ثوّار اليمن يُصدرون قائمة سوداء بالمسؤولين عن قتل المتظاهرين
قتيل و80 جريحًا في إطلاق نار وقنابل غاز من الأمن على المعتصمين
صنعاء- خالد الهروجي
استشهد أحد الشباب المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، وأصيب 80 آخرون بجروح، سبعة منهم إصابتهم خطيرة، وأكدت مصادر طبية وحقوقية لـ"العرب اليوم" أن هذا العدد الكبير من الجرحى سقط برصاص قوات الأمن، إضافةً إلى إصابة البعض منهم بحالات اختناق شديدة، جراء إطلاق قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع، والغازات التي تشل الأعصاب.
وقالت المصادر ذاتها إن اثنين من الجرحى أصيبوا بطلقات نارية إصابات مباشرة في الرأس، وأن واحدًا من الشباب الذين أصيبوا بحالات اختناق ما يزال في العناية المشددة وحالته خطيرة، وأشارت المصادر إلى أن اثنين من أعضاء الفرق الطبية التي كانت تقوم بنقل الجرحى إلى المستشفى الميداني الموجود في ساحة الحرية والمستشفيات القريبة من مكان الاعتصام أصيبوا برصاص قوات الأمن أثناء تأديتهم عملهم الإنساني.
وأوضح شهود عيان إلى "العرب اليوم" أن ما حدث مساء الأمس كان مجزرة بكل معني الكلمة، وقالوا إن قوات الأمن منعت بعض شباب القبائل الذين أنظموا إلى ساحة الاعتصام من إدخال خيام ومواد غذائية إلى ساحة الحرية، الأمر الذي أدى إلى حدوث اشتباكات بين هؤلاء الشباب وقوات الأمن التي استخدمت العصي والهراوات، قبل أن تستخدم الرصاص الحي ضد المعتصمين.
وقال مصدر أمني في أمانة العاصمة في تصريح صحفي: "إن عناصر من مديرية خولان من المتواجدين في ساحة بوابة الجامعة يتبعون المدعو خالد القيري قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي بين المعتصمين, مما أدى إلى تدافع المعتصمين ونتج عن ذلك إصابة ثلاثة منهم بإصابات طفيفة وثلاثة من رجال الأمن بإصابات مختلفة, وما زالوا في المستشفى لتلقي العلاج".
وكانت قوات الأمن وفرق راجلة من قوات الجيش تحمل الهراوات، والأسلحة الآلية (كلاشنكوف) تحيط ساحة الحرية في العاصمة اليمنية صنعاء وهي في حالة استنفار قصوى، تحسبًا لمواجهة أعمال التصعيد التي وعد بها المحتجون الذين يطالبون بسقوط نظام الرئيس صالح، منذ أربعة أسابيع، كما وضعت قوات الأمن اليمنية الكثير من القوالب الخرسانية على مختلف الشوارع المتصلة بساحة الاعتصام للحيلولة دون تمدد المحتجين، واتساع مساحة اعتصامهم، وبخاصة مع تزايد أعداد الناس الذين ينظمون إلى المعتصمين.
وقد استنكرت أحزاب اللقاء المشترك المعارض والعديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية اعتداء قوات الأمن اليمنية على الشباب المعتصمين سلميًّا في ساحة التغيير في جامعة صنعاء وأدانت هذه المنظمات الاستخدام المفرط للقوة في حق المعتصمين مما أدى إلى سقوط قتيل وعشرات الجرحى، وحملت أحزاب للقاء المشترك السلطة "المسؤولية الكاملة عن الجريمة التي ارتكبتها قوات من الأمن المركزي والحرس الجمهوري ضد الشباب المعتصمين".
وفي سياق متصل قال الموقع الإلكتروني الناطق بلسان وزارة الدفاع اليمنية: إن الأجهزة الأمنية رصدت وجود عدد من عناصر تنظيم القاعدة ضمن المعتصمين أمام جامعة صنعاء، وإن هذه العناصر مدرجة في القوائم الأمنية الخاصة بالمشتبه بعلاقتهم بالإرهاب ومعظمهم من "الجهاديين" الذين سافروا إلى الشيشان وأفغانستان، وقال المصدر إن من ضمن العناصر التي تم رصدها شخص يدعى "علي المطري" وآخر يدعى "محمد الشعوبي" إضافة إلى آخرين.
وهو ما يعده الشباب المعتصمون في ساحة الحرية، ومعهم أحزاب اللقاء المشترك مؤشرًا خطيرًا، تمهد من خلاله السلطات لاستخدام القوة ضد المعتصمين، كما نفت قيادات شبابية في ساحة الاعتصام ومصدر في أحزاب المعارضة إلى "العرب اليوم" وجود عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في صفوف المعتصمين، وحذروا السلطة من استخدام هذه الورقة والقيام بدفع بعض العناصر التي تربطها بها علاقات وثيقة إلى ساحة الاعتصام لتبرير استخدامها للقوة ضد المعتصمين سلميًّا.
إلى ذلك، أصدر شباب الثورة المعتصمون في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء قائمة سوداء بأسماء مسئولين اتهموا بأعمال القتل والتحريض ضد المتظاهرين سلميًّا في عموم المدن اليمنية، وتوعد الشباب المعتصمون بملاحقة المتسببين في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في صنعاء وتعز وعدن وإب وذمار وحضرموت والحديدة، وتضم القائمة 13 شخصية على رأسهم نجل الرئيس اليمني قائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبد الله صالح، ووزير الداخلية مطهر رشاد المصري، وأركان حرب الأمن المركزي يحيى محمد عبدالله صالح، ومدير أمن محافظة عدن عبد الله قيران، ومحافظ تعز حمود الصوفي، ورئيس المؤسسة الاقتصادية العسكرية حافظ معياد، والأمين العام المساعد للحزب الحاكم سلطان البركاني، ومحافظ صنعاء نعمان دويد، وأمين العاصمة عبد الرحمن الأكوع، ومسئول دائرة الشباب في الحزب الحاكم عارف الزوكا، ووزير الشباب والرياضة حمود عباد، ورئيس فرع المؤتمر الحاكم في محافظة إب عبد الواحد صلاح.