ناجيات من المرض يروين تجربتهن في اليوم العالمي
20 امرأة يتجاوزن السرطان بالأمل والعمل التطوعي
خالد البلاهدي ــ الدمام
طالبت بعض سيدات المنطقة الشرقية واللواتي تغلبن على إصابتهن من السرطان بضرورة تفعيل البرامج الوقائية التي تتناول التعريف بأمراض السرطان بكافة أنواعه، وكيفية الوقاية منه، وأطلقن رسالة إنسانية في إطار احتفال العالم بيوم السرطان الذي صادف الاثنين الماضي، خصوصا بعد تمكن 20 سيدة من السيطرة على إصابتهن بمرض السرطان وانخراطهن في العمل التطوعي والمشاركة في تكوين «لجنة الأمل» التابعة لجمعية السرطان السعودية في المنطقة الشرقية وتقديمهن الاستشارات الصحية للمصابين والمصابات حديثا بكافة الأورام السرطانية.
«عكاظ» جمعت بعض السيدات اللواتي تجاوزن المرض على طاولة واحدة ليسلطن الضوء على تجربتهن مع السرطان، وكيفية تجاوزهن مراحل الخطر، ودورهن في لجنة «الأمل» التابعة لجمعية السرطان السعودية في المنطقة الشرقية.
سرطان الثدي
في البداية تقول صباح اليوسف، أصيبت بمرض سرطان الثدي قبل خمس سنوات، وتلقيت كافة العلاجات الخاصة منها العلاج الكيماوي والإشعاعي وأخيرا الاستئصال، ولكن الحالة المعنوية المرتفعة التي أمدني الله بها هي ماجعلتني أؤمن بالقدر وأتوكل على الله، وأعيش حياتي كما كانت من قبل. وتضيف «لجأت إلى لجنة الأمل والتي أعتبرها بمثابة «المكوك الفضائي» الذي انتشلني من حالتي السابقة إلى حالتي الحالية الملئية بالحيوية والنشاط، إذ شاركت زميلاتي في اللجنة في نشر الوعي لدى المصابات وزيارة المريضات في منازلهن وتقديم المشورة والعلاج لهن، وهذا العمل التطوعي خير حافز جعلني أتغلب على مرضي وأعيش حياتي بعد أن كنت في عزلة تامة.
نشر التوعية
وتروي المعلمة فاطمة أكبر، أصبت بمرض سرطان الثدي قبل أربع سنوات، وتلقيت كافة العلاجات الخاصة بمثل هذه الأورام، والحمد لله شفيت منها بعد عملية الاستئصال، وأعيش حاليا في صحة جيدة.
وتواصل حديثها «ترددت على الانتظام في لجنة الأمل لشعوري بأن كل شيء في هذه الحياة لم يعد يمثل لي شيئا، فقد كنت يائسة تماما، وبعد إلحاح من المقربين انتظمت في هذه اللجنة، ولا أخفي أن قلت إنها أعطتني الأمل وأعادت لي فرصة العيش في هذه الحياة وتعرفت من خلالها على أخوات، بعد أن فقدت أعز الأخوات بعد علمهن بمرضي.
وتستطرد «أشعر بالسعادة عندما ألتقي مع صديقاتي في اللجنة، وتبدأ كل واحدة منهن باقتراح خطط عملهن والتي دائما ما تبدأ بالمستشفيات لزيارة المرضي والتخفيف عنهم، وإعادة البسمة إليهم التي حرموا منها بعد إصابتهم بهذا المرض، كما إننا نبادر بنشر الوعي عبر القنوات التلفزيونية والإذاعات المحلية».
حاجز الصمت
وأجرت تغريد الجربوع «مصابة بسرطان الثدي منذ ثلاث سنوات «عمليتين لاستئصال المرض، وهي الآن في المرحلة النهائية من العلاج، وتقول«لقد كسرت حاجز الصمت الذي ظل يلاحقني بعد إصابتي بالمرض فانطلقت لكي التحق بلجنة الأمل، وحصلت على وسام الشجاعة في عملي التطوعي الذي أقوم به في التوعية من هذا المرض.
وتستكمل حديثها «قمنا بعدة زيارات لحالات مستعصية وخففنا عليهم هول صدمة المرض، ونشارك المرضى في الاحتفالات السنوية، كما أننا نقوم بزيارات متكررة لدار المسنين، وزيارات توعية للأسر في المنازل»
كما أنوه أنني شاركت وفد جمعية السرطان السعودية في زيارة الأطفال المصابين بالسرطان في مستشفيات مصر، وقدمت باسم الجمعية الهدايا العينية للمرضى لتخفيف المرض عنهم.
الحالة النفسية
وتروي هنادي الهندي قصتها مع المرض فتقول «أنا مصابة منذ سنة ونصف بمرض سرطان الثدي، ودخلت مراحل متقدمة من العلاج، ولكنني تجاوزت الحالة النفسية التي لازمتني بعد اكتشافي للمرض من خلال لجنة الأمل التي انتظمت إليها بعد حفل إفطار رمضاني دعيت إليه لأجد نفسي عضوة في هذه اللجنة.
وتستكمل حديثها «كنت حريصة طوال عمري لتقديم أي عمل خيري، والحمد لله تحققت هذه الأمنية وانتظمت مع صديقات فاضلات في لجنة الأمل استطعت معهن أن أحقق أمنيتي، وأن أشاركهن في توعية الناس بالأورام وكيفية تجنبها، كما زرت مركز أطفال الحسين في مملكة الأردن الشقيقة، وقدمت للمرضى الدعم المعنوي للتغلب على مرضهم .
العمل التطوعي
ولم يختلف حال ثريا عبد المجيد عن الآراء السابقة وتقول: منذ عامين وأنا أشكو من مرض سرطان الثدي، وأجريت لي عمليتين لاستئصال المرض من تحت الإبط وتلقت العلاج الكيماوي والإشعاعي.
وتضيف «أعتبر لجنة الأمل هي بيتي الثاني، حيث التحقت بهذه اللجنة وتعرفت على صديقات عزيزات لم تقربنا المصالح ولا حب المظاهر، ولكن قربنا الحب في الله والعمل لوجهه الكريم، فقد قمت مع زميلاتي بالعمل التطوعي وخدمة المرضى وتقديم النصح والمشورة لهم.
دورات ومحاضرات
وتتطرق زين المرزوقي إلى تجربتها مع المرض قائلة: أنا مصابة بمرض سرطان الثدي منذ سنتين ونصف، وأجريت ثلاث عمليات لاستئصال الورم كاملا، وتلقيت جرعات العلاج الكيماوي ثم الإشعاعي.
وأضافت «بينما كنت أتلقى علاجي في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام قرأت كتيب كان على الطاولة بجانب سريري مكتوب عليه «لجنة الأمل» وعندما قرأته شعرت أنني بارتياح كبير، ثم بدأت أبحث عن هذه اللجنة حتى وصلت إليها، فكانت هي بارقة الأمل الحقيقي لي بعد الله فقد شاركتهم في التوعية وتقديم المشورة للمريضات، كما قدمت دورات ومحاضرات توعوية للطالبات في المدارس، حيث أنني أعمل مراقبة في أحد المدارس.
الروح المعنوية
وتكشف بدرية القناص المصابة بسرطان الثدي قبل 10 سنوات أسرار مرضها قائلة «أجريت لي عملية استئصال للثدي بالكامل بعد عمليتين جراحيتين بين كل عملية وأخرى خمس سنوات، وتلقيت كافة العلاجات الخاصة بالورم مثل العلاج الكيماوي والإشعاعي، وزاد إيماني بالله من ارتفاع حالتي المعنوية، فقد قدمت الكثير من الاستشارات في كيفية التأقلم مع هذا المرض حتى أصبحت مثالا لمن يصاب بهذا المرض».
وتعتبر السيدة بدرية من أوائل المنتظمات في لجنة الأمل فهي تشعر بالحب والتفاني مع كافة أفراد الفريق في تقديم أعمال خيرية ومنها إعطاء المريض فرصة الأمل والرجوع إلى الله.
الكيماوي والإشعاعي
وفي سياق متصل، قال مستشار اللجنة عبد الله بن راشد الدحيم، والذي أصيب بسرطان القولون وأجرى عملية لاستئصال 13 سنتميتر من القولون يقول: ذهبت إلى مكة المكرمة لفترة محدودة ثم راجعت طبيبي فكانت الحالة المعنوية مرتفعة لدي، وخصوصا بعد أن أخذت جرعات الكيماوي والإشعاعي.
ويرى الدحيم، أن اللجنة تسير بخطوات ثابتة نحو إيصال رسالتها وأهدافها الخيرية التي تشمل كافة أفراد المجتمع، مطالبا رجال الأعمال في المنطقة الشرقية إلى دعم اللجنة معنويا وماليا لكي تقوم بدورها التوعوي.
لجنة الأمل
في نهاية اللقاء التقت «عكاظ» بمؤسس ورئيس لجنة الأمل محمد الرويلي والذي تجاوز محنة السرطان وتلقى العلاج فيقول: «تأسست «لجنة الأمل» منذ سنتين بهدف رعاية مرضى السرطان ومنحهم روحا جديدة للتعايش مع واقعهم وبث التفاؤل بحياة أفضل، مشيرا إلى مخاطبتهم عدة مستشفيات لإعداد برامج تأهيلية وزيارات للمرضى، مشيدا بالجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس الجمعية عبد العزيز التركي لدعم ورعاية مرضى السرطان في المنطقة.
وأضاف «تضم اللجنة مرضى متعافين يتواصلون بشكل فعال مع مختلف شرائح المجتمع، فتجربتي مع المرض لم توقفني، بل زادت عزيمتي رغم العذاب الذي كنت أعيشه في هذه المحنة، فتجربتي علمتني كيف أميز الناس وبأن المرض ليس نهاية العالم.