تركته بعدما تجاهل حاجتي إليه.. فهل أعود إليه؟
السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أنا سيدة عاصمية مطلقة منذ عام تقريبا، بناء على رغبتي بعد زواج دام عشرة أعوام، رزقني الله من زوجي ثلاثة أبناء، وكانت أسباب طلب الإنفصال لشعوري بعدم الإرتياح مع زوجي، وعدم توفيقه في العثور على وظيفة جيدة تؤمن لنا حياة آمنة ومستقبلا آمنا، ما اضطرني للعمل وتحملت المسؤولية معه، وحاول هو أن يبحث عن وظيفة أخرى أكثر دخلا، لكنه لم يجد، وبعدها أنجبت طفلي الثّالث فوجدت نفسي غير قادرة على التّوفيق بين العمل ورعاية الأبناء، لذا اضطررت لترك العمل والتفرغ لبيتي وأطفالي، ورجوت زوجي أن يعود ويبحث عن عمل من جديد، حاول ولم يجد، لأنّه لا يحمل مؤهلا، ثم قرّر أن يعمل عملا ولو بسيطا في المساء إلى جانب عمله الأصلي، وبالفعل وجد العمل المسائي، ولكن العمل بسيط جدا والأجر ضئيل، وأصبحت لا أراه إلا نادرا، حتى شعرت بالهوة النفسية تكبر بيننا، وأخبرته بذلك، ونزولا عند إرادتي ترك عمله المسائي، ليبقى معنا أكبر وقت ممكن، لكنّي لم أعد أشعر نحوه بالحب لذا طلبت الطلاق، وكان لي ما أردت. حصلت على عمل واستقرت حياتي مع أولادي، ووصلت إلى صيغة حياة مريحة. منذ فترة؛ فوجئت بزوجي السابق يخبرني بأنّه يريد أن يردني من أجل الأولاد، تجدّد الصراع في نفسي لأنّه لم يسأل عن مشاعري، أريد رجلا يعرف حدود مسؤوليته، ويوفر لي الأمان والرعاية، ويشعر بأنّني إنسانة لها مطالب واحتياجات نفسية، تتجاوز الضرورات المادية، أشعر بأنّ رجوعي له لن يغير شيئا، لقد انعدم الحوار بيننا تماما، أريد أن أعرف رأيك.في هذه القضية لأن مصير حياتي متوقف عليه.
حياة من العاصمة
الرد:
عزيزتي؛ لقد قبلت الزّواج بهذا الرجل وأنت تعلمين ظروفه وحدود إمكاناته، وعندما طلبت الطلاق كان لك ما أردت، ورغم الجرح الذي يشعر به، أي زوج تطالبه زوجته بالطلاق، لم يكف عن البحث عن وسيلة تعيدك أنت والأولاد إلى حياته. أنت ظنّنت أن أي زوج لابد أن يمتلك قدرات بحيث يلبي كل رغبة وكل احتياج فأنت مخطئة، وفي نفس الوقت مهما حاولت أن تكوني أما وأبا في آن واحد، فلا يمكنك، أرى أن تعيدي النّظر بإعادة ترتيب أفكارك.
نعم؛ فكري أن أولادك مازالوا صغارا، ولكن في غضون بضع سنوات سوف يؤثر فيهم غياب الأب سلبا، وإذا قررت عدم الرّجوع إليه، لابد أن تكون الرؤية واضحة، وهي أنّك تتحملين الجانب الأكبر من تبعات القرار.
عزيزتي؛ أشعر بأنّ هذا الرّجل فيه خير كثير، لذا لابد أن تعترفا أنت وهو بأنّ هناك مشكلة بينكما في الحوار، كل الصّراع الذي دار بينكما كان صراعاً باطنيا، لأن كلا منكما لم يحاول أن يوصل مشاعره كاملة إلى الآخر، ثم ابدآ معا علاقة جديدة بتغيير نمط حياتكما، عندما تتوطد بينكما الثّقة والألفة من جديد، سوف تنطلق مشاعرك الطّيبة نحوه التي دفعتك من قبل لقبوله زوجا، وعندئذ ستكون عودتكما ليس من أجل الأولاد فقط، بل من أجل استئناف حياتكما أيضا.
عزيزتي فكّري جيدا، لأنّ هذا الرّجل لم يبدر منه إلا كل سلوك يدل على أنّه يحبك ويحاول أن يلبّي احتياجاتك.