التحقيقات تؤكد أنها اغتصبت ولم تزني برضاها
وفاة فتاة بنغالية خلال جلدها بتهمة ممارسة الجنس مع عمها
حكم الجلد على الفتاة البنغالية موساميت هينا بتهمة ممارسة الجنس مع رجل متزوج
داكا ـ عدنان الشامي
توفيت الفتاة البنغالية موساميت هينا، ذات الأربعة عشر عامًا، أثنا تطبيق حكم الجلد عليها بتهمة ممارسة الجنس مع رجل متزوج، حيث قام أربعة من رجال الهيئات الإسلامية بالقبض على الفتاة في قريتها الواقعة في مقاطعة شارياتبور جنوب غرب بنغلاديش، وتم إدانتها بممارسة الجنس مع عمها ذي الأربعين عامًا، وحُكم عليها بالجلد مائة جلدة، تم تنفيذ 70 فقط منها قبل أن تسقط الفتاة وتفقد الحياة، لاسيما وأن أسرة الرجل كانت قد اعتدت عليها بالضرب قبل بدء تنفيذ الحكم.
المثير للشفقة أن التحقيقات تشير إلى أن الرجل قام باغتصاب الفتاة، وأنها لم تمارس معه الجنس بإراداتها، والأكثر غرابة، هو أن الرجل الذي حكم عليه بالحكم نفسه قد تمكن من الهرب، وتقوم السلطات بمطاردته حاليًا، وسيطرت حالة من الحزن على والد الفتاة، الذي بكى وهو يصف ما حدث لابنته بأنه يفتقد أي صورة من صور العدالة، وبأنها لو تمت محاكمتها بشكل قانوني، لما كانت فارقت الحياة الآن.
يذكر أن بنغلاديش لا تقوم بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية رسميًّا، لكن رجال الهيئات الإسلامية، والذين يسيطرون على الكثير من قرى الدولة ومناطقها، يفرضون تطبيق أحكام الشريعة بأنفسهم، بخاصة فيما يتعلق بالجرائم الجنسية، وعادة ما تحدث مثل هذه الأشياء في القرى البعيدة التي لا تصل إليها الشرطة الرسمية سريعًا.
وعلى الرغم من تجريم المحكمة البنغالية العليا تطبيق الشريعة خارج إطار القانون، فإن وفاة الفتاة موساميت لا تعد الحادثة الأولى من نوعها، فقد توفيت امرأة في الأربعين من عمرها خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، في عملية جلد ممثالة بعد اتهامها بممارسة الجنس مع ابن زوجها.
وتأتي وفاة موساميت في الأيام نفسها التي شهدت أول عملية رجم حتى الموت يتم توثيقها في أفغانستان بعد سقوط طالبان، وذلك عندما تم رجم رجل وامرأة حتى الموت بتهمة الزنا، على أيدي سكان القرى ورجال الدين المعروفين بالملالي "جمع ملا"، مما يوضح عدم قدرة القوانين الرسمية على السيطرة على هذه الممارسات في المنطقة.