رشدي بن بخشوش مصمم شاب يتميز بأسلوبه المجدد في القفطان المغربي
فنان بحس مرهف يطوع القماش بتقطيعات وتوليفات المصممين الكبار
هو مصمم شاب جذبه سحر التصاميم وموديلات الازياء منذ كان تلميذا، رشدي بن خشوش، من مواليد 1989 بمدينة تازة، انتقل إلى فاس وعمره سنة، وهناك تربى ودرس، ولما انقطع عن الدراسة في مستوى الخامسة ثانوي، التحق مباشرة بمدرسة 'روزا تراك' لتصميم الأزياء بفاس.
كان منخرطا بنادي الفن التشكيلي، ليدخل عالم الموضة والأزياء من بابه الواسعة بعد سنتين من التكوين والدراسة في مدرسة تصميم الأزياء..
سحرته الألوان وأشكال الثوب وتوليفاته
التصميم والموضة لم يدخله رشدي بن بخشوش بمحض الصدفة، بقدر ما كان منجذبا لهذا العالم، كانت هوايته التصميم، كان دائما يحاول أن يرسم تصاميم وموديلات وأشكال مختلفة.
انخرط في فن التصميم والموضة مباشرة بعد التخرج، وأنجز رشدي بن بخشوش مجموعة من التصاميم والموديلات داخل ورشته الخاصة، رفقة حرفيين في الفصالة والخياطة، وهم 'صنايعية' يشتغلون معه، كل حسب تخصصه واهتمامه.
أول عروضه.. كانت مزجا ما بين الأصالة المغربية والتركية
وقع بن بخشوش على أول عرض للأزياء من تصميمه بمدينة مراكش، السنة الماضية، وكان من عناوينه البارزة: 'الزى التركي... والمزج ما بين الأصالة التركية والمغربية'. وحاليا هو يحظر لعرض الأزياء الذي سيكون في أواخر الشهر الجاري في مهرجان 'مان جاز' بمراكش، الذي سيجمع ثلاثة مصممين مغاربة، وهم رشدي بن بخشوش، غيثة العلوي المعروفة بمشاركاتها في عروض أزياء عالمية، ولأول مرة ستعرض في المغرب، وابنتها المصممة الشابة فدوى أولاد، كما يستعد رشدي لعرض أزياء آخر، سيشارك به في لبنان.
يوظف أسلوبه في 'القفطان المغربي' لإبداع تقطيعات عالمية
يقول المصمم الشاب رشدي بن بخشوش حسب تجربته الخاصة، هناك فرق كبير بين عروض الأزياء المغربية، وتلك التي تنظم، سواء في البلدان العربية الرائدة في هذا المجال أو الأوروبية، فهذه الدول تهتم أكثر بقطاع الموضة والأزياء وتعطيها أهمية كبرى مقارنة بالمغرب.
بن بخشوش من المصممين الشباب الذين يحاولون تتبع أعمال مصمم الأزياء العالمي ايلي صعب وهو من من أصل لبناني، يتابع دائما عن قرب مستجدات الموضة الأجنبية، ولو أن أسلوبه هو 'القفطان المغربي' ومتخصص في 'القفطان العصري' فإنه يبدع مثلا تقطيعات وتوليفات ويدخل عليها لمسة القفطان المغربي.
رشدي بن بخشوش.. المصمم والفنان
لأنه لا تعارض بين عالم الموضة والفن والتمثيل، يشق رشدي بن بخشوش طريقه الفني بإصرار وثبات، مارس رشدي العمل في المسرح وهو في الثانية عشرة من عمره، لمدة أربع سنوات مع الأستاذ محمد المريني والمسرحي الراحل محمد الكغاط، وآخرين... انقطع لفترة، لما ولج عالم الموضة والأزياء، ثم عاود الرجوع بعد أن هزه الحنين لعشقه الأول المسرح، وهو الآن بصدد التحضير لعمل مسرحي جديد، يحمل عنوان 'الدم المغدور'، وهو نص مسرحي من تأليفه وإخراجه، وتتمحور مسرحيته 'الدم المغدور' حول شخصيتين رجل وامرأة.
حاليا يصور دور البطولة في فيلم تلفزيوني ستعرضه القناة الثانية المغربية، وهو سلسلة من ثلاث حلقات للمخرج عمر اللبيزي وسيناريو توفيق المعلم، وهو فيلم يتحدث عن حياة شاب يقتحم عالم الموضة، وتمثل فيه عارضات أزياء من داخل وخارج المغرب، وكذلك المطرب اللبناني غازي الأمير والفنانة نادين نصار، إلى جانب فنانين مغاربة، مجيدة بنكيران، فاطمة وشاي، عبد الصمد مفتاح الخير...
هذا، بالإضافة إلى فكرة 'فوازير رمضان' مع السيناريست أنور خليل، والتي سيقوم بإعداد تصميم ملابس رقصاتها، بالإضافة إلى لعبه لاحد الأدوار رفقة المصممة سكينة الإمام، التي سبق لها أن قامت بعدة معارض للأزياء في الخارج.
يؤكد رشدي بن بخشوش ويلح على المصممين المغاربة أن يهتموا في إبداعاتهم بالقفطان المغربي، لأن الملاحظ دائما، يقول رشدي، هو أن المصممين الأجانب هم من يهتمون بالقفطان المغربي أكثر ما يهتم به المغاربة، مع العلم أن القفطان المغربي أصبح عالميا كزي وكأسلوب في الموضة.
سعيد فردي
صحافي / ناقد فني من المغرب