رأي اسرائيلي يحدد الشخصية العربية المثيرة للجدل!
في رأي اسرائيلي حول اكثر الشخصيات العربية المثيرة للجدل، وتحت عنوان الرجل الذي هز العالم العربي، نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" الاكثر توزيعا في اسرائيل مقالة للكاتب ايلي افيدار وهو "رئيس ممثلية اسرائيل في قطر سابقا، رئيس منتدى الشرق الاوسط الحكيم". جاء فيها انه في غضون 15 سنة نجح الامير في اثارة النوازع بين كل الخصوم والتناقضات الداخلية في الشرق الاوسط: ان يستمتع برعاية امريكية وان يشكك فيها ايضا، ان يشارك في التطبيع مع اسرائيل وان يصب الوقود على شعلة النزاع على حد سواء.
نص للترجمة:
حمد بن خليفة أمير قطر
هذا هو الرجل الذي يخافه زعماء العالم العربي. بالذات حاكم إمارة صغيرة في الخليج الفارسي، قطر، نجح في السنوات الاخيرة في احداث ثورة حقيقية، بكل معنى الكلمة، في قواعد اللعب في العالم العربي. حمد بن خليفة، أمير قطر، المسؤول عن اقامة وادارة شبكة التلفزيون "الجزيرة"، التي تعزى التقلبات الدراماتيكية الاخيرة في الشرق الاوسط، ضمن امور اخرى، لبثها.
بن خليفة، صعد الى الحكم في انقلاب هادىء وأنيق نفذه في 27 حزيران 1995. بينما كان الامير القطري خليفة بن حمد خارج بلاده، احاط بضع عشرات من الضباط المسلحين منازل العائلات الهامة في الدولة، وطلبوا منهم قسم الولاء لابنه، حمد، بعض العائلات اطاعت، اما التي عارضت فوضعت قيد الاقامة الجبرية. حمد الذي اشتبه بان أباه كان يوشك على جلب أخيه من خارج البلاد كي يحل محله، نفذ الخطوة المضادة بشكل سريع. في خطاب ألقاه لشعبه في التلفزيون شرح بانه لم يكن امامه أي مفر، وأعلن بانه يتوقع انتقالا مرتبا للحكم. وقد عرض كل الحدث كحل لنزاع عائلي، وليس كهزة سياسية. ولم يتبقَ للاب المطاح به أي خيار.
الخيار الامريكي
الاستقبال الذي كان بانتظار الامير مع الاستيلاء على الحكم أوضح له بين ليلة وضحاها القواعد في العالم العربي. ففور الانقلاب سيطر جيش السعودية على ارض كبيرة من الصحراء القطرية. فضلا عن الاهانة الوطنية، كان في ذلك اشارة تنذر بالشر، الامير حديث العهد فهم أنه في كل لحظة يمكن لجارته شديدة القوة أن تسقط حكمه. ومثل الكثير من الحكام العرب توجه بن خليفة الى الولايات المتحدة.
طلب السعوديون التواضع في
التواجد الامريكي في بلادهم
مع الاستيلاء على الحكم، بدأ الامير يحث الامريكيين على اقامة قاعدة عسكرية في بلاده، بل واقترح تمويل بنائها. الولايات المتحدة ترددت ولكن الاغراء الاقتصادي فعل فعله. في 1996 استثمرت قطر أكثر من مليار دولار في بناء قاعدة "العوديد"، ولكن في السنوات الاولى اضطر لان يرى الامريكيين يخصصون لها استخداما متواضعا كمعسكر تخزين. ومع الزمن وقد القطريون مردودهم: بعد حرب الخليج الاولى طلب السعوديون التواضع في التواجد الامريكي في بلادهم، ومعظم القوات التي كانت في السعودية نقلت الى قطر.
عدد الجنود الامريكيين في الامارات بشكل عام ارتفع الى بضعة الاف، وفي حرب الخليج الثانية حظيت قطر باستضافة قيادة القوات الامريكية.
الامريكيون ايضا، من جانبهم فرحوا لفرصة تثبيت تواجدهم في قطر. انتاج النفط اليومي للامارة يبلغ نحو مليون برميل في اليوم، ولكن احتياطات النفط من المتوقع أن تنتهي في 2026. ولحظ قطر، فقد انعمت ايضا بمخزونات من الغاز الطبيعي، اخذت اهميته تتصاعد في العالم بسبب مقاييس جودة البيئة.
وكان لبن خليفة سبب يدعوه للرضى: أهدافه الاستراتيجية تحققت، وحظي بترسيخ علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة تقوم على ساقين متينتين: تعاون عسكري ومصالح اقتصادية. ظاهرا، للامريكيين ايضا كانت كل الاسباب للابتسام. غير أنه كلما مرت السنين، تبين لهم ان بالذات في بلاد حليفهم ولد العنصر الذي سيهيج العالم العربي. يحرض ضد واشنطن ويضعضع المصالح الامريكية من القاهرة وحتى افغانستان.
ثأر الهمبورغر
الزعماء العرب يكنون له الضغينة
على هز كراسيهم
مثل كثيرين في العالم العربي ممن يؤمنون بان الطريق الى واشنطن تمر عبر القدس، فان الامير القطري ايضا رأى اهمية كبيرة في العلاقات مع اسرائيل. في 1996 فتحت ممثلية اسرائيلية في الدولة، بل وفي فترة حساسة مثل الانتفاضة الثانية، كان الحكم مستعدا لان يخاطر بصورته ويحافظ على العلاقة مع اسرائيل. بفضل اسرائيل شق الطريق لتعميق العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة والى الشرعية من جانب الطوائف اليهودية والكونغرس.
كلما توثق الحلف العسكري بين قطر والولايات المتحدة وازدادت الاستثمارات الامريكية في الدولة، اضطرت الدوحة بقدر أقل الى العلاقة مع اسرائيل. وبردت العلاقات في اثناء الانتفاضة الثانية، وقطعت تماما في زمن رصاص مصبوب. اليوم لا توجد علاقات رسمية بين الدولتين، واقتراح قطري لاستئنافها مقابل اذن بادخل الاسمنت الى قطاع غزة ردته القدس.
ومع ذلك لا يمكن القول ان حكم بن خليفة مضمون للابد. الزعماء العرب يكنون له الضغينة على هز كراسيهم ولكن باستثناء مساعدة سورية للمحاولة الفاشلة للاطاحة به في 1996، فانهم لا يزالون لم يعمدوا الى عمل ضده. الولايات المتحدة هي الاخرى تفضل الحفاظ على النفط والغاز يتدفقان وعدم الشروع في مواجهة. ولعلها تكون بالذات محبة الامير للطعام السريع هي التي ستجلب له نهايته: بن خليفة مشهور بمحبته للطعام السريع كثير السمنة، وفي السنوات الاخيرة تدهورت صحته. سيكون من المفارقة على نحو خاص اذا كان انتقام الولايات المتحدة من الامير الذي اخترع الجزيرة ستأتي في شكل همبورغر وتشبس.