كلما استحسنت والدتي أمرا وباركته .. رفضه والدي
لطالما تساءلت
عن السبب الذي دفع والدي إلى قطع صلته بوالدتي عبر طلاق، سبب لي جرحا عميقا في نفسي، فلم أتوصل أبدا إلى إجابة مقنعة، فرضيت بما يردده عامة الناس، الزواج قسمة ونصيب .
والدتي التي أتخذها قدوة لي في الحياة، هي بمثابة خزّان أسراري، فلا أخفي عنها شيئا، فإن كان ما بدر منّي شيء حسن، استحسنته وباركته، وإن كان عكس ذلك، نصحتني بالعدول عنه .
وفي هذا الخصوص؛ أخبرتها منذ سنة عن شاب ظل يطاردني، ويصر على أن أخوض معه علاقة عاطفية، أكد لي منذ البداية أنها ستكلل بالزواج، فما كان من والدتي، إلا أبلغتني بضرورة أن يتقدم لخطبتي رسميا، وأقنعتني بالتخلي عنه، وعن الفكرة من أساسها، إن رفض هذا العرض وكم كانت مفاجأتي كبيرة ؛ حينما وافق على طلبي، وأصر على أن يتقدم لخطبتي في أقرب فرصة ممكنة، وهو ما حدث بعد أقل من شهر .
لكن حدث ما لم أكن أتوقع، حيث رفض والدي ارتباطي بذلك الشاب جملة وتفصيلا، بل وأقسم ألا أتزوج من ذلك الشاب، ودون أن يخبرني عن الأسباب التي بنى عليها قراره، واثر إلحاحي الشديد، كشف لي عن السبب وفحواه، أنه يخشى طلاقي.
فهل أهرب مع ذلك الشاب، وأضع والدي أمام الأمر الواقع؟ أرجوك سيدتي أنقذيني قبل فوات الأوان .
هدى ن م عنابة
الرد :
أبدأ من حيث أنهيت رسالتك، وأقول يا عزيزتي هدى، وأقول بأن الهروب سوف لن يحل مشكلتك، بل سيجعلها تتفاقم، واضح أن تصرف والدك معك نابع من خشيته عليك من الطلاق، وبالتالي فهو يفضل وضعك الحالي، على أن يفشل زواجك لا قدر الله، مثلما حدث مع والدتك، ومعه أيضا.
والأكيد أنه يضع تجربته الخاصة نصب عينيه، وهو مخطئ في ذلك، لأن كل تجربة هي حياة قائمة بذاتها .
أعتقد بما لا يدع مجالا للشك، أن الحل برمته بيد ذلك الشاب، الذي تقدم لخطبتك، إذ يقع عليه عبء إقناع والدك بأن التجارب، وإن تشابهت في بدايتها، ليس ضروريا أن تتشابه نهايتها ومآلها، اعملي بنصائحي ووفقك الله عزّ وجل.