كلّف الرئيس اللبناني ميشال سليمان رئيس الوزراء الأسبق والنائب الحالي نجيب ميقاتي الثلاثاء 25-1-2011 بتشكيل حكومة جديدة بعد حصوله على تأييد غالبية نواب البرلمان.
وقال ميقاتي للصحافيين في القصر الرئاسي إنه سيسعى لتشكيل حكومة تحفظ وحدة اللبنانيين ووحدة بلدهم وسيادته وتحمي التعايش المشترك على حد قوله.
وتابع: سأزورغدا رؤساء الحكومات السابقين وأبدأ استشارات مع الكتل اللبنانية يوم الخميس لتشكيل الحكومة في أسرع وقت، ولا أرى مبررا لأي فريق سياسي لكي يقاطع حكومتي، وسأعطي الأولوية للهم المعيشي للمواطنين.
واعتبر أن نتيجة الاستشارات هي انتصار للاعتدال على التطرف، مشدداً على أنه لن تكون هناك كيدية في ممارسته للحكم وأنه سيكون وسطياً، داعياً إلى وقف الإخلال بالأمن واحترام القانون.
وفي رده على سؤال أحد الصحافيين، أجاب: "سأزور دولة الرئيس سعد الحريري ضمن زياراتي لرؤساء الحكومات السابقين سواء كانت هذه الزيارة ضمن البرتوكول أو خارجه، وأقدر كلمة الحريري وأدعو مناصري في طرابلس إلى رفع العلم اللبناني".
من جهتها، اتهمت الولايات المتحدة حزب الله باستخدم القسر والترهيب والتهديد بالعنف لتحقيق مآربه السياسية في لبنان مطالبة الحكومة المقبل باحترام تعهداتها الدولية، وقالت وزيرة الخارجية الامريكية أن الادارة الامريكية ستتعامل مع الحكومة اللبنانية المقبلة على أساس تصرفاتها.
وكان رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري أبدى رفضه لكل مظاهر الشغب التي رافقت تظاهرات أنصاره احتجاجاً على استبعاده عن رئاسة الحكومة.
وقال في كلمة لأنصاره إنه يعلن رفضه الكامل لكل مظاهر الشغب والخروج على القانون التي رافقت التحركات الشعبية وشوهت مع الأسف الشديد الأهداف الوطنية النبيلة لهذه التحركات.
وتظاهر المئات في الشوارع اللبنانية وخصوصا في مدينة طرابلس في شمال لبنان وأشعلوا النيران في سيارة البث الخاصة بإحدى القنوات التلفزيونية وأحرقوا صور نجيب ميقاتي.
وفي بيروت قطع المتظاهرون الطرق بإطارات السيارات المشتعلة وبحاويات القمامة.
وقال مصدر أمني إن أعيرة نارية أطلقت في الهواء قبل أن يتدخل الجيش. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وكان أنصار الحريري دعوا إلى يوم غضب بعد أن حظي رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي بدعم حزب الله وحلفائه الذين أطاحوا بحكومة سعد الحريري في وقت سابق من هذا الشهر بعد استقالة 11 وزيراً.
ودعا الحريري أنصاره الى رفع الأعلام اللبنانية فوق منازلهم قائلاً لا يجوز لهذا الغضب أن يقودنا الى ما يخالف قيمنا وتربيتنا وعقديتنا وإيماننا بأن الديمقراطية هي ملجأنا وهي وسيلتنا التي لا غنى عنها في التعبير عن موقفنا السياسي.
وأضاف الغضب لا يكون ولا يصح أن يكون بقطع الطرقات وإحراق الدواليب والإطارات والتعدي على حرية الآخرين مهما كانت الدوافع الى ذلك.
ومضى أناشد أهلي وجميع إخواني وأخواتي في كل المناطق اللبنانية التزام أعلى درجات الهدوء والحذر.
كما دعت عضوة كتلة "المستقبل" النائبة بهية الحريري إلى "التخلص من موضوع الغضب الذي تسيّره العاطفة وليس العقل"، مشيرة الى أنه "إذا كنا نريد أن نبني وطننا ونستكمل الطريق مع بعضنا البعض فعلينا الالتزام بالسلم الأهلي والهدوء".
مجلس المفتين يطالب بدرء الفتنة
من جانبه، أعلن مجلس المفتين في لبنان في بيان، بتوجيه من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني عن قيامه بمسعى مع ميقاتي لدرء الفتنة في لبنان في ضوء الاستشارات النيابية لتشكيل حكومة جديدة، وقام أعضاء مجلس المفتين بزيارة ميقاتي في مكتبه في منطقة ستاركو، وتسلم منهم نص بيان مجلس المفتين الذي سبق للمجلس أن أعلنه يوم الأحد الماضي وحدد فيه موقف المسلمين وخاصة أهل السنة من التطورات الجارية في لبنان، وبعد تبادل الآراء أكد مجلس المفتين لميقاتي تمسكهم بما ورد في بيانهم.
وطالب أعضاء مجلس المفتين ميقاتي باتخاذ الموقف المناسب لدرء الفتنة، وتجنيب لبنان الدخول في الفوضى والوقوع في فخ المؤامرة التي تحاك ضد اللبنانيين وخاصة المسلمين.
وبعد اللقاء توجه أعضاء مجلس المفتين الى دار الفتوى حيث التقوا مفتي الجمهورية وأطلعوه على نتائج مباحثاتهم مع ميقاتي في كيفية الخروج من الأزمة التي بدأت تتفاقم بعد إعلان ترشحه لتولي رئاسة الحكومة.
فرنسا: احترام الالتزامات الدولية
من جانبه، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة برنار فاليرو أنّ "عملية تشكيل الحكومة ستبدأ، ومن الضروري أن تندرج في إطار الدستور واتفاق الطائف وأن تعكس الخيار المستقل والسيادي للبنانيين بمنأى عن أي تدخل وعبر الحوار".
فاليرو، أكد في بيان أنّ فرنسا أخذت "علماً بتكليف الرئيس نجيب مقياتي من قبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتشكيل حكومة جديدة"، داعياً "الحكومة المقبلة إلى احترام الالتزامات الدولية التي اتخذها لبنان وخصوصاً ما يتعلّق بالمحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان".
وعن الإضطرابات الحاصلة، دعا فاليرو "الأطراف كافة إلى ضبط النفس والامتناع عن أي لجوء إلى العنف"، مشيداً "بعمل حكومة الوحدة الوطنيّة التي ترأسها سعد الحريري نتيجة انتخابات ديمقراطية نموذجيّة، وبالشجاعة والكرامة والتصميم التي تحلى بها للقيام بمهمته في إطار بالغ الصعوبة".[b]