أعيش الغربة في بيتي لأنّي لم أستطع التّأقلم مع زوجة تافهة
السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أشعر يا أختي نور أنّني لم أخلق للزّواج، لقد مرّ على زواجي أكثر من خمس سنوات، ولا أكاد أشعر فيها بأية سعادة، فزوجتي للأسف ثرثارة جدا، تتحدث في أي شيء وفي أي وقت، ولا تراعي ظروفي أو تعبي أو حتى استعدادي لسماعها، لذلك فأنا حتى أتحاشى ثرثرتها، أمسك بكتاب أو مجلة أو أشاهد التلفاز، أو أشغل نفسي بأي شيء كطريق للخلاص منها، علّها تشعر فلا تزعجني بتفاهاتها المعتادة، وهكذا تحول كل منّا إلى العزلة يعيش بطريقته الخاصة، فهي إما منصرفة لشؤون البيت، أو للحديث والثرثرة مع صديقاتها. وأكون سعيدا جدا حين تغادر المنزل، لأنّني أنعم حينئذ بالهدوء والرّاحة.
أصبح كل منّا في واد، فكرت كثيرا في الطلاق، لأنّني بالفعل أشعر بأنّني غير متزوج، ولكن كلما نظرت لطفلي البريء، تهون علي هذه المشاعر، ولكنّني أعود فأدخل الدّوامة نفسها على فترات متقاربة، حياتي الزّوجية تعيسة جدا، لا تحدثيني عن علاج، لقد جربت أساليب كثيرة، ولكنها تتمسك بعاداتها العقيمة. فماذا أفعل؟
صالح/ البليدة
الرد:
لا شك أنّه مؤشر خطير أن يدخل أحد الطّرفين أو كلاهما دائرة الإغتراب، أنصحك يا سيدي بالمواجهة والمفاتحة والصّدق مع النّفس، فالمسألة تتطلب وقفة مع النّفس أولا، ووقفة مع الطّرف الآخر ثانيا، ولا يجب أبدا وضع رؤوسنا في الرّمال، حتّى لا تتعقد الأمور، وإذا كان هناك طرف أكثر وعيا ونضجا، فليكن أكثر تسامحا وتفاعلا، ويطرح أبعاد المشكلة ويحاول النّهوض بالطّرف الآخر، لكن المشكلة هناك حالات أخرى يواجه فيها الطّرف النّاضج الطرف الثاني، وهو يفتقد لأدنى استعداد ويحاول معه بالفعل، ولكن إمكاناته تكون محدودة، أو يشعر هو بأنّ حالته جيدة لا تستلزم تغييرا، هنا فقط يصبح الموضوع لا رجعة فيه، لا مانع إذا كان الطريق يبدو مسدودا، في النّهاية من الرّجوع للطبيب النّفسي. لكن أعلم يا سيدي، أن الذّكي من يتدارك هذا الموقف في وقت مبكر.