نقطة ضوء : كل عام و المغرب بخير
½˝ كل عام و المغرب بخير ˝
بقلم/ بناجي هشام
نحن نودع سنة 2010, و لابد من وقفة تأملية لمجريات الأحداث خلال هذا العام, أحداث سياسية.. و أخرى اجتماعية.. تلخص في مجملها المشهد السياسي المغربي, و يبقى مشكل الصحراء المغربية و ما رافقتها من أحداث الأبرز طيلة العام الجاري.. إذ ًا هي أمنيات تحققت, و أخرى تبخرت.. لكن العنوان الأبرز, أن المواطن المغربي ظل بعيدا كل البعد عن الحدث, و إلى إشعار آخر.
بدون ارتياب, وجب القول أن سنة 2010 رسمت معالم عهد جديد, فالكثير من الأحلام الجميلة أصبحت كابوسا مزعجا, قالو لنا المغرب سينظم مونديال 2010, لكننا خسرنا الرهان. و قالوا لنا هذا العام سنستقبل10 ملايين سائح, و لم نتمكن من ذلك, و خسرنا كذلك هذا العام شرف تنظيم المعرض الدولي لطنجة , ولم نتمكن من محاربة أحياء الصفيح كما وعدنا بذلك وزير الإسكان, و الأمرٌ من ذلك أن السكن العشوائي يزداد استفحالا في غفلة من الدولة, و بتواطئ منها أحيانا. كما وعدتنا الأحزاب السياسية بتوفير الآلاف, بل الملايين من مناصب الشغل, لتتحول المناصب لهروات لضرب المعطلين المعتصمين أمام البرلمان. أضف إلى ذالك استفحال الرشوة, و الفساد الذي ينخر المؤسسات العمومية, و في انتظار تقرير المجلس الأعلى للحسابات الذي سيكشف الكثير من الإختلالات كما العادة.
إذا هي وعود تبخرت, و أموال بذرت.. بلا حسيب و لا رقيب, و خلاصة الأمر أن الفقراء يزدادون فقرا و الأغنياء يزدادون غنا. و ذلك في انتظار عقد آخر, قد تتبخر فيه وعود و أماني أخرى, و الموعد أكيد سنة 2020.
هذه الوعود و هذه المخططات التي تروح أدراج الرياح, لا يمكنها إلا أن تفجر أزمات اجتماعية,, على غرار ما وقع في سيدي افني, صفرو و مدن و قرى مغربية متعددة, و كما حدث في مدينة العيون, و مخيم "أكديم إزيك", الذي يظل الحدث الأبرز سياسيا لهذا العام نظرا لضخامة المخيم, و حساسية المنطقة..
الآن و بعد أن وضعت الحرب الإعلامية أوزارها, و عادت المياه لمجاريها, و بعد أن ربح المغرب نقاط مهمة, و خسر أخرى لا تقل أهمية, و بعد أن عاين الجميع كيف استغلت شرذمة من أتباع البوليزاريو الحدث و حولت مطالب اجتماعية محضة, إلى مطالب انفصالية. وبعد أن عبر المغاربة عن وحدة صفهم, و قدسية وطنهم.. كل على هواه, هناك من خرج في مسيرة مليونية بالبيضاء, وراء زعماء الأحزاب ( السياسية ) و وزراء الحكومة و على رأسهم عباس الفاسي (الوطنية عند عباس الفاسي لا تتجاوز المشاركة في المسيرات, أما حضور جلسات البرلمان فلا تدخل في هذا النطاق), و هناك من رفض المشاركة في المسيرة مثلي, و عبر عن وطنيته بطرق أخرى, و واهم من يقزم الوطنية في مسيرة مليونية و انتهى الأمر.
بعد هذا و ذاك, و لابد من فتح نقاش وطني حول أحداث العيون, و تنوير الرأي العام بالمسؤوليين الحقيقيين عنها, وهي في كل الحالات نتاج حسابات حزبية ضيقة, أدت إلى تفاقم المشاكل الإجتماعية, و تجاهل مطالب السكان, إلى أن وصل بهم الأمر إلى بناء مخيم ضخم و منح الفرصة للإنفصاليين لاستغلال الحدث.
إنها فرصة مواتية لنقد الذات, و مراجعة الأوراق, في أفق وضع النقاط على الحروف.. بدلا من الإشتغال على نقد الآخر, ورمي الكرة في الملعب الإسباني, فالعداء الذي يكنه لنا الحزب الشعبي و الإعلام الإسباني المنحاز بات مكشوفا لدي الرأي العام الوطني, والناتج بالخصوص عن ضعف الديبلوماسية المغربية, فيبدو أن وزيرنا في الخارجية مشغولا بأشياء أكثر أهمية, قد يكون دعم ابنه ابراهيم, ومعهد أماديوس واحدا منها.
واجب على الدولة اليوم أن تفتح صفحة جديدة, و تبدأ من نقطة الصفر لفهم حقيقة ما جرى, و كشف المستور حتى يتحمل كل طرف مسؤوليته التاريخية, فالمشاكل التي بني من أجلها مخيم "أكديم إزيك" ثابتة, و الكثير من المناطق المغربية تعاني و يلاتها.. يتبع.