أعتقلها الثوار عندما وصلوا بمروحية إلى منطقة مفتوحة
نهاية مخزية لمهمة وحدة بريطانية خاصة في ليبيا
طرابلس ـ عصام مسعود
انتهت المساعي الدبلوماسية البريطانية التي الرامية إلى الوصول إلى المعارضة الليبية على نحو مهين ومذلّ، بعد فشل مهمة إحدى وحداتها الخاصة التي كانت تصطحب دبلوماسيًّا بريطانيًّا إلى شرق ليبيا، لتأمين الاتصال مع المعارضة الليبية، وسقوط أفرادالوحدة الثمانية في أيدي المعارضين في بنغازي، وكان ستة من جنود القوات البريطانية الخاصة ، واثنين من ضباط الاستخبارات البريطانية "MI6" قد وقعوا في أيدي قوات المعارضة الليبية في مدينة بنغازي بعد وصولهم بطائرة هليكوبتر قبل أربعة أيام، وغادروا على متن الفرقاطة البريطانية التابعة للبحرية الملكية كامبرلاند التي وصلت مدينة بنغازي لإجلاء عدد من البريطانيين وآخرين من جنسيات أوروبية في أعقاب اشتداد حدة القتال في ليبيا بين قوات القذافي وبين المعارضين لنظامه، وتنظر الأوساط السياسية البريطانية إلى الواقعة باعتبارها مغامرة خرقاء في ضوء الطريقة التي انتهت بها مهمة الوحدة الخاصة .
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ "أستطيع أن أؤكد أن فريقًا صغيرًا من الدبلوماسيين البريطانيين قد توجه إلى بنغازي، وأن هذا الفريق الدبلوماسي قد ذهب إلى ليبيا لإجراء اتصالات مع أفراد المعارضة الليبية، وأن هؤلاء قد واجهوا صعوبات ولكن تم تذليل هذه الصعوبات بصورة مرضية، وقد غادروا جميعًا ليبيا"، وفي تسريب لمكالمة هاتفية جرت بين السفير البريطاني في ليبيا ريتشارد نورثرن وأحد كبار أفراد المعارضة الليبية، وفي المكالمة أشار السفير البريطاني إلى أن أفراد وحدة القوات الخاصة البريطانية قد تم احتجازهم بسبب سوء فهم، وقد رد عليه زعيم المعارضة بقوله "لقد ارتكبوا خطأ جسيمًا بوصولهم إلى منطقة مفتوحة بطائرة هليكوبتر"، وتأسف له السفير البريطاني قائلاً "لم أكن على علم بمجيئهم" .
وعلى الرغم من فشل المهة إلا أن هيغ أشار إلى أن بريطانيا ستواصل مساعيها للاتصال بأفراد المعارضة الليبية، وقال إن حكومته عازمة على إرسال فريق آخر بعد التشاور مع المعارضة الليبية لإجراء حوار مع أقطاب المعارضة بالطرق السليمة والمناسبة، وأكد هيغ على أن هذه المساعي الدبلوماسية تشكل جانبًا من عمل أوسع لبريطانيا في ليبيا يتضمن أيضًا مساعدات على المستوى الإنساني ، مؤكدًا على أن حكومته ستواصل ضغوطها من أجل تنحي الزعيم الليبي معمر القذافي، وأنها ستعمل مع المجتمع الدولي من دعم الطموحات والتطلعات المشروعة للشعب الليبي .
ونسبت صحيفة الغارديان البريطانية إلى مصادر قولها إن وحدة الاستخبارات البريطانية والقوات الخاصة كانت قد اعتُقلت في بلدة الخضرا التي تبعد عن بنغازي بحوالي 30 كيلو متر، وقال عضو بارز في المجلس الثوري في بنغازي إن أفراد هذه الوحدة "كانوا يحملون معهم معدات تجسس ومعدات استطلاع وعدد من جوازات السفر وبعض الأسلحة"، وأدان هذا التصرف قائلاً "ليست هذه هي الطريقة المثلى للتصرف أثناء الانتفاضة" الشعبية، مضيفًا " إن القذافي يقوم باستدعاء الآلاف من المرتزقة لقتلنا ومعظم هؤلاء المرتزقة يستخدمون جوازات سفر أجنبية، وبالتالي فما الذي يضمن لنا أن هؤلاء الأفراد ليسوا مرتزقة، إنهم يقولون إنهم بريطانيون، وأن بعض الجوازات التي كانت معهم بريطانية إلا أن الإسرائيليين سبق وأن استخدموا جوازات بريطانية لقتل رجل "فلسطيني" في دبي خلال عام 2010" .
وكان زعماء المعارضة قد قالوا إنهم أحسنوا معاملة أفراد الوحدة البريطانية، وأنهم بصدد الإفراج عنهم فور تأكيد الحكومة البريطانية بأنهم بالفعل بريطانيين .
وقالت مصادر في الحكومة البريطانية، الجمعة، إن الحكومة كانت ترغب في التعرف على أفراد وزعماء المعارضة المناهضة للقذافي والتعرف كذلك على الوسائل اللوجيستية التي يمكن بها مساعدتهم، ولكنها نفت أن يكون من بين هذه المساعدات تزويدهم بأسلحة في ضوء الحظر الدولي على تصدير الأسلحة إلى ليبيا .وكانت المسؤولون في الحكومة البريطانية قد رفضوا التعليق من قبل على الأنباء التي أشارت إلى اعتقال أفراد القوات الخاصة ولكنهم دافعوا عن المهمة، وقال وزير الدفاع البريطاني "ليام فوكس" إنه وفي ضوء تعدد الجماعات المعارضة للقذافي فإنه كان ولابد من التعرف على طبيعة هذه المعارضة حتى يمكن التعاون معها من أجل إسقاط نظام "القذافي" وضمان انتقال السلطة على نحو أكثر استقرارًا ويضمن تمثيلاً حكوميًّ جيدًا، كما كرر رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" المضمون نفسه عندما دعا إلى تنحي "القذافي" وقال إن استراتيجية بريطانيا بوضوح هي الضغط من أجل إسقاط النظام الليبي