعض الأزواج يهتم بمظهرهم كثيرا، لكنه قاسي وعنيف مع زوجته وبخيل أحيانا، ومع ذلك تستمر الحياة، فحاولي من جهتك أنت، أن تغيّري وجهة نظرك في زوجك.
عزيزتي، حاولي أن تهتمي أنت من جهتك بمظهرك وبنفسك، ولا تيأسي أبدا، فمشوار الحياة الزوجية طويل، ويقتضي الكثير من الصبر، لكي نحقق بعض الإنجازات، واعلمي عزيزتي أنه خلال الحياة الزوجية، لا يمكن أن يغيّر أحدهما من الآخر، إلا بنسبة قليلة، لا تتجاوز 10 في المائة. أما الباقي، فيحاول كلا الطرفين التأقلم معه، والصبر عليه وتفهّمه واحتوائه، أعلم أنك بذلت مجهودات كبيرة، لكي تغيّري زوجك، لكن اجتهدي أكثر وحاولي أن تمرري له الأمر بلباقة، ولا تنسي عزيزتي، أن تدعي الله عز وجل خاصة في أوقات الاستجابة، أن يوفّق بينكما ويرزقكما السكينة والمودة والرحمة، واعلمي أن الحب ليس هو كل شيء في الحياة الزوجية، فإذا لم يتوفر الحب، فلتتوفر الرحمة، وحاولي أن توفّري أنت، الفضاء المناسب في أسرتك، لينشأ أبناؤك في ظروف طبيعية، واهتمي بأبنائك أكثر، وحاولي أن توفري لهم، كل الظروف لنشأة سوية.