زوجي يخونني مع جارتي
حائرة.. لا أدري من أين أبدأ ولكن اعرض لكم مشكلتي الكبيرة باختصار. تزوجت قبل سنتين من زميل لي في العمل، ورزقني الله بنتا جميلة، منذ عدة أشهر سكنت بجوار شقتنا، عائلة مكونة من أربعة أشخاص، زوجين وطفلين صغيرين، في احدى الليالي، طرقت جارتنا الباب، وسألت هل بإمكان زوجي مساعدتها في وصل التيار الكهربائي في منزلها، لأن زوجها مسافر، لبى زوجي طلبها بكل ترحاب، لكنه أطال المكوث عندها، وحينما رجع بادرني بالقول إنها كانت هناك مشكلة كبيرة وقد حلها بصعوبة.
لم يخطر ببالي حينها أن ذلك اللقاء كان بداية علاقة محرمة بين زوجي والمرأة، ورغم أنني رأيتها اكثر من مرة تتبادل معه الابتسامات، عندما كنا نلتقي صدفة عند مدخل المبنى، إلا أنني كنت أعتبر ذلك من حسن أخلاق، لكنني اصبت بصدمة كبيرة عندما رأيته في مرة من المرات يخرج من شقتها، رغم أنه أخبرني بأنه ذاهب لزيارة صديق له في المستشفى، لم استوعب الموقف، ولم استطع الكلام، وبدات بالبكاء الشديد، وقررت ترك المنزل والعودة إلى أهلي، لان حياتي لم تعد لها قيمة بسبب زوجي الذي احببته وأخلصت له بكل جوارحي، لكنه كان يخونني مع امرأة متزوجة.
مر على وجودي في بيت أهلي حوالي الشهر، ولا أدري ماذا أفعل، اتصل زوجي كثيرا، لكنه توقف منذ أيام عن الاتصال، بعد أن يأس من الرد على مكالماته، افكر بطلب الطلاق، لكنني كلما انظر إلى ابنتي ابكي بمرارة وأخشى أن تضيع مني.
عزيزتي الحائرة.. إن الثقة بين الزوجين، هي أهم مقومات نجاح الحياة الزوجية، فإذا انعدمت بسبب خيانة أحدهما للآخر، لن يعود لهذه العلاقة المقدسة معنى، لأنها لن تنتج بعد ذلك حبا ولا سعادة ولا انسجاما ولا استقرارا، وإنما المزيد من البغض والتنافر والسعي للانتقام، وبالتالي يصبح إنهاء هذه العلاقة أفضل من استمرارها، ومحاولة ترقيعها والتغاضي عن الخيانة التي وقعت.
لكننا نشدد هنا على ضرورة عدم الاستعجال في طلب الطلاق، قبل التأكد من وقوع الخيانة فعلا، وإقراره بذلك، ثم التعهد بالوفاء لك بكامل التزاماته الشرعية والقانونية، لكي لا تضيع حقوقك وحقوق ابنتك، وهذا ما تلزمه به الجهات الرسمية المختصة.
عزيزتي.. رغم الألم الذي يمزق قلبك، لكن ذلك يجب أن لا يدفعك إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة، قد تندمين عليها مستقبلا.. عليك التفكير بهدوء وواقعية لمواجهة المشكلة والخروج منها بأقل خسارة ممكنة، ومن الضروري جدا استشارة الأهل والأصدقاء الذين تثقين بنصائحهم، ولكن ليس بالضرورة الخضوع لرأيهم إذا لم تقتنعي به، ومن ثم تتخذي قرارك بما يحفظ سمعتك وحقوقك كاملة.
وعلينا أن نتذكر دائما أن فشلنا المحدود في الحياة، سيصبح شاملا ودائما إذا فقدنا ثقتنا بأنفسنا وسمحنا لليأس بالدخول إلى قلوبنا والتحكم بنا، علينا الثقة بالله والتصميم على النجاح بالرغم من كل المشاكل والصعاب التي تعترض حياتنا، فلا شيء مستحيل أمام الإنسان الذي يفكر بعقله ويثق بقدراته ويتصرف بحكمة وواقعية، فنحن وحدنا من يصنع النجاح لأنفسنا إذا ما قررنا ذلك، وهذا ما نتمناه لك.