نادية ياسين: الانتقال الحقيقي سيتحقق إما طوعا أو بالقوة
موقع لكم
قالت نادية ياسين، القيادية البارزة في جماعة "العدل والإحسان" إن جماعتها أقرب إلى التجربة التركية من أية تجربة إسلامية أخرى.
وجاء في حوار خصت به نادية ياسين، جريدة "إلباييس" الإسبانية قولها إن "جماعة العدل والإحسان جماعة مسالمة في عملها، وإن كانت لم تتمكن من فعل شيء للشعب فإنها لا يمكن أن تمتنع عن مساندة مطالبه، ولا يمكن وضع الإسلاميين في سلة واحدة، فنحن أقرب إلى التجربة إلى التركية من إيران كجماعة".
وفي ردها عن سؤال حول دعم الجماعة لدعوات شباب 20 فبراير للتظاهر، قالت نادية ياسين"إن أي خروج شعبي للشوارع بالمغرب سيحصل على دعم الجماعة ما دام المشاركون ضمنه ملتزمون بأن يكون تظاهرهم حضاريا وسلميا، وأن أي تظاهر تتوفر فيه ضمانات عدم حدوث أعمال عنف تجر إلى الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة فإن الجماعة ستسانده بما لديها من إمكانيات"، على حد قول القيادية الإسلامية التصريح للجريدة الإسبانية.
وفي تعليقها على مدى تأثر المغرب بما حدث في تونس ويحدث الآن في مصر، أجابت نادية ياسين:"إن الحديث عن استثناء المغرب من موجة الغضب الشعبي التي تضرب شمال إفريقيا يعتمد على معطيات من بينها استمرار استقطاب البلاد للسياح وتوفرها على مؤسسة ملكية مرتكزة على الشرعية الدينية، زيادة على ما يروج بخصوص الانفتاح السياسي المشفوع بإدماج الإسلاميين في الحقل السياسي، إلا أن ما ينبغي الانتباه إليه هو أن الأسباب الأساسية للانتفاضة لا ترتبط بعوامل سياسية بقدر ما تنطلق من الوضعية الاجتماعية ونظيرتها الاقتصادية".
وأردفت كريمة الشيخ عبد السلام ياسين قائلة: "المغرب يتواجد حاليا وسط نصف إعصار رغما عن حالة الصمت المطبق التي تخيم على أصحاب القرار في المغرب. وأرى بأن الانتقال الديمقراطي الحقيقي سيتحقق إما طوعا أو بالقوة.. فقد حان للمغرب أن يجري تغييرا دستوريا وأن يتصدي لشبكات الفساد والمحسوبية".
كما طالبت ياسين بإجراء إصلاحات جوهرية قادرة على "تمكين الشعب من أموله المسلوبة وإعمال نظام قضائي لا يقر بالإفلات من العقاب والكيل بمكيالين". وأكدت على أنه "يجب على المخزن ألا يعتبر نفسه فوق التاريخ.. فإذا كان المغرب يشكل فعلا استثناء فإنه يتوفر أيضا على تقاطعات عديدة مع منظومة الدول العربية، خصوصا في اللعب على حبل محاربة الإرهاب، والدعايات السياسية لوجود تناوب على السلطة بالبلاد، وابتداع أحزاب سياسية من أصدقاء القصر للتوهيم الديمقراطي. إضافة لتبني نظام تعليمي يزيد من محدودية فكر الناس، كما سمح بتواجد آليات ارتشاء مفرزة لمغتنين من دم الشعب ويتوفرون على قرب من القصر بشكل يستثمرون به بشكل فاضح الخطوط الحمراء المقدسة لشخص الملك".
من جهة أخرى، قالت نادية ياسين بخصوص وثائق ويكليكس التي تحدث عن لقاءات بين الجماعة والسفارة الأمريكية بالرباط، إن "البروتوكول الدبلوماسي يتطلب من جميع الدبلوماسيين أن يكونوا على بينة من اللاعبين السياسيين ونحن لنا حجمنا حتى دون دمج من النظام المغربي". موضحة "في هذا الإطار تم الاتصال بنا من طرف الدبلوماسيين ، ليس فقط من جانب السفارة الأمريكية، ولكن دبلوماسيو دول أخرى،لا شيء غير عادي في هذه الاجتماعات، وكل ما دار فيها هو روتيني تماما".