صعب عليه الإختيار لأنّه محتار بيني وبينها
سيدتي؛ مشكلتي تؤرقني فلا أستطيع النّوم ولا الرّاحة
ولا الهدوء، فمنذ عشر سنوات تعرفت على شاب، تحاببنا وتواصلنا لمدّة عام عبر الهاتف من دون أن نلتقي، المرة الوحيدة التي رأى فيها أحدنا الآخر، كانت يوم التّعارف، وبعد سنة، افترقنا من دون مقدمات، وهو لم يأخذ رأيي في الموضوع.
انسحب فجأة وسافر ليدرس في الخارج، وكنت إذا اتصلت به أجاب شقيقه وأخبرني بأنّه سافر للدّراسة. المهم أن أخباره انقطعت عنّي بعد سفره، ومرّت الأيام وهو لا يزال في بالي، لأنّني فعلاً أحببته، وكنت إذا تعرفت على غيره أعقد مقارنة بينه وبين الشخص الآخر.
بحثت عنه طويلاً إلى أن اهتديت إلى مكانه بعد تسع سنوات من الفراق، واتصلت به، ولا يمكنني أن أصف لك إحساسي في تلك اللّحظة التي سمعت فيها صوته مرة أخرى، وما إن نطقت باسمه حتى عرف صوتي. تكلمنا وأخبرني أنّه خطب فتاة أخرى وهي يتعرف عليّ، مع العلم بأنّ تلك الفتاة كانت هي التي أنهت علاقتها به من قبل، لكن القدر جمع بينهما قبل أن اتصل به بفترة قصيرة، لذلك سبّب له اتصالي الهاتفي به بعد كل تلك السنين صدمة، وصار في حيرة من أمره إذ كيف يختار بيننا؟ أيختار حبه الأول، رغم أنّها كانت أول من طلب الفراق؟ أم يختارني أنا صاحبة القلب الذي أحبه بصدق وإخلاص؟ قال لي إنّه إنسان ملتزم بدينه، وأنّه استخار الله عشرات المرّات، ثم فوجئ بخطيبته تتصل به وتطلب إنهاء الخطوبة، ومع ذلك بقيت تحادثه ولم تتقبل أمر وجودي، رغم أنّني لم أسبّب لها أي ألم ولم أعترض طريقها. أرجوك ساعديني لأرتاح، ولك منّي جزيل الشكر .
الرد:
عزيزتي؛ أشكرك كثيراً على الثّقة وأقول، بأنّه عليك أن تطلبي من هذا الشاب التّدخل لحسم الموضوع، لأنّك الخاسر الوحيد، فأنت من ستدفع ضريبة الحب والخطأ في آنٍ واحد، وما دام هذا الشّاب يفكّر في طريقة للخلاص، فليحسم أمره، أما أنت فقد أخطأت خطأً جسيماً. عليك إذن أن تستغفري الله تعالى عما فعلته، وتُكثري من الدّعاء حتّى يغفر لك خطأك، كذلك عليك العزم على عدم الخطأ ثانية والنّدم على ما وقع منك. ثم أنت تقولين إن خطيبك ملتزم بدينه ومع ذلك ضعفت أنت وهو وحدث ما حدث، وكلاكما يعلم أنّنا نعيش في مجتمع يعتبر فقدان العذرية بلا زواج انتحاراً اجتماعياً. واسمحي لي أن أقول لك إن الحب ليس مبرراً لكل شيء، خاصة وأنت في سن السّابعة والثلاثين. يجب أن تكون الفتاة حريصة على نفسها. المهم الآن ألا تفرطي في التعبير عن مشاعرك الإيجابية والسلبية، خاطبيه بالعقل حتّى يتم الزّواج وتستقر حياتك معه.