كيف كانت ردود فعل والدك وأباء فتيات الحي اللواتي خرجن إلى عالم الدعارة؟
- بالنسبة لي، فقدت والدي في البدايات الأولى لاحترافي الدعارة، لهذا كنت حرة في الدعارة، لهذا كنت حرة في تصرفاتي ولم أكن تحت ضغط الوالدين، في حين كان موقف أباء صديقاتي هو قولهم: "الدنيا هانية" رغم الإحراج اللي كان فالأول، بعدها لم يعودوا يحتجون قط على بناتهم عندما احترفن الدعارة، كان همهم الوحيد هو جلبهن للمال لا غير، لتوفير ضروريات العيش، كما أن بنات الحي استطعن إغراء أبائهن وأشقائهن بمبالغ مالية مهمة، منها مثلا إمطارهم بالهدايا كشراء دراجات نارية لهم، الأمر الذي جعلهم يغضون الطرف عن تصرفاتهن، بل إن بنات حيهن من كان يشترين أضحية العيد الكبير ويتباهى الآباء بها أمام الجيران.
* أين كان تمركز أوكار الدعارة حينها؟
- كانت أغلب اللقاءات بين بنات درب السلطان والخلجيين، تتم في البداية في أحد الفنادق، في حين كان فندق "ح.ر" خارج التغطية خلال تلك الفترة، وبعد الإقبال المتزايد من طرف العاهرات والسياح الخليجيين على هذا الفندق، جرى الانتقال إلى مرحلة كراء"فيلات" مجاورة لفندق "ط" كان الخليجيون يكترونها كشقق مفروشة، بعدها ستشتهر عائلة سعودية ذائعة الصيت لدى العديد من بنات "كازا"، لتدخل عالم الدعارة فتيات صغيرات السن، أغلبهن لم تكن أعمارهن تتجاوز 16 سنة، بل كانت هناك تلميذات يحضرن أيضا، ويحصلن مقابل ليلة واحدة على مبالغ مالية تتراوح بين 3000 و 5000 درهم، وعندما أقول قيمة تلك المبالغ فترة السبعينيات، فإنها تعادل اليوم ثلاثة إلى خمسة ملايين سنتيم تقريبا.
* لديك حاليا أبناء، هل هم من نتاج الليالي الحمراء مع الخليجيين؟
- لا أبدأ، فهم أبناء شرعيون، لأنني بعد كل هذه المغامرات الليلية خلال أواخر السبعينيات من القرن الماضي، تزوجت بشخص ثان، كان مهاجرا بالديار الإيطالية، لكني اضطررت إلى طلب الطلاق منه بعد أن أنجبت منه ولدين، لأنه كان عصبي المزاج ويضربني بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى أنه كان سكيرا، كما كان سببا مباشرا في انحراف إبني البكر، بعد أن نكث بوعده له بمصاحبته إلى إيطاليا، ليدمن على المخدرات وحبوب الهلوسة، والآن فهو يقضي عقوبة حبسية.
أما زوجي الحالي وهو بالمناسبة الزوج الثالث، فقد كان "صاحبي" في البداية، كنت أمضي الليالي الحمراء مع الخليجيين في "عين الذئاب" والعديد من الأماكن في الدار البيضاء، وعندما أنهتي من "عملي" كنا نلتقي و"نخسرو الفلوس على ريوسنا"، إلى أن اكتشفت بأني حامل منه، فأجبرته على الزواج، أمه أيضا دفعت باتجاه ارتباطنا بحكم أنني كنت أخصص مبلغا ماليا من مهنتي لعائلته، وبعد الزواج كان يأخذني على متن سيارة ويضعني أمام فيلا اكتراها سياح سعوديون ثم ينتظرني إلى أن أتمم سهراتي و "القصاير تاعي".
وشقيقتي التي استقطبتها بدورها إلى عالم الدعارة، كانت تزين البيت الذي تكتريه مع خليلها، بكل أنواع العملات الصعبة التي تحصل عليها من دعارة الخليجيين، الدولار الأمريكي والمارك الألماني، مقابل أن تنال رضاه.
* تعيشين الان وضعا اجتماعيا صعبا، هل يعني هذا انك لم تستفيدي ماديا من ممارسة الدعارة؟
- بالعكس، جمعت ثروة خيالية، مبالغ مالية كبيرة، جميع العملات تلاعبت بين يدي، لن أبالغ إذا قلت لك إنني بذرت ما يزيد عن المليار سنتيم خلال سنوات ممارستي للدعارة مع الخليجيين، لكنها صرفت في أمور تافهة، كالملابس والأكل، لم اشتر ذهبا ولا منزلا أو على الأقل شقة صغيرة أقطن فيها مع عائلتي، على نقيض بعض صديقاتي اللواتي سقطن في شراك الدعارة، أودعن ثرواتهن التي راكمتها من الدعارة في الأبناك، في حين خرجت أنا خاوية الوفاض من هذه التجربة، وما زاد في تأزيم الوضع، وفاة ووالدي مباشرة بعد احترافي للدعارة، ثم شقيقتي التي تركت في عهدتي طفلتين صغيرتين، لتلتحق بهما أمي وأخي الذي ترك لي أيضا أربعة أبناء، أنا الان من يتكفل بهم، قاسيت ولا زلت أقاسي المر من أجل الإنفاق عليهم.
بكل صراحة "لعبت بالفلوس مزيان"، وبالعملات الصعبة كالدولار والمارك، إذ كنت أبذر الأموال بشكل جنوني، وأفرقها على المحتاجين، فلو كنت أمتلك ذرة "تاع لعقل" لاستغللت تلك الموارد المالية بشكل إيجابي في حيازة عقارات وعمارات والذهب و"الويل لكحل".
* كيف كان تعامل السياح الخليجيين مع البنات اللواتي كنت تجلبينهن؟
- كنا نحن المضلات لدى الخلجيين، نحن المحبوبات، الأموال كانت تعلق على أعناقنا، فحين كنا نلج "الفيلا" التي يكتريها السياح السعوديون أو الكويتيون أو الإماراتيون، كانت الأكباش تنحر أمام أقدامنا، وكانت تحجز لنا الصفوف الأولى في أي مرقص أو مطعم ندخل إليه، كنت صغيرة وجد فاتنة، لا يستطيع الخليجي مقاومة إغرائي، في الوقت الذي كانت تأتي فيه فتيات من ضواحي الدار البيضاء وبعض البدويات لم يكن يلاقين نفس الترحاب، كنا نتعاطف معهن وفي بعض الأحيان نتوسل ازبنائنا السعوديين أن يجودوا عليهن بقدر من المال، كما لم نكن نتردد في أن نتوسط لهن مجانا من أجل قضاء ليلة مع خليجي.
* هل كان السياح الخليجيون، خلال مغامراتهم، يقبلون بأي فتاة مهما كانت، أم أنه كانت هناك معايير وشروط يجب على الفتاة أن تتوفر عليها؟
- السعوديون، على خلاف باقي الخليجيين، كانوا انتقائيين، عندما كانت تعرض عليهم الفتيات، إذ كانت هناك معايير مختلفة لكل سعودي، ثمة من كان يفضل الفتاة النحيفة، وهناك من كان يفضلها بدينة مكتنزة، بهدف ممارسة الجنس معها من الخلف، كما أن هناك من الخلجيين من كان يقوم بخلع ملابس الفتيات كاملة، وبعدها يختار ما اشتهته نفسه وفق رغباته، وثمة من كان يفضل أن يحتسي الخمر، وحين تلعب الخمرة برأسه، يطلب منهن الرقص، وانذاك يشرع في الاختيار.
* يقال إن بنات "كازا" استغللن جهل الخليجيين بالثقافة الجنسية، كيف ذلك؟
- خلال منتصف السبعينيات كان السياح السعوديون والخليجيون بصفة عامة، مبتدئين في ممارسة الجنس، لم يكونوا يهتمون بمظاهرهم ويكتفون بارتداء "الفوقية" والسروال فقط، "ماكنوش كايعرفو يلبسو"، هذا إلى جانب جهلهم بأمور الجنس، جهلهم هذا جعلهم فريسة سهلة لبنات "كازا"، وقد تجلت مظاهره في حالات عدة، يكفي أن تشرع الفتاة في الرقص و"هز الأرداف" حتى يفقد الخليجي صوابه ويحقق إشباعه الجنسي بالنظر ليس إلا، بل هناك من كانت تستغل ذلك الجهل والكبت أيضا لتضع منوما أو مخدرا في المشروب، وما أن يسري المفعول حتى تستغل الموقف أجود استغلال، فتسرق زبونها، مثلما بتنويم زبون سعودي وسرقت منه حقيبة كانت مليئة بالدولارات.
* هل واقع الدعارة كما عشته منذ أواسط السبعينيات، استمر على حاله خلال باقي السنوات؟
- عرفت الدعارة مع السياح الخلجين في المغرب تغييرا جذريا مع بداية الثمانينيات، إذ تحكمت فيسوق الدعارة "قوادات" استقطبن العديد من الفتيات من مختلف مناطق الدار البيضاء، وقمن بعرضهن على الخليجيين، مقابل مبالغ مالية مهمة، كما كن يستقطبنهن إلى قصور بعض الأثرياء المنحدرين من بعض بلدان الخليج في الرباط.
وبعد ان كنا نتوسط لبنات الحي مجانا لقضاء ليلة مع سائح خليجي، أصبحت هذه "القوادات" تشترط على الفتاة الحصول على عمولة تحددها قيمة المبلغ الذي ستحصل عليه من الخليجي، مثلا عن كل ألف درهم تأخذ 200 درهم، هذا بالإضافة إلى عمولتها من الخليجيين، كما دخل على الخط الشواذ الجنسيون الذين أصبحوا أكبر منافس في سوق الدعارة، بل أضحوا هم المطلوبين رقم واحد عند حضور السياح الخليجيين، لأنهم "ما كيمركوش وما عندهومش علاش احشموا "، ناهيك عن إتقانهم الرقص الشرقي.
كما أنه في سنوات الثمانينيات، أصبحت العاهرات يتعرضن لعراقيل ومضايقات من رجال الشرطة والعديد من المنحرفين الذين أصبحوا يطالبونهن بإتاوات، بل كان بعض رجال الشرطة في تلك الفترة، عندما يرغبون في الحصول على إتاوات، يخبرونهن أن "الخليجيين" قد حلوا بأحد الفيلات، ويصفون لهم مكان وجود الفيلا، وبعدها يتم تحديد موعد لتسلم عمولتهم عن هذه الصفقة.
وحين انتشرت الظاهرة بشكل كبير، أصبح رجال الأمن يعترضون سبيل الفتيات عند عودتهن من كل "قصارة" فيأخدون " جطهم صحة"، أو يحملونهن على متن سيارة الأمن الوطني، وعقب جولة قصيرة كانوا يطلقون سراحهن ويتركونهن بعد الاتفاق على قيمة الإتاوة ومكان وتوقيت تسلمها، كما دخل بعض سائقي سيارات الأجرة عالم "القوادة" من بابه الواسع، إذ غدوا يحصلون على عمولة من الفتاة نظير نقلها إلى مكان وجود الخليجيين، خاصة وأن هؤلاء الزبناء كانوا يمنحون بعض "الشوافرية" مبلغا ماليا مهما، نظير وساطة في استقطاب إحدى الفتيات.
وقائع من داخل البيوت السرية
مرض غامض يقتل إحدى بنات درب السلطان
ذات يوم صيفي من سنة 1978 اقترح سائح سعودي منح مبلغ مالي خيالي تجاوز خمسة ملايين سنتيم من أجل قضاء ليلة واحدة مع إحدى بنات الدار البيضاء، إذ بمجرد ما انتشر الخبر بين بعض الممتهنات للدعارة حتى خالجهن الخوف والريبة حيث تساءلن فيما بينهن حول سر اقتراحه هذا المبلغ الكبير مقابل إشباع غريزته في لحظة عابرة، رغم أن أخرين من جنسيته كانوا يدفعون انذاك نصف المبلغ فقط للاستمتاع بدفئهن الأنثوي عن كل ليلة، هذا التوجس –حسب مصدرنا- جعلهن يرفضن عرضه رغم إغراءات العديد من أتباعه ووسطائه، إلى أن تجرأت إحدى بنات الحي على ركوب المغامرة من الظفر بهذا المبلغ، وتبعا لذات المصدر قضت الفتاة ليلة ساخنة معه، وحصلت مقابل ليلتها الك على خمسة ملايين سنتيم، لكنها فارقت الحياة بعدها بـ 15 يوما، ليظل موتها لغزا محيرا بين صديقاتها ممن نشطن الدعارة الخليجية في مهدها بالدار البيضاء، وعندما استفسرت البنات عن سر وفاتها، اكتشفن بأن ظل يبحث فقط عن وعاء أنثوي "باش يفرغ فيه المرض تاعو"، حسب تعبير المصدر. واش تصدقو هاد الشي؟
أسياد الخواتم والطقوس الشاذة
كان السيح الخليجيون خلال السبعينيات من القرن الماضي، مبتدئين، في ممارسة الجنس"ماكايعرفوش"، حسب إحدى الداعرات أنذاك، لكنهم تميزوا أيضا ببعض الممارسات الشاذة والطقوس الغريبة في لياليهم الحمراء، منها مثلا أنه ما إن تشرع إحدى الفتيات في الرقص عارية، حتى يفقد بعضهم صوابه ويحقق إشباعه الغريزي بالنظر إليها فقط، بينما كان آخرون يقترحون على فتاتين ممارسة الجنس أمامهم (السحاق) مقابل مبلغ مالي كبير، في حين كانوا يكتفون بالمشاهدة فحسب، وهكذا كان كل واحد منهم يلبي رغبته الجنسية على طريقته.
وتؤكد هذه السيدة أن الكويتيين اشتهروا خلال تلك الفترة بإدمانهم على ممارسة الجنس من الدبر وكانوا يقدمون مقابل ذلك مبالغ مالية مغرية لـ"بنات كازا" من أجل مضاجعتهن من الخلف، لكن كانوا عندما يحققون رغبتهم تلك، يتفاخرون في ما بينهم، بأنهم عاشروا خليلاتهم من الدبر أو "الخاتم"كما يسمونه.
ومن الطرائف التي جرت بحضور هذه السيدة، أن سائحا سعوديا، شرع في اللحظات الأولى للمعاشرة بتفحص الجسد العاري لفتاته التي غنمها عبر عدة وسيطات، لكن ما إن أخذ في تقبيلها حتى لبى رغبته الجنسية بشكل سريع، فأخذ يصيح بشكل جنوني ويخاطب فتاته بلكنته السعودية "أنت السبب" ورغم أن علاقتهما الجنسية لم تنتقل إلى مراحلها الساخنة إلا أنه نفذ لها جميع طلباتها.
شبيهة "نعيمة سميح" ملهمة السعوديين
كانت إحدى الفتيات، مع بداية انتعاش السياحة الجنسية في الدار البيضاء، تشبه كثيرا المغنية المغربية "نعيمة سميح"، وهو ما جعلها خلال بداية الثمانينيات محط اهتمام كبير من طرف السعوديين الذين كانوا يلقبونها بهذا الإسم، إذ كانوا –حسب مصدرنا- يقترحون على قريبتها أجل سواد عيون "نعيمة سميح".
وما زاد من شهرة الفتاة، حسب بنات حيها، أنها كانت جميلة وفاتنة، وتجيد أغنية "ياك أجرحي" الشهيرة، الأمر الذي جعل بعض السعوديين يحضرون غير ما مرة الة العود للاستمتاع بصوتها الرخيم في مواخيرهم، قبل الشروع في غزواتهم الجنسية، بل تقدم أحد السعوديين لأسرتها يطلب يدها-حسب قريبتها- بعد ان جاء محملا بالهدايا الثمينة وقدم سيارة فاخرة وأموالا تعد بالملايين، لكن والدتها رفضت الأمر بحكم أن أب خاصة وأنها كانت" شادة حق الله".
وتبعا لقريبتها، لم تستثمر "نعيمة" ما جنته من أموال وهدايا، لتعيش وضعا اجتماعيا صعبا، بعد أن تعرضت لطعنة غدر من طرف خليلها الذي جادت عليه بأموالها التي حصلت عليها من مغامراتها مع الخليجيين، لتعيش وضعا اجتماعيا قاسيا، أزم نفسيتها لتفارق الحياة وفي حلقها غصة.
البكارة الاصطناعية ودم الحيض
تروي لنا إحدى "المومسات" أن بعض أثرياء الخليج كانوا يفضلون فتيات عذروات من أجل فض بكاراتهن، مقابل مبالغ مالية سخية تجاوزت انذاك (السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي) 180 ألف درهم، وأضافت أن بعض الفتيات حصان على مبلغ 20 مليون سنتيم بعدما قدمن بكاراتهن على طبق من ذهب لبعض الخليجيين، إحداهن قايض خليجي عذريتها مقابل شقة فخمة، "كلها وزهرها"، ولما ارتفعت قيمة فض البكارات في بورصة الدعارة الخليجية- حسب محدثتنا- لجأت بعض المومسات إلى ابتكار حيل عديدة من أجل التظاهر بأنهن ما زلن عذروات، وبالتالي استغلا جهل بعض الخليجين من أجل الحصول على مبالغ مالية إضافية.
ضمن هذه الحيل قيام إحدى "المومسات" بقضاء ليلتها مع أحد السياح الخليجيين وهي حائض إذ مباشرة بعد الشروع في مضاجعتها شرعت في الصراخ واتهمته بأنه افتض بكارتها، فصدقها الخليجي، رغم أن أثار الدم المنساب على فراشه لم يكن سوى دم الحيض، ولكي يجبر خاطرها منحها مبلغا لم تكشف محدثتنا عن قيمته. وأوضحت أن هذا السلوك كان في البداية سببا أوليا لانتشار البكارات الاصطناعية، مؤكدة بأن الأمر كان يصادف إقبالا كبيرا من طرف كثير من الفتيات البيضاويات، إذ كان أغلبهن يستعملنها ليس من أجل الزواج، بل بغية الاحتيال على الخليجيين الذين ظلوا" فدار غفلون" لسنوات عدة بأنهن عذروات، قبل أن يفتضح أمر "الكازاويات" في نهاية المطاف، خاصة بعد تطور الثقافة الجنسية للعديد من الخليجيين، إلى جانب الدور توعيتهم وتحذريهم من تلك الخدع.
الفلوس مشات ف الخوا
تحدثت إحدى الداعرات لـ"المشعل" على أنها بذرت مبالغ مالية خيالية وصلت إلى حدود مليار سنتيم ونصف منذ امتهانها الدعارة الخليجية إبان لحظة البدايات في أواسط السبعينيات من القرن الماضي، إذ قالت بهذا الصدد، إن أحد السياح السعوديين كان يمنحها يوميا 5000 درهم انذاك مقابل قضاء ليلة واحدة معه، مشيرة إلى أن أجر موظف في البلدية أو القاطعة لم يكن يتجاوز في تلك الفترة 500 درهم، كما تروي أن أحد السياح السعوديين الذي كان متيما بها اشترى لها سيارة جديدة من نوع "سيمكا"، كانت تعد في تلك الفترة من بين اخر موديلات السيارات التي كانت تشق شوارع الدار البيضاء، لكنها قامت ببيعها لأنها لم تكن تتوفر عللا رخصة السياقة.
وأضافت بحسرة أنها لو قامت بتدبير الأموال التي كانت تحصل عليها وقتها، لكانت تمتلك الآن عمارات وفيلات فاخرة مثلما هو الشأن بالنسبة لصديقاتها، خاصة وأنها كانت تتقاضى أجرتها بالعملة الصعبة. ذات مرة- تقول محدثتنا- منحها خليجي أجرتها بالمارك الألماني بعدما استمتع بجسمها كما شاء، وحين منحت ورقة نقدية لأحد أصدقائها من أبناء الحي قصد تغييرها في أحد الأبناك، قدم لها مبلغ 3000 درهم، وهو ما جعلها تستغرب كيف أن ورقة واحدة تساوي هذا القدر من المال في المغرب؟ الأمر الذي جعلها تطلب في بعض الأحيان من زبنائها الخليجيين تعويضا بالمارك الألماني عن كل ليلية حمراء تقضيها برفقتهم. لكنها تعترف مع ذلك، بأن أموالها صرفت على الأقارب والجيران وأنها كانت تتكفل بتجهيزات أعراس أقاربها وبنات جيرانها، لتظل "عالضس".
خليجيون يصورون البنات وهن يتمرغن على أرض مفروشة بالأوراق النقدية
نقلا عن إحدى داعرات "زمان"، كان بعض الخليجيين يستغلون فقر بعض الفتيات ويرغمنهن على تصويرهن عاريات وهن يرقصن أو يتخذن وضعيات جنسية مختلفة مقابل مبالغ مالية مغربية، وكانت ضحايا هذه العملية "التصويرية" فتيات من البوادي بضواحي مدينة الدار البيضاء، اللواتي كن- حسب مصدرنا- "ساذجات" مقارنة مع بعض الداعرات المنحدرات من الأحياء الشعبية، بالرغم من كونهن غاية في الجمال، وهكذا وجدت بعض الفتيات البدويات أنفسهن بطلات لصور أو فيلم بورنوغرافي.
وأوضحت ضيفتنا أن بعض السياح السعوديين كانوا في البدايات الأولى للدعارة بالمغرب هم أول من ابتدع طريقة رمي الأموال على السرير وجعل الفتاة "تتمرغ" فوقه وهي عارية، على أساس أن تغنم ما التصق بجسدها من أوراق نقدية، لذلك كان الخليجيون يأمرون الفتيات بالتجرد من ملابسهن كاملة، ويتم إفراغ زجاجات الخمر عليهن، وفرش الأرض بأوراق نقدية تعد بالملايين (عملات أجنبية مختلفة)، وتتمرغ الفتاة على الأرض، وكل ما التصق بلحمها فهو لها، لكن الخطير في الأمر، تضيف هذه السيدة، أن الهدف من هذه العملية آنذاك كان هو تصويرهن فحسب.
تطلق زوجها من أجل سائح سعودي
هي الفتاة الوحيدة من أحد الأحياء الفقيرة، حسب –مصدرنا- التي تزوجت من سائح سعودي خلال بداية الثمانينيات من القرن الماضي على نقيض بنات حيها اللواتي خرجن خاويات الوفاض من مغامراتهن الليلية مع الخليجيين، كانت متزوجة من إبن الحي الذي اعتقل بسبب جريمة النصب والاحتيال، كما أنجبت منه إبنا، وبعد أن ذاقت حلاوة الخليجيين وهداياهم، افتتن بها سائح سعودي كانت قد أنسته في إحدى لياليه الحمراء، وبعدما أعجبته طلب يدها للزواج لتخبره بأنها متزوجة، فكان حسب –محدثتنا- أن منحها مبلغا ماليا مغريا تجاوز 20 مليون سنتيم من التنكر لزوجها والعيش معه تحت سقف واحد، لم تقاوم المرأة إغراء عشيقها السعودي فقامت ببعض الحيل التي مكنتها من فك ارتباطها بزوجها، إذ جمعت لفيفا عدليا من رجال الحي الذين شهدوا لها بطلاقها من زوجها الأول القابع في السجن، وهكذا تمكنت من الزواج بعشيقها ذي الجنسية السعودية.
حكاية دراجات "هوندا" الشهيرة
كانت لبعض حواري درب السلطان أواخر السبعينيات من القرن الماضي، قصة مثيرة مع داجات نارية من نوع "هوندا". بدأت القصة –حسب أحد أبناء هذا الحي- عندما اشترت إحدى بنات الدرب، الشهيرات آنذاك بعلاقتها مع الخليجيين، دراجة نارية من نوع "هوندا" لوالدها، قصد جعله يغض الطرف عن خرجاتها الليلية المتكررة، ولأن "موطور هوندا" كان حكرا على أبناء الطبقة الراقية، قام أحد الآباء في الحي بالاحتجاج على ابنته التي تمارس الدعارة بدورها مع الخليجيين، ليجبرها على اقتناء دراجة نارية له من النوع نفسه، ومال إن لبت طلبه حتى انتقلت عدوى "هوندا" في ظرف أسبوع واحد، حيث سرت في أرجاء الحي بأكمله "وفصيمانة أو جوج ولا الدرب كلو عامر ماطر"، يقول إبن الحي. بعد هذه الموجة، أصبحت الدراجات المذكور رمزا يميز ممتطيها على أنهم من ذوي القربى لممارسات الدعارة مع الخليجيين.
أولاد السعود في المغرب
من البدايات الأولى للدعارة الخليجية سنة 1976، وانتعاشها بفضل السياح من جنسية سعودية، عرفت بعض الأحياء الشعبية بالبيضاء، انتشار ظاهرة الأطفال غير الشرعيين، إذ كثرت حالات التخلي عنهم أو قتلهم من طرف أمهاتهم الداعرات ورميهم- حسب إحدى بنات درب السلطان- في أماكن مثل قيسارية الحي وساحة السراغنة، وأسفل قنطرة السكة الحديدية الموجودة هناك، وأوضحت بهذا الخصوص أن إحدى فتيات الحي "باعت مضمة تاع الذهب" ومنحت قيمتها المالية لأختها من أجل التخلص من رضيعها الذي أنجبته من خليجي بعدما قضت برفقته ليلة ساخنة، خوفا من اكتشاف أمرها من طرف أخيها المهاجر بإحدى الديار العربية. ونقيض الداعرات اللواتي تجرأن على التخلي عن أبنائهن غير الشرعيين، استسلمت فئة أخرى للقدر وقررن الاحتفاظ بأبنائهن وتسجيلهم في مكاتب الحلبة المدنية بأسماء مجهولة، خوفا من المتابعة القضائية، حيث تجد "فلان إبن فلانة" مجردا من إسم الأب، من جهة أخرى كانت دور ممارسات الدعارة- يقول مصدرنا- معروفة لدى رجال السلطة، إذ بمجرد ما يتم اكتشاف رضيع متخلى عنه أو مقتول انذاك، حتى تكون منازلهن هي الأولى المعنية بالاستنطاق. هذا الوضع- حسب مصادرنا- أسفر عن وجود العديد من الأبناء من أصول خليجية، خصوصا من أباء سعوديين داخل بعض الأحياء البيضاوية ، حيث لازال أغلبهم على قيد الحياة، في حين فضلت بعض الأمهات غير المتزوجات هجرة الحي تفاديا لأي إحراج.
شاذ جنسيا ينافس أخواته على أسرة الخليجيين
عندما بدت مظاهر النعمة على بعض الممتهنات الأوليات للدعارة الخليجية في أحد حواري البيضاء، توسلت إليهن العديد من الأمهات اللواتي ترزح أسرهن تحت وطأة الفقر، قصد السماح لبناتهن بمرافقتهن للمراقص والفيلات والفنادق حيث الخليجيين. وحسب "بديعة" (عرابة الدعارة الخليجية بالدار البيضاء خلال منتصف السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي ، انظر نص الحوار) تقدمت امرأة إلى إحدى بنات حيها، ممن غيرت الدعارة الخليجيى وضع أسرهن المعيشية، والتي تعد من الجيل الأول في هذا المجال، بالتماس التوسط لبناتها مع الخليجين. أو على الأقل تحديد أماكن تواجدهم. وبعد أن وافقت"الداعرة المحترفة"، دشنت بنات هذه المرأة حقبة جديدة في تاريخ عائلتهن من خلال ممارسة الدعارة مع سياح بنحدرون من دول خليجية، بل رسمن واقعا اخر لما يسمى بـ"الدعارة الذكورية" بالمغرب، إذ خلال مغامرة هؤلاء البنات، كان شقيقهن يرافقهن إلى وجهتهن الليلية، ليس لحمايتهن أو لتحديد أسعار خدماتهن الجنسية، كما قد يتبادر إلى أذهان البعض، وإنما لأنه كان شاذا جنسيا، و"سلعة" نادرة يتهافت عليها بعض الخليجيين. كان الأخ يرافق أخواته في كل مغامراتهن، وكان يغادر معهن المنزل ليلا ولا يعود إليه إلا في صباح اليوم الموالي، بعد أن يحصل على مقابل مادي نظير خدماته الجنسية الاستثنائية لبعض الخليجيين.
الخليجيين كايحماقو على الشواذ
خلال فترة السبعينات، كانت ساحة الدعارة الخليجية، وفق شهاداة إحدى ممارساتها انذاك، شبه خالية من الشواذ والمثليين، كان الأمر يقتصر على الفتيات فقط، لكن منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، بدأ الشواذ يتسللون إلى هذا الميدان، إلى أن أصبحوا يشكلون رقما صعبا داخل معادلة المال والجنس لدى الخليجين، بل أضحوا منافسين حقيقين للعاهرات، بعد ان أخذ زبناؤهم القادمون من أصقاع الخليج يميلون إليهم على حساب الأجساد الأنثوية، ليغدوا على رأس المطلوبين في قائمة سهرات الخليجيين. وبهذا الخصوص توضح "الشاهدة" أنه عندما كان يجلس شاذ مع عاهر ما يأخذ في التفاخر أمامها بالقول: " أنا أحسن منك أنا كاندبر على فلوس صحيحة، أما أنتما (...) مالو"، مشددة على أن الشواذ كانوا أنذاك ينافسون بنات الهوى حتى في الرقص الشرقي،إذ كانوا بمجرد دخولهم للمراقص الليلية وشروعهم في الرقص حتى تنسحب "الحريفيات فالشطيح"، ومن ثمة يلهبون الخليجين المتعطشين للحوم الذكورية، وحسب قولها، كانوا بمجرد ما تتم المناداة على أحدهم حتى يستجيب للدعارة للدعوة أمام أنظار الجميع "بل حشمة بلا حيا، وحنا كانحشمو فبلاصتهم".
شحال من خليجي تقولب
كان العديد من السياح السعودين والكويتيين والإماراتيين، الذين يزورون المغرب، يؤمنون بالشعوذة والسحر إحدى وسيطات الدعارة، هذا المعتقد جعلهم في كثير من الأحيان يسقطون في شراك العديد من بنات الدار البيضاء "القافزات"، إذ كان الإيقاع بهم وارتشاف شهد أموالهم سهلا للغاية خلال العقود الماضية، فبمجرد ما يشتكي أحدهم بأنه يعاني عجزا جنسيا ناتجا عن أعمال سحرية، حتى تنصحه فتاته بزيارة أحد المشعوذين أو العرافات المتواجدين بالأحياء الفقيرة، لكن ما إن يبدي حماسته في العلاج حتى تسارع الفتاة إلى بقاء "الفققيه" أو "الشوافة"، وتتفق معها (معها) مسبقا حول المبلغ الذي يطلبانه إزاء خدماتها، وعندما تستدرجه إليهما "كايضربو ليه الكارطة"، أو يكتبون له بعض الجداول مقابل مبلغ مالي خيالي يقتسمونه في ما بعد، لكن فور عودته إلى فيلته، يجد نفسه قد استعاد رجولته مع أول معاشرة جنسية مع فتاته "القافزة"، ليس لأن عمل "الفقيه" أو "الشوافة" بعث الحياة في همة الرجل- تقول الوسيطة- وإنما لأن الفتاة عرفت كيف "تحرك سواكن الرجل "بحكم خبرتها في هذا المجال.
الدكتور عبد الجبار شكري لـ"المشعل"
إرادة سياسة كانت وراء تحويل
الدعارة الخليجية من لبنان إلى المغرب
* كيف دخلت الدعارة الخليجية أو مرة للمغرب، وأين انتعشت بالضبط؟
- دخلت الدعارة الخليجية أول مرة إلى المغر ب عن طريق السياحة الخليجية، عندما اكتشف الخليجيون جمال المغرب من خلال النشاط السياسي والاقتصادي العربيين، الذي كان يسهر على تنظيمه المغرب من خلال المؤتمرات العربية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن ثمة أخذ الخليجيون يتوجهون إلى المغرب للسياحة والاستجمام، حيث اكتشفوا جمال الجسد المغربي الأنثوي ومهاراته وشبقيته، كما اكتشفوا أيضا سهولة الحصول عليه. وكانت المدينتان الأوليتان اللتان مارس فيها الخليجيون الدعارة مع المغربيات هي الدار البيضاء ثم الرباط ، وبعد ذلك أخذت الدعارة تنتشر في باقي المدن المغربية كمراكش، أكادير وطنجة.
* في نظرك ما هو السياق العام الذي تحولت فيه مدينة الدار البيضاء خلال منتصف السبعينيات من القرن الماضي إلى قطب للسياحة الجنسية الخليجية؟
- السبب الذي تحولت بفعله مدينة الدار البيضاء إلى قطب للسياحة الجنسية الخليجية بل بيروت في لبنان، هو أن مدينة الدار البيضاء مدينة حضرية تتوفر فيها ظروف وشروط المتعة ولذة السياحة الجنسية بامتياز، من خلال توفرها على شقق وفيلات مهيأة للدعارة وخمر وفتيات وباقي لوازم المتعة، بالإضافة إلى وجود شبكة للدعارة في المدينة متمرسة وخبيرة في السياحة الجنسية.
* ماهي التغيرات التي عرفتها البنية المجتمعية بعدما استقطبت الدعارة الخليجية زبناءها من بعض الأحياء الفقيرة بالدار البيضاء؟
- نلاحظ أن الدعارة الخليجية أخرجت أسرار مغربية كثيرة من الفقر، بحيث نجد أن هذه الأسر اشترت شققا وشغلت أبناءها في أنشطة تجارية، كما أن شبكات الدعارة ازدهرت وتكاثرت وأصبحت قوية ومحمية بواسطة شراء ذمم الناس.
* هل يمكن القول بأن ذلك ساهم في التحولات التي عرفتها العاصمة الاقتصادية؟
- نعم لقد وقعت تحولات كبيرة بمدينة الدار البيضاء في ظل الدعارة الخليجية، وتتجلى هذه التحولات في تكاثر وازدهار شقق وفيلات وفيلات مخصصة للدعارة الخليجية، وأيضا تكاثر أماكن السياحة والاستجمام،ناهيك عن ارتفاع نسبة الهجرة من باقي المدن المغربية إلى الدار البيضاء وبالخصوص هجرة العاملات جنسيا إليها.
* ما خلفيات تحويل المغرب إلى قطب للدعارة الخليجية بعدما كانت الظاهرة مستفحلة في لبنان؟
- كانت أهم خلفيات تحويل المغرب إلى قطب للدعارة الخليجية بدل لبنان تتمثل في:
أولا: لفم يعد لبنان مكانا أمنا للسياحة بشكل عام والسياحة الجنسية بشكل خاص، بسبب الصراعات الطائفية التي كانت تتأجج بشكل غير عادي، والتي تحولت فيما بعد إلى حرب أهلية في شوارع لبنان.
ثانيا: كان المغرب يخص تحرر نظام القيم والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية المرأة، فبعدما أصبح لبنان مضطربا، فأول بلد عربي فكر فيه الخليجيون للدعارة السياحية هو المغرب، وذلك بعدما اكتشفوا سياحته وكثرة العلامات الجنسيات المنتشرات في المدن المغربية، ناهيك عن اعتماد سياسة غض الطرف من طرف الدولة.
ثالثا: وجود شبكات للدعارة قوية ومحمية تسهل للرجال الخليجي الحصول على رغباته وتحقيق لذته، بدون الوقوع في عواقب وخيمة قد تضر به.
رابعا: حماية السلطات الأمنية المغربية للخليجيين، بعدم متابعتهم قضائيا في حالة ما إذا جرى ضبطهم متلبسين.
خامسا: ازدهار العمل الجنسي وتطور أشكاله وممارساته الجنسية الشبقية في المجتمع المغربي على غرار الأفلام البورنوغرافية، وهذا النوع من العمل الجنسي يغري الخليجيين المتعطشين إلى ممارسته مهما كان الثمن.
* هل يمكن القول بأن إرادة سياسية كانت وراء تحويل الدعارة الخليجية من لبنان إلى المغرب؟
- إلى جانب ظروف لبنان التي ساعدت على تحويل المغرب إلى قطب للسياحة الجنسية الخليجية، كانت هناك أيضا إرادة سياسية وراء تحويل الدعارة الخليجية إلى المغرب، بحيث نجد الدولة المغربية قد شجعت ذلك بطريقة غير مباشرة، وذلك من أجل إنعاش قطاع السياحة ببلادنا، وتحويل المغرب إلى بلد ثان للخليجيين من أجل الاستثمار الاقتصادي، ثم بغرض تقوية علاقات دبلوماسية مع دول الخليج، إلى جانب كونها شجعت ذلك من أجل إنعاش الاقتصاد الوطني.
أولا: تساهم الدعارة كعمل جنسي، في الاقتصاد الوطني من خلال ازدهار السياحة الجنسية في مجتمعنا.
ثانيا: تساهم الدعارة في رفع الاستهلاك من خلال ازدهار تجاه الموارد والبضائع بمختلف أشكالها المرتبطة بالدعارة ببيع الخمور، المخدرات، الملابس وكل أدوات صناعة الجسد الجميل، إلى غير ذلك من أنواع الاستهلاك الأخرى.
ثالثا: تعمل الدعارة على تحقيق ازدهار تجارة العقار، شراء أو كراء مساكن (شقق وفيلات) تخصص للعمل الجنسي، كما تساهم في ازدهار السياحة الفندقية.
والدليل على أن الدولة المغربية تعمل بطريقة غير مباشرة في توظيف السياحة الجنسية الخليجية في الاقتصاد الوطني، هو أنه من المعروف أن ظاهرة الدعارة هي ظاهرة سيكولوجية وسوسيولوجية مرضية، تعكس باثولوجية الذات الفردية والجماعية، إذ نجد أن كل المجتمعات بمختلف ثقافاتها وديناتها تحاربها، وتسعى إلى التقليل من نسبة انتشارها، لأنها تهين الكرامة الإنسانية. في حين نجد الدولة عندنا تغض الطرف عن انتشار الدعارة بشكل ملفت للنظر، وأحيانا تساهم السلطات الأمنية ببعض رجالاتها بالتواطؤ مع شبكات الدعارة، في ممارسة العمل الجنسي، بحمايتها، وإبعادها عن كل أشكال التورط والمتابعة القضائية. فهذا يعني أن الدولة ترى في الدعارة الخليجية وظيفة اقتصادية، تساهم بشكل كبير وغير مباشرة في تنمية الاقتصاد الوطني.
* هناك من يعتبر أن الممارسين للعمل الجنسي، طبقة عاملة في قطاع الخدمات، لكن غير معترف بها، هل تتفقون مع الطرح؟
- هذا خطأ في التصور والمرجعيات والاستراتيجيات، فبالرغم من أن الدعارة هي عمل جنسي، تدخل وهذا صحيح، في إطار الخدمات وإنماء الاقتصاد، لكن لا يمكن مع ذلك الاعتراف بها قانونيا، لأنها أصلا ظاهرة مرضية، والاقتصاد الوطني الذي يعتمد عليها كأداة لازدهاره هو أصلا يظل اقتصادا غير شريف، مختلا وشاذا، لا يحترم قيم المواطنة المغربية ولا كرامة الإنسان المغربي.
* لكن ما هي الدوافع التي قد تكون وراء دعارة المغربيات، وهل يبقى الفقر مبررا رئيسيا لإتيانها؟
- يمكن القول إن هناك دوافع نفسية واجتماعية واقتصادية هي السبب وجود هذه الدعارة.
فيما يتعلق بالدوافع النفسية فهي واحدة عند جميع الناس الفقير والغني، فالدعارة بشكلها الرخيص والراقي تعبر عن اضطراب الجهاز النفسي في ممارسته الوظيفية والعلائقية بين الأنا واللاشعور والأنا الأعلى.
* تحدثت بعض عاملات الجنس عن وجود منافسة قوية بينهن وبين المثليين، حلول الميول الجنسي للسياح الخليجيين، كيف تفسرون طبيعة هذا الصراع؟
- صحيح هناك الآن منافسة قوية بين العاملات جنسيا وبين المثليين، لأنه أصبح الكثير من السياح الخليجين يريدون تغيير الوضع التقليدي للجنس والانتقال إلى ممارسة الجنس على المثليين، إما بفعل وجود اختلالات سيكولوجية، أو بسبب الرغبة في ولوج مغامرات جنسية من نوع آخر.
* كيف تقاربون دعارة الأمس واليوم في ارتباطها بزبناء خليجيين؟
- هناك تغير كبير في أماكن ممارسة الدعارة وفي أثمنتها وفي نوعية عاملات الجنس، وأيضا في تنظيم شبكات الدعارة وأسلوب تعامل الدولة معها.