تفكيك عصابة "السماوي" بالخميسات


جل الضحايا نساء وشيوخ وأحد أفراد العصابة دهس شرطيا بسيارته ولاذ بالفرار

أوقفت مصالح الأمن الإقليمي بالخميسات خلال الأسبوع الماضي كلا من (ل. أ) و(ص. ر) في حالة تلبس بتهمة النصب والعلاقة الجنسية غير الشرعية مع الإيذاء العمد والتزوير في صفائح سيارة وانتحال صفة. وجاء ذلك بناء على شكايات عديدة وجهت للدوائر الأمنية بكل من سلا والرباط وتمارة والخميسات، حيث تمكنت عناصر إحدى هذه الدوائر وفي إطار جولاتها الأمنية بترابها من أجل استتباب الأمن والطمأنينة من رصدهما متلبسين بالنصب على المسماة (خ. ل) بطريقة «السماوي» إذ أوقفها (ل. أ) ودخل معها في حوار قبل أن يعمد إلى وضع حجرة بكفها ومطالبته لها بمسكها بقوة وإرجاعها له، كما وضع قطعة من «اللدون» بها شعر أسود بيدها اليسرى ليخبرها أنها مصابة بالسحر مدعيا قدرته على تخليصها منه، ليتظاهر في مرحلة ثانية بقدرته على معرفة اسم وبعض التفاصيل الخاصة بامرأة تمر بجانبهم التي لم تكن سوى خليلته ومشاركته في عمليات النصب، وهو الأمر الذي جعل الضحية تصدق الرجل بقوة، وأخبرته أنها تملك مبلغ عشرين ألف درهم فأمرها بإحضار ما لديها من مال من أجل رشه بالملح لإبطال مفعول السحر كما طلب منها عدم إخبار أي كان ضمانا لنجاح عملية تخليصها من السحر.
في هذه اللحظة تصادف مرور دورية لرجال الأمن الذين تمكنوا من اعتقال المتهم الرئيسي وخليلته فيما تمكن مشارك ثالث لهما في أفعالهما الجرمية من الفرار على متن سيارة بعدما دهس مقدم شرطة كان ضمن الطاقم الأمني المتدخل، وأصابه بجروح ورضوض سلمت له إثرها شهادة طبية تثبت مدة العجز في ثلاثين يوما، فيما أفادت الضحية (خ. ل) أنها كانت تشعر بدوار في رأسها ولم تفطن إلى أنها كانت ضحية عملية نصب وأنها كانت بصدد الذهاب لإحضار المبلغ المتفق عليه.
وفور اعتقال المتهمين تقدم مباشرة شيخ في عقده السابع بشكاية ضد كل من (ل. أ) ومشاركه الفار على متن السيارة التي تبين بعد تنقيط رقم لوحتها أنها تخص شاحنة من الوزن الثقيل، وأن تزوير أرقام السيارة يهدف إلى الإفلات من المتابعة والعقاب عند وقوع أي طارئ، وأفاد الشيخ المشتكي أنه أثناء خروجه من إحدى الوكالات البريدية حيث استخلص معاشه المقدر ب 3579 درهما من الضمان الاجتماعي استوقفه المتهم الموقوف الذي كان يتفاوض مع شريكه حول اقتناء براد يدعي الأخير أنه نفيس وغالي الثمن إذ طلب من الضحية مده بالمال لشراء الآنية المذكورة بعدما قدم نفسه على أنه دركي، على أساس أن يعيد له المبلغ المقترض من مكتبه بإحدى ثكنات الدرك الملكي المجاورة، حينها سلمه الشيخ مبلغ ثلاثة آلاف وخمسمائة درهم وطالبه بمصاحبته من أجل أن يرد له المبلغ، وبعد وصولهما لباب الثكنة طلب منه الدركي المزعوم الاتصال بالبائع من أجل إحضار وصل البيع وهي الفرصة التي استغلها النصاب للاختفاء عن الأنظار.
وقد اعترف الموقوف أثناء الاستماع إليه في محضر قانوني مفصل أنه سبق له أن أدين في أربع مناسبات من أجل النصب بالطريقة ذاتها رفقة خليلته وأقلع بعدها عن مزاولة هذا النشاط الجرمي واشتغل خبازا، لكنه ولضعف حالته المادية والاجتماعية اضطر إلى معاودة نشاطه السنة الماضية باتفاق مع خليلته(ض. ر) وأحد شركائه المعروف بمزاولة النصب ب»السماوي»، ونفذوا العديد من العمليات بكل من مدن سلا والرباط وتمارة حيث كان يتقمص أدوارا وصفات للإيقاع بضحاياه، كما يستعمل سيارات الكراء ويثبت عليها لوحات مزورة. مخافة انفضاح أمرهم نقلوا عملياتهم إلى الخميسات حيث تمكنوا من النصب على شيخ ببيعه برادا بمبلغ سبعة آلاف درهم بطرق احتيالية، كما نصبوا على الشيخ المشتكي بالطريقة ذاتها، وفي محاولتهم النصب على (خ. ل) تم ايقافهما في حالة تلبس مضيفا أن المبلغ المحجوز معه تم الاستيلاء عليه من صاحب الشكاية، وأنهم كانوا يقتسمون المبالغ المتحصلة من كل عملية فيما بينهم.
تصريحات المتهمة (ض. ر) أكدت من خلالها أنها سبق أن قضت عقوبة حبسية من أجل النصب والمشاركة في الخيانة الزوجية وعدلت عن مزاولة هذا النوع من الإجرام إلى أن تم استقطابها من جديد من قبل خليلها، مؤكدة وقائع المشاركة في العديد من عمليات النصب ب»السماوي». وقد تم تحرير مذكرة بحث وطنية في حق المشارك الفار بناء على أوصافه.

المــهدي لــمرابط ( الخميسات)