ادب مترجم
بنت النبي / للكاتبة السويدية ليزابيث سومرستروم / الجزء الثالث
طارق الخزاعي
تأليف: الكاتبة السويدية: ليزابيث سومرستروم
ترجمة : طارق الخزاعي
•- مقدمة - زميلاتي وزملائي قراء النور الأعزاء... أقدم لكم زميلة سويدية تعمل مديرة متحف ومسرح الأطفال وكاتبة قصة ومخرجة مسرح ورسامة , تعشق الأدب والشعر العربي وتأثرت به وهذه القصة التي طرحت بها رأي المهاجرين الجدد عبر شخصية ( زويا ) ورأي السويدين معا وهي طريقة جديدة في السرد الروائي.السيدة ليزابيث سومستروم تكن المحبه للعرب و للعراق خاصة منزلة كبيرة في وجدانها,حاولت أن أحافظ بترجمتي على الروح السويدية بالكتابة ولم أظف جملة مني لتأكيد البلاغة والحذلقة اللفظيه بأستخدام مفردات ذات نكهة عربية...أدعوكم للسفر معها بمركب روايتها... ( النبي ) .وهي ترحب بكل رأي لزميل وزميلة على عنوانها:
lisbeth.sommarstrom@nykoping.se www.nykoping.se/gripes باللغات السويدية والعربية والأنكليزية ( المترجم )
بنت النبي
الكاتبة السويدية: ليزابيث سومرستروم
*** عقوبة المخطئون ***
من خلال التجمع الكبير كانت تنطلق أصوات عديدة والبعض منهم يصيح بصوت عا ل : أنت تعنين أن نضم هؤلآء الذين يحملون الكره ضد الأخرين ليصبحوا في الغد مواطنيين جيدين ؟ في حين قال البعض الأخر : سوف لا نعاقب البعض حتى ولو منهم من أرتبك جريمة ما , ولكن ليس من السهل دائما أن نسمع اصواتهم الحقيقية , بعض الأحيان لايجوز أن نتركهم فريسه للوحدة والغضب , فربما يكونوا فريسة سهلة للمخدرات تجعلهم يصمون أو لايستطيعوا سماع اصواتكم .البعض منكم يحمل صوتا في داخله , يعتقد ان قسم من الناس يرتكبون الجرائم لأن في دواخلهم جشعا وطمعا وهذا الفهم
خاطىء .
.
*** الأخذ والعطاء ***
مجموعة من عصبة فتيات يقبعن أسفل الدرج يدردشن ويتسائلن... زويا تسمع صدى الهمسات فتجيب ,مهلا يافتيات ... لاينبغي أن نتخلى عن كل شىء في سبيل أرضاء نزواتنا الخاصة , ان الأمور الخاصة مهمة أحيانا ولكن أنا لاأعتقد أنك يمكن التخلي عن كل مالديك . الكثير منكم يحب الحياة نفسها في ذاته , أنت معجب باأولئك الذين يملكون أكثر كما أن الفكرة لديك قد أختمرت , الناس الأغنياء من شأنهم أن يكونوا أكثر قيمة , أولئك الذين لديهم الكثير من المال الوفير والمنازل المريحة وبطونهم مليئة كاالأصنام .
الكثير من الناس يحسون في دواخلهم أنهم محظوظون اكثر من غيرهم , لكن لو ألتقيت بالكثير منهم يقولون أنهم ليسوا محظوظين حتى ولو كانوا يمتلكون مايحتاجونه وفي الواقع أن الحظ أوالسعادة الحقيقية لاتكمن في الأشياء ذاتها , كالمال مثلا , ذلك خطأ.
نحن نعرف ان عدد قليل من الناس قد حقق عمل مذهل وأصبح من الأثرياء , لكن أيضا هناك أناس ماتوا من الفقر والجوع .
من الخطأ الأعتقاد بأن الأغنياء هم الذين يحددون وأن لاأحد يستمع للفقراء .
الجميع يعرفون ذلك والثراء الفاحش تكاد تراه وتسمعه في أجسادهم وحتى بين دقات قلوبهم .أنك تستطيع أن تعطي بسخاء افضل مالديك,والأحسن هو قلبك , صوتك الحقيقي هو في الظهور العلني , هو أن تعلن حبك للحياة وللعدل في أن يعيش الكل في وفرة الرفاه وليس في الفقر .
أن جميع الناس هم في نفس القيمة , قل ذلك بنفسك , للأغنياء أو الفقراء .
*** الغذاء ***
لنخطو خطوة نحو الأمام ولنتحدث قليلا عن الطعام , تؤشر بيديها وتجيب : أمتلك البعض من الملاحظات التي تكمن في ثلاثة أشياء ممتعه في مسألة الغذاء, الأول أنها رخيصة وليست مكلفة بأستمرار عند الطبخ والأكثر من ذلك بكثير هو أن تتعلم كيف نطهو بفهم.
الغذاء هو الحب للأرض والى الماءوالنهر وللشمس المشعه بدفء لكي ينمو كل شىء ونعيش , لأن الحب يتطلب وقتا ورعاية.
عندما يزرع الفلاحون الأرض ويعتنون بالتربة ورعاية النبات ويحترمون الحيوانات الأليفة الحية في حين البعض يذهب ليقتل الحيوانات وينهي سلالاتها .
عندما تقوم بشراء المواد الغذائيه , يتعين عليك دفع المال مع أحساس بالأحترام لكل الحيوانات والنباتات والمحاصيل التي يزرعها وينتجها المزارعون . أنه بلا شك أحترام لاأنفسكم . وكم جميل أن يتقن طهي الطعام ويؤكل بكل رغبة بجو ملىء بالهدوءوالحب والسلام.
لاشك أن الأذواق مختلفه في أختيار الطعام الجيد , ولكن على الرغم من أنه يوجد في بلدكم المزيد من السكر والزيوت , فالجسم يحتاج لكمية معينة خلآل أسبوع واحد ولايمكن أن تذهب لتشتري منتجات غذائيه فاسده تضر الجسم .
مما لاشك فيه أن الكثير من الأنبعاثات السامة والضارة للناس والطبيعة تنبعث مع الهواء والماء والأراضي الصبخة والمستنقعات ومما ينمو فيها من طحالب وحشرات واشياء مضرة ,صاح بعض الشباب: لنترك الحديث عن الحيوانات , لنفكر في بيئة جيدة لا في غذاء سىء وردىء النوعية .!!
نحن نعتقد أننا بشرائنا الغذاء بتكلفة رخيصة من أي سوق أو متجر هو فرصة ثمينه , ولكن من هو الذي يدفع , ومن هم الذين يدفعون
لك .هل أنتم الذين دفعتم أم هي الأرض , الماء ,أو الهواء الملوث .أم الأطفال والبالغين في الدول الفقيرة الذين يعملون ساعات طوال وبالكاد لايحصلون على طعام كاف يسد رمقهم .
أذن من الذي يدفع لك أو ماذا أنتم دفعتم , هل هو من مصروفكم الخاص أو من صحتكم وضميركم , وهل هي عملية تجويع الناس بطريقة لم تعد كافية للجميع , الطعام هو الحب , للأرض , الماء , الشمس , النباتات والحيوانات , الحب لك ولكل البشر .
*** الأزياء ***
برز من بين الحشد شاب أنيق المظهر في الصف السابع يرتدي ملابس سوداء وتقدم بخطوات متزنة الى الأمام وقال : ماذا تحبين من الأزياء ؟
كانت زويا ترتدي ملابس بسيطة عبارة عن فستان وبنطلون بنفس نوعية القماش فأجابت بهدوء : عندما أصل للبيت, أحاول بسرعة أن أغير ملابسي هذه , أعتقد أن الجسد لايتحمل ثقلا أكثر في البيت , أحب البساطة في حياتي , أحبها أكثر منكم , أنا اشعر بحزن كبير عليكم, أنتم الذين تحتاجون الملابس وبلأخص تعتقدون بأنكم يجب أن ترتدوا الملابس مثل بقية الناس .
الملابس لاتعني الأشياء التي لانرغب فيها , ولكن تخفي كثيرا بما موجود بداخلكم , انتم تعتقدون أن بأمكانكم الظهور بمظهر أنتم ترغبوه كما تريدون , ولكن مالذي يبدو لنا ؟!
رجل يرتدي بدلة أنيقة ورباط ثمين يزين صدره ليبدو كرجل غني , فتاة تضع المكياج بشكل مبالغ به لحد أبراز السواد في العيون
مع بنطلون ممزق ومهترىء . سيدة يحيط بها الخجل وهي ترتدي تنورة ملونه رصعت بورود ملونة وشاب مرتبك يرتدي قبعة غريبة. اين هي الحقيقة , عندما نرى مثل تلك البانوراما؟! ونتسائل مع أنفسنا ... ربما كان الرجل الغني هو المرتبك أو الفتاة التي بالغت بمكياجها الأسود على العيون , أو الشاب بقبعته الغريبه هو كان يمثل حقيقة ذاته .بملابسكم تلك وهذه , تحاولون غالبا أخفاء الحقيقة وتظهرون بما تريدون أن تختاروه لاأنفسكم ولكن لماذا أنتم خائفون أظهار ماأنتم عليه , من هو الذي يقرر لك على أن تكون أنت ماهو أنت عليه .
البعض أجاب : أن الجرائد والتلفزيون يمنحان عبر الصور والأعلانات ان يكون الشخص ضعيف البنية ليكون مقبولا , ربما فيها حقيقة ولكنها ليست كل الحقيقة . منهم قال : ان مصانع الألبسة والمحلات المشهورة هما اللذان يقرران كيف يبدو الأنسان بالمظهرالخارجي , هذه هي الحقيقة ولكن ليس هي تماما .
في بعض البلدان يبدو الشخص البدين أجمل وأغنى ونحيلي البنية هم الفقراء والأغبياء وهي حقيقة , وفي أماكن وبلدان أخرى تكون وظيفة الملأبس لحماية أجسادهم من الشمس الحارقة أو من البرد القارص ,هذا هو واقعهم .
جسمكم هو جسمكم , الأزياء وطراز ونوع المودة تظهر في الأعلانات بشكل دائم وغالبا ماتتخذ من الرجال أو النساء النحيلات مادة أعلانية , وهي في الواقع غير حقيقة, الحقيقة هي شهوركم أنتم به حقا دون أعلانات .
حقيقتكم موجودة في داخلكم , أنتم تستطيعون ان تختاروا ماذا تلبسون وكم تلبسون وخارج بيوتكم كيف تبدون , أنتم اللذين تقررون اذا تتأثرون أحد الأعلانات أو تشتروا ملابس ضيقة وغير مناسبة , الملابس المريحة والملائمة لاأجسادكم هي التي تظهر حقيقتكم.
هولاء الذين يصنعون الملابس يكونون في خدمتكم وليس أسيادكم , الكثير منا لايريد ان ينقاد للأخرين ولو فعل ذلك العديد منكم سوف تكونون أجمل مع الأزياء .
طارق الخزاعي