تعذر علي الإختيار لأني بلغت مفترق الطرق
أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، أدرس في الجامعة، من المتفوقات، ومشهود لي بالأخلاق والذكاء، لم تكن لي أبدا صلة بما تقوم به بنات سني من العلاقات العاطفية، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي دخلت فيه الأنترنت للإستفادة منه كمصدر للمعلومات، كنت أتبادل الحوار والنقاش عن القضايا والمواضيع الهادفة مع عدة أشخاص، وشد انتباهي أحد هؤلاء الأشخاص وجدته مثقفا وذكيا، لديه أسلوبا راقيا وجذابا في النقاش والحوار، وبعد فترة شعرت نحوه بعاطفة، ثم اكتشفت أنه يدين بغير الإسلام، حاولت الإبتعاد عن الحديث معه، بعد ذلك خُطبت لشاب ليس جامعي، لكنه يعمل بوظيفة جيدة، ولما أخبرت الأول بخطبتي تمنى لي السعادة والتوفيق، وقال لي: "أنت تستحقين كل خير، ولولا اختلاف الديانة لتقدمت للإرتباط بك فخطيبك شخص محظوظ بك".
المشكلة أن علاقتي بخطيبي سيئة، لا أعرف حقيقة مشاعري نحوه، وأخشى أن أكمل المشوار معه ونتزوج فأظلمه، أحاول نسيان الشاب الأول وأخاف من المستقبل مع خطيبي، أنتظر ردك على أحر من الجمر، وأتمنى أن يكون خلاصي من هذه المشكلة على يديك. فحالي يا سيدة نور كحال الذي بلغ مفترق الطرق.
وافية/ خنشلة
الرد:
رغم الذكاء والأخلاق، يجب أن أنبهك إلى أمر، لماذا لجأت إلى تبادل النقاش والحوار مع شاب بينما كان بإمكانك التحاور مع فتيات؟، ليس هذا اتهاما ولكنه دليل على أن هناك رغبة في التحاور مع الجنس الآخر.
على العموم، أتمنى أن هذه التجربة قد تقنعك بأن علاقات الأنترنت ليست السبيل الأفضل إلى علاقة اجتماعية آمنة، أما فيما يتعلق بخطيبك، فلا بد أن شيئا ما أعجبك في البداية فوافقت على الخطوبة، لذلك أنصحك بالتريث والتروي قبل إصدار الحكم على هذا الإرتباط، فأنت ما زلت في مرحلة نقاهة نفسية من جراء علاقة الأنترنت، وتجدين نفسك مدفوعة لعقد مقارنات بين الشابين، وربما رجحت كفة الشاب الأول على الثاني.
لذلك أرى أن تمنحي نفسك فرصة، اجلسي مع خطيبك، وحاولي أن تتحاوري وتتناقشي معه، إن لم تثمر محاولاتك وشعرت حقا بأنه لا يناسبك فاطلبي الإنفصال، وعندما يتقدم لخطبتك شخص آخر لا توافقي إلا بعد أن تتأكدي من أن الخاطب يناسبك تماما، هذه التجربة لا محالة سوف تجعلك أكثر نضجا.