كيف تتصور العالم بعد (25) سنة؟! بقلم مشعل السديري
في عام 1962 وجهت مجلة (الهلال) المصرية سؤالا للأستاذ الراحل (أحمد بهاء الدين) تطلب منه أن يتصور كيف يكون العالم بعد 25 سنة؟!
فدعونا نقرأ تصوراته، ونختبرها، وهو يقول:
«أعتقد أن هناك ثلاثة مجالات بالذات في مجالات التقدم العلمي. سوف يكون لها أثر كبير على حياة الإنسان سنة 1987..
* الأول: هو البحوث الجارية الآن لتحويل مياه البحر المالحة إلى مياه عذبة. إن المشكلة الآن ليست في عملية التحويل ذاتها، فقد أنجزت بالفعل، لكن المشكلة هي في تخفيض أسعار هذه العملية بحيث تتحول مياه البحر إلى مصدر لري الأراضي كالأنهار تماما. ويوم يتم تحقيق هذا الغرض سوف يكون هذا انقلابا حقيقيا في حياة الإنسان؛ إذ سوف تتحول الصحاري الشاسعة إلى أراض مزروعة، وسوف تتضاعف المساحات التي يمكن زراعتها كل عام، الأمر الذي يسهم في حل مشكلة الغذاء في عالم يتزايد بسرعة مذهلة».
- وهو أصاب وأخطأ في تصوره هذا، أصاب لأن أسعار التحلية انخفضت فعلا وما زالت في انخفاض مستمر، غير أنها لم تصل بعد إلى أن تصبح كالأنهار وتروي الصحاري الشاسعة، على الرغم من مرور (25) سنة أخرى تقريبا على سنة 87.
«* الثاني: هو بحوث الفضاء.. التي تتمتع بما يكفيها من ضجة الدعاية ومن اهتمام الناس.
فقبل سنة 1987 سيكون الإنسان قد وصل إلى القمر في رحلات متوالية، وسيكون قد تم إرسال أول بعثة علمية كاملة بعلمائها وأجهزتها إلى المريخ والقمر وغيرهما من الكواكب القريبة».
- وأيضا هو أصاب وأخطأ، فالإنسان فعلا وصل إلى القمر وتعددت رحلاته، غير أنه لم يتم بعد إرسال بعثة علمية كاملة بعلمائها إلى المريخ.
«* الثالث: الأقمار الصناعية السابحة في الفضاء في مدارات حول الأرض والقمر والمريخ، فسوف يصل عددها إلى بضع عشرات.. وسوف يكون هناك أكثر من عشرة من البشر طائرين في الفضاء في وقت واحد...
وليس هذا كله إلا مقدمة لاكتشافات علمية أخرى تزيدنا معرفة بأسرار الكون والحياة. وسيكون من أول آثارها معرفة المزيد من الطاقة الشمسية لاستغلالها على نحو أرخص بكثير جدا من الطاقة الكهربائية أو الطاقة الذرية».
- وكذلك هو أصاب وأخطأ، فهناك فعلا أكثر من عشرة رواد طائرين في المحطات الفضائية، والطاقة الشمسية قد تكون في المستقبل أرخص وأجدى من الطاقة الذرية، غير أن الأقمار الصناعية لم تعد بضع عشرات مثلما تصور، لكنها وصلت إلى المئات وهي في طريقها إلى الآلاف.
والآن أريد أن أوجه لكم سؤالا على الوتيرة نفسها: ماذا تتصورون كيف يكون العالم عليه في سنة (2036)؟!
ولو أن أحدا وجه لي مثل هذا السؤال، سوف أتلبك وأتلعثم قائلا: لست أدري! والشيء الوحيد الذي أنا شبه متأكد منه، أنني وقتها لن أكون على ظهر هذه البسيطة (أقزقز لب).