جمال زوجتي الفاتن دمّر حياتي تدميرا
تحية طيبة وسلام حار أما بعد:
أنا ياسين من الشفة، أستاذ جامعي، تزوّجت فتاة أحببتها، ولكن بعدها انفصلنا لأسباب، بعدما طلبت مني الفراق، وحدث ذلك فعلا قبل سنوات، ثم تزوّجت أخرى بدون معرفة سابقة، وهي الحمد لله مهذبة، خلوقة، ودودة، أحبها، لكني أحس أني أواجه مشكلتين:
أولا: الجمال الرائع، الذي كانت تتمتع به زوجتي السابقة، دائما يلاحقني في خيالي، وأفكاري طوال الوقت، وذكرياتها الجميلة لا أستطيع نسيانها، لأنها كانت الأولى في حياتي، وكنت مخلصا لها كثيرا، كيف أستطيع أن أرى زوجتى الحالية، أجمل وأحسن منها، لكي أستقر نفسيا معها؟
ثانيا: زوجتي الحالية أحيانا تحسسني أن اهتمامها بأمور ومصالح أهلها أكثر مني، وهذا سبّب مشاكل بيننا كثيرا، فما الحل حتى أصبح مهما عندها أكثر من أهلها؟ ولك منّي فائق التقدير والإحترام يا مدام نور.
حسين/الشفة
الرد:
سيظل دوما الإحساس الأول له بريق وجاذبية، تختلف عمّا سيأتي بعده، لذا نحتاج حينها للعقل، حتى تسري الحياة بسعادة بدلا من الحزن الذي نخلقه لأنفسنا بأيدينا، حين نبكي على الأطلال، فمقارنتك ظالمة، لأنك كنت تظن أن زوجتك الأولى، لم تحبك كفاية، أو أنها كانت صاحبة صفات، تمنعكما من الإستمرار، ولم يحلّها جمالها الأخاذ، في حين أن الزوجة الثانية، تحمل من الصفات، التي تعمّر البيوت وتحميها من شرور الأحداث الكثير، وكلما تمكنت أنت من التحكم في سيل التفكير، كلما استقريت نفسيا وعاطفيا مع زوجتك الحالية، ولتُعلم نفسك هذا التحكم بها، كأن تقول لنفسك حين تبدأ في التفكير ماذا تفعل؟ ماذا تجني من هذا؟ ولتضع صورة زوجتك، في مواقف تحبها لها في ذلك الوقت، لتحل محلها ولتذكر نفسك بحلو الخصال فيها، وبمرور الوقت ستتعلم تلك المهارة، وكذلك عليك بالإبتعاد، ولو مبدئيا بأي شيء يفكرك بزوجتك السابقة، وتجنب الجلوس منفردا، ولتتقرّب من زوجتك الجديدة، وتهتم باهتماماتها وتشاركها إياها، ليتعمق إحساسك بها.
أما قصة أهلها؛ فهي ليست حرب فيها خاسر وكاسب، وليست أولويات وترتيب، بمن يحقق المركز الأول، ومن يحقق المركز الثاني، فالعلاقة خارج نطاق المنافسة أصلا، فلتدعها تهتم بأهلها، فهذا يطمنئك على أنها ستكون أما رؤوفا، تجعل أبنائها يحبون بعضهم البعض، وأسرك قولا يا عزيزي، بأنه ليس هناك أقرب ولا أعز من الزوج، في قلب زوجته أحيانا إلا الأبناء، حتى وإن لم توح المظاهر الخارجية بذلك، فلتطمئن ولا تجعل تلك الفكرة تسبب إزعاجا بينكما، لأن السبب فيها هو تفكيرك أنت، فلا تدفعها لأن تغضب منك، أو أن تخبأ عنك أمورا، فمن يحب أحد يحب معه من يحبه، فكلما أحببتها كلما أحببت أهلها، لأنها تحبهم والعكس صحيح.