حقيقة رشيد نيني
من شاعر موهوب ... إلى سلطة إعلامية
"وإذا كانت الشعبوية في الكتابة هي إخبار الناس بما يحدث في مجتمعهم وإيصال مطالبهم إلى ذوي القرار، فأنا سعيد بأن أكون شعبويا." رشيد نيني
ليس مجرد كاتب. و ليس مجرد صحفي ... إنه رشيد نيني و كفى.
إن أي حديث عن نيني هو رحلة محفوفة بالمخاطر أو بالمنزلقات. إنه عينه المثل المغربي ( هبش تجبد حنش ).
وهذا ما تستشفه من اعتذارات الكثير من الزملاء الصحفيين الذين توجهنا إليهم بالسؤال عن كل هذه الإثارة حول كاتب إسمه رشيد نيني.
يستحق هذا الشاب أن يكون موضوعا صحفيا تلفزيونيا يقترب كثيرا من أسرار نجاحه المهني وجرأته "الزائدة" وشعبيته الرهيبة... إنها محاولة للاقتراب من صاحب " شوف تشوف" الذي استطاع أن يحكم المغرب بعيدا عن السياسية، و استطاع أن يقود وعيا جديدا عن طريق الكلمة... و استطاع أن يثير حوله كل هذا الركام من الزوابع و الغبار.
إذا مدحته مصيبة، و إذا انتقدته كارثة !
لا ندري لماذا يرى كثير من الزملاء الذين التقيناهم أن الحديث عن نيني كيفما كان نوعه هو مطب، إذا مدحته بما فيه سيقال عنك : " كتلحس ليه الكابة "، وإذا انتقدته بما فيه " غادي يطليك !! " الصمت وحده ينجي الإنسان من المتاعب.
لماذا ؟الكثيرون يفسرون قوة نيني في منبره الصحفي المفتوح على آلاف القراء .سواء في جريدة( الصباح) أو في (المساء). يملك منصة جاهزة لإطلاق الصواريخ على "العزل " أي أولئك الذين يبحثون عن منبر مواز للدفاع عن أنفسهم على الأقل .
ولهذا السبب يعتقدون أن باب الولاء مفتوح على مصراعيه ،يمكن الموالين له من أن يضمنوا سندا قويا في مواجهة خصومهم.و بشرى للذين نالوا رضاه .
حتى رجال الأعمال من أصحاب الملايين يرغبون في ود نيني لحماية مصالحهم المالية .
حتى رجال السياسة الشرفاء منهم و المفسدون يسعون إلى إرضاء نيني لنيل وده ،و ضمان حياة هانئة في موقع يتحرك باستمرار تحت أقدامهم .
حتى الفنانون يحلمون بهدنة طويلة الأمد مع قلم يستطيع أن يغلق في وجوههم أبواب العمل.
حتى المحيطين بالملك يخشون "جنية "نيني التي تطلع مرة مرة لتغني .
أما الصحفيون فالحكاية أكثر إثارة.فنجاح رشيد المهني قد يثير الحسد،فيفتح أبواب التأويلات المغرضة لسبب نجاحه إلى حد الهجوم ،أويفتح بابا آخر من أبواب التقرب حد التزلف ...
فما الأسرار التي تصنع نيني ؟فما سر الخوف من نيني ؟ما سر جرأته ؟ما سر الخصومات المثارة حوله ؟في هذه الأوراق بعض من الإجابة و من خلال شهادات صحفيين و انطباعات مواطنين ...كثير من التحفظ حول حقيقة ما يوصف به .
الموهبة و الحظ والطموح
رشيد نيني بدأ شاعرا ،كان يكتب قصائد جميلة لكنها مكتئبة، و إن حملت كثيرا من السخرية .نوه به الأشعري في جائزة اتحاد كتاب المغرب في الشعر ولم يهضم ذلك لكن إهماله في حفل توزيع الجوائز فجر فيه طاقة الكتابة الجريئة المشاغبة التي كانت تنتظر فرصة لتنطلق.كانت جريدة "العلم "حاضرة لاحتضانه ،و هي تستغل صراع المواقع الذي كان حينها بين الاتحاد الاشتراكي و حزب الاستقلال حول زعامة اتحاد الكتاب .
و كان انتماء إلى مجموعة مراكش المسماة (الغارة الشعرية ) يغذيه بكثير من الحلم في خلخلة السائد و تغيير واقع شعري لا يريد أن يتغير .كان الحلم هو إسقاط سدنة الأدب المغربي عبر تعريتهم و فضحهم.
لكن الرحلة كانت أطول من الحلم .فانفرط عقد الغارة الشعرية ...
هاجر هشام فهمي إلى كندا ،انزوى سعد سرحان في قسمه و اختار ياسين عدنان الوفاء للحياة ... فما كان أمام رشيد نيني إلا أن يشق الطريق بعيدا عن رفاقه ...
و كان حظه أن القناة الثانية اختارته ضمن كوكبة من المتمرنين ليقدم في قسم الأخبار برنامج (نوستالجيا ) بعد أن صرفت الآخرين .
و كان من حظه أن يشتغل في جريدة "الصباح "و التي انطلقت قوية بشكلها "المشرقي "، و ملحقها الرياضي اليومي ،و ببصمات طلحة جبريل .ليجد نفسه انه وحده الموهوب و المشاغب الذي يستحق أن يكون له عمود في آخر الصفحة بعد "حوارات سوريالية" لم تجذب البسطاء.
و انطلقت لذة التجربة الصحفية بعد أن حول موهبة الكتابة من الشعر إلى العمود الصحفي ،و بعد أن غير شغبه من فضح الشعراء الكبار إلى فضح المسؤولين الكبار ...و بعد أن طرق الحظ بابه و لم يتركه يعود خائبا .
الحاجة إلى معارضة شعبية
ليست هناك حياة سوية لمجتمع وما و لدولة ما إلا بوجود معارضة .سواء داخل البرلمان أو خارجه .و كان الاتحاد الاشتراكي يقف في طليعة المعارضين للسياسات الحكومية القائمة .كان الشعب يجد في فتح الله ولعلو و رفاقه المتنفس الوحيد في مواجهة ضغط يريد أن يجعل هذا الشعب يعيش الفقر و الظلم .
و بعد حكومة التناوب انخرط المعارضون السابقون في فريق الحكم و ظل مكانهم شاغرا .و لم تستطع الأحزاب اليمينية الحاكمة سابقا أن تلعب هذا الدور الجديد لأنه ضد طبيعتها التي خلقت من أجلها أصلا خاصة وأن الحكومة الجديدة جاءت برغبة ملكية و مشيئة ملكية و رضى ملكي...وكأن انتقاد الحكومة هو انتقاد للاختيارات الملكية.فيما اختارت العدالة و التنمية موقف الشبهات..."المعارضة بينة و الموالاة بينة وما بينهما شبهات ".لاهي ساندت الحكومة مساندة مطلقة ،و لا هي عارضتها معارضة مطلقة ...فكان لابد للصحافة باعتبارها الأكثر التصاقا بالناس من أن تقوم بالدور.وكانت الجرائد المستقلة ...و كانت جريدة (الأحداث المغربية ) التي رفعت شعار محاربة (الزعيم الضرورة) عبد الرحمان اليوسفي ومن سار في فلكه.إلا أن استقالة اليوسفي و تبعات أحداث 16ماي غيرت أشرعة (الأحداث) نحو التماهي مع الطرح الحكومي القاضي بالتصدي لكل الأفكار التيئيسية .و صارت معارضة الحكومة محسوبة بالتوجهات العامة التي لا ترضي كل الناس .
و لابد من نيني .من رجل يترك حسابات السياسة وتوازنات المرحلة جانبا و يتكلم بلسان الشعب عن هموم الشعب .وصار هدا (الشعب) يجد في كتاباته و بعد ذلك في جريدته نافدة نقدية مفتوحة على الحلم بالتغيير .صحيح أنه لن يستطيع مواجهة عملاق بحجم الفساد و الأمية ولكنه يحاول.و جريدة (المساء) مهما اختلف الناس حول مهنيتها و أهدافها و خلفيات مموليها نجحت في أن تكون صوت الحالمين و المتعطشين إلى العيش بكرامة في وطن الكرامة .إنها معارضة شعبية في بلد خفتت فيه أصوات المعارضين ...حتى كادوا يغنون :وكلوا العام زين آ البنات ،كولوا العام زين آه...
من يقف وراءه ؟
دأب المغاربة و العرب عموما على طرح هذا السؤال كلما أذهلتهم جرأة مواطن عاد.و إذا كان المهدي الفلاح في جريدة الاتحاد الاشتراكي قد ذهب بعيدا و ربطه بأمريكا فله مبرراته ...أما بالنسبة للكثيرين فالربط بين نيني و قوى غيبية لن يتجاوز حدود المملكة و قد يصل إلى المحيط الملكي .
في كل مرة يثار السؤال حول هوية المقرب من داخل المحيط الملكي الذي يقف وراء نيني ...ففي البداية قيل : فؤاد عالي الهمة ...لكن هجوم نيني عليه أحبط هذا التخمين .ثم قيل حسن أوريد ...و أحبطت المحاولة ، ثم منير الماجيدي ،لكن تحوله إلى الماجيبي و حكاية التفويت أعادت الناس إلى المربع الأول .
إذا كان كل الكبار في الحكم يتعرضون للنقد الفاضح أحيانا من طرف نيني ،فان المسألة تبعد كل شبهة عن فضل أحدهم عليه .و بالتالي يتجدد السؤال :من المستفيد من تعرية عيوب الأحزاب وفضائح الوزراء و أخطاء محيط القصر ؟
الجواب واحد:هو كل من له مصلحة في محاربة الفساد و تخليص البلاد من أعطا ب التنمية و التقدم.
طيب .سؤال آخر :
من من هؤلاء المصلحين ذوي النية الحسنة الذين يملكون سلطة على هؤلاء الكبار ،لايخشى بطشهم ولايهزه غضبهم؟
الجواب واضح و واحد :روح الملك
فكأن جلالة الملك في سعيه الى إصلاح الأوضاع والنهوض برعاياه يرى في مثل رشيد نيني وسيلة شعبية لتطهير الحياة العامة من كل أشكال الفساد و الإحباط و الاستغلال .
فإذا لم نقرأ عمود "نينيات "في الأحداث المغربية، ووثقنا في كل ما يقول نيني من أخبار وفضائح.هل يحب الملك أن يكون بين مواطنيه من يساعده على توعية الشعب بما يفعله فيهم المسؤولون؟
بدون تردد سيكون الجواب :نعم
لان الملك محمد السادس بشكل مباشر أو غير مباشر محتاج الى من يعينه على تقويم الاختلالات .و هو في خطبه و تحركاته و مبادراته كلها يكشف همه الأساس و هو انقاد الشعب الفقير من فقره ،و تمكين الشعب البسيط من حقوقه ،و إيصال الشعب المتخلف إلى مراقي التقدم و الرفاه ...فمن يعرقل تحقيق هذه الأهداف النبيلة ؟
بسوء نية أو حسنها هم أولئك الذين فوض اليهم أمر التدبير و التسيير ... و هم المسؤولون في كل المواقع و دون استثناء .
ومن كان الملك مولاه فلا خوف عليه.
قصة المساء:عندما التقيا في طنجة
كثيرون يربطون قصة ولادة المساء بالزواج الكاثوليكي بين قلم يفضح الفساد في المجتمع دون خوف وبين مخرج سينمائي أظهر قدرا كبيرا من الشجاعة والقدرة على ترياب الحفلة دون خوف.
ككل الأفلام العظيمة تبدأ بكاتب عظيم يلتقي بمخرج عظيم فقط يحتاجان الى ممثل عظيم والنتيجة فيلم مشوق عظيم.
ذهب رشيد نيني إلى طنجة باعتباره عضوا بلجنة تحكيم المهرجان الوطني الثامن للسينما الأخير.وفي طنجة كان هناك المخرج محمد عسلي باعتباره مشاركا بفيلمه " فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق ".وهناك حدث لقاء السحاب.
"في الحفل الختامي للمهرجان صعد المخرج محمد عسلي_كما ورد في إحدى القصاصات _ إلى المنصة لتسلُّم جائزة العمل الأول عن فيلمه "فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق "لم يردد الكلام المعتاد، من عبارات شكر لمنظمي المهرجان أو للجنة التحكيم، ولم يقم بإهداء عمله لأحد، وإنما انتهز الفرصة ليجهر بما كان يقول في الكواليس وخلال المناقشات. إذ عبر عن استنكاره للإرهاب الذي قال إنه تعرض له خلال المهرجان. تعالى التصفيق من لدن البعض، والصفير من لدن البعض الآخر. فخاطب هؤلاء بما معناه: لا يمكنكم أن تخرسوني، أنتم قلة، أنتم مجرد بوليس للمركز السينمائي المغربي! وتابع قوله متحديا: لا يمكن أن نسكت عما حدث خلال المهرجان من ممارسات تسيء للبلاد. ووجه عسلي الاتهام مباشرة إلي مدير المركز السينمائي."
وكان رشيد نيني يراقب الوضع.
ما الذي دعا عسلي إلي تلك الانتفاضة؟ تقول قصاصات الأنباء غير الرسمية:
"إنه فيلم ماروك لمخرجته ليلي المراكشي، الذي تردد في الكواليس أن المركز السينمائي كان يبذل قصاري جهوده لكي يفوز بالجائزة الكبري. ولما بدا الأمر مستبعدا من حيث عدم القدرة على التأثير علي كل أعضاء لجنة التحكيم. استحدثت جائزة الصحافة والنقاد لتُمنح للفيلم المذكور إنقاذا لماء الوجه.
فوجئ الحاضرون والمشاهدون بتصريحات محمد عسلي، فبخلاف الوداعة التي تظهر من خلال فيلمه فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق ، بَدَا شرسا وعنيفا وغير متسامح ولا يتمتع بسعة الصدر إزاء التجارب السينمائية الأخري. وعنْونَ أحد الصحافيين مراسلة له عن مهرجان السينما: فوق طنجة الملائكة لا تحلق.
لكن رشيد نيني لم يتفاجأ لأنه هو الآخر صدم وانفعل كما انفعل عسلي تماما أو أكثر،واعتبر في أعمدته التالية للحدث أن الفيلم اساءة للمغاربة ولدينهم ولغتهم...وتكلم الغاضبان لغة واحدة دفاعا عن القيم الدينية والوطنية. ووجد كل منهما أنه يشبه الآخر في صراحته وجرأته وعدم تساهله إزاء ما يعتبره ماسا بالشعور الوطني والديني. ولذلك، ما فتئا يعلنان رفضهما للفرنكفونية،ولتوجهات الحكومة الحالية في تدبير الشأن الثقافي والسياسي.
لكن من أين لهما بالأموال.الوشاة يقولون إن عسلي يملك مالا كافيا تحصل عليه في صفقة تجارية رابحة.وتلك حكاية أخرى.
من يمول "المساء"؟
جريدة "المساء"قبل صدورها كانت تحتاج إلى فرقعة إعلامية كي تنجح .ونجح "الطلاق" المثير بينه وبين جريدة "الصباح"في أن يتحول إلى "بوليميك" إعلامي استغله رشيد نيني ليمرر خلاله رسالة قصيرة إلى الرأي العام، هي أنه لم يتخل عن "الصباح"، ولكنها هي التي تخلت عنه وبترت فقرات من عموده اليومي الشهير عن "القضاة"!!
مباشرة بعد هذا الحادث، يقول بعض المقربين منه إنه سافر في مهمة فوق العادة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. وفور عودته أعلن عن ولادة "المساء" هو وتوفيق بوعشرين رئيس تحريرها الذي كان عين قناة الحرة الأمريكية في المغرب، وعلي أنوزلا، ومديرها العام سمير شوقي...
من يمول "المساء"؟ سؤال غامض يتهرب نيني من الإجابة عنه، لكن الإشاعات تشير إلى أن أمريكا ورؤوس أموال بعض ملوك العقار هي التي تضخ الملايين من الدراهم في "بيت مال" يومية "المساء"... والقرائن عديدة حسب أحد الخبراء في والو : أهمها أن جريدة نيني تغازل سفير أمريكا، وحتى عندما كتبت عن احتلال قنصليتها لشارع مولاي يوسف حررت مقالا إخباريا محتشما موقعا باسم الجريدة، في حين كان ينتظر قراء نيني من قلمه موقفا متصلبا منه وحفلا من القذائف ضد الإهانة الأمريكية، أو يفوض على الأقل لأحد صحافييه هذه المهمة في أحد أعمدتهم... أليس 80 في المائة من صحافييه يكتبون "الزوايا" الحادة؟!
حكاية الجامعي أو لكل بداية نهاية
لايمكن للمتتبع للشأن الصحفي خلال العشرين سنة الأخيرة أن يغفل اسمين كبيرين في الكتابة الصحفية الجريئة .خالد الجامعي و بوبكر الجامعي .
فالأب عرف عند عامة الناس بجرأته الساخرة التي تعيد النظر في كيفية التعامل مع الشأن السياسي ببلادنا .ذلك أنه سجل خلال حضوره كقلم أو كوجه في البرامج الحوارية نقاطا مضيئة قلصت من حجم الخوف الذي ظل يسكن المغاربة لعقود.
و سيكون مقاله عن إدريس البصري إبان سطوة الأخير عصيا على النسيان ،إذ رفع سقف التحدي ثأرا لكرامته التي حاول الوزير أن يمسها من خلال سؤال متعجرف :شكون أنت ؟.
و حتما سيستعيد المغاربة سيرة هذا الرجل الذي ظل محط إعجاب من المواطنين لجرأته و سخريته _ تماما كما نيني _،و محط نقد لاذع من طرف خصومه الذين يتهمونه بالشعبوية _تماما أيضا مثل نيني _حتى قيل إن خالد الجامعي و معه بوبكر الجامعي كانا أول الرؤوس المسنونة في يد الحكام الجدد المتأهبين في ذلك الوقت لتقلد القيادة خلال فترة مرض الملك الراحل الحسن الثاني .
و قيل أيضا إن جرأتهما الزائدة سواء في لوجورنال أو غيرها مردها الحماية التي يسبغها عليهم رجال قادمون لتغيير الوضع الفاسد ،و تغيير المفاهيم السائدة ...و لا يتحقق التغيير إلا بزعزعة هيبة رموز العهد السابق و الذين كانوا يشكلون _كما سماهم خالد الذكر عبد الرحمان اليوسفي _"جيوب المقاومة ".
فما الذي حدث ؟
قيل إن الجامعيين وبسبب الدعم المعنوي _على الأقل _الذي يتلقيانه من الخارج و الداخل صدقا أنهما قادران فعلا على مواصلة نهجهما الاندفاعي نحو التغيير والإصلاح ،غير مدركين لحدود الرقعة المرسومة لهما سلفا ...وتجاوزا السطر .
فتجاوزهما المخزن الجديد إما بالتهميش الإعلامي (حالة خالد الجامعي )،أو بالضغط المالي (حالة بوبكر الجامعي ).وفي الحالتين حقيقة واحدة .لا يستمر قلم مغربي في الكتابة باندفاع إلا بحبر من ترخيص القصر .
فهل يلعب نيني في الشوط الثاني ،خاصة إذا علمنا أن العهد الجديد على أبواب مرحلة حاسمة .فبعد مرور المرحلة الأولى بسلام أي مرحلة ترسيخ شرعية الملكية ،و اتباث شعبيتها .قد آن الأوان لترسيخ المفهوم الجديد للقيادة بعيدا عن مسامير العهد القديم و بعيدا عن تداخل سياسة الحكم بسياسة العواطف التي ترسمها سنوات طويلة من الزمالة و الصداقة.