طالبان الباكستانية تتبنى الاعتداء الذي نفذه شخصان
مقتل 42 شخصاً وإصابة 80 في هجوم انتحاري استهدف ضريحًا صوفيًّا في باكستان
باكستانيون يتعرفون على جثث أقاربهم في أعقاب هجومين انتحاريين أمام ضريح ساخي ساروار الصوفي
إسلام آباد ـ جمال السعدي
أسفر هجوم انتحاري نفذه شخصان في ضريح صوفي في وسط باكستان، الأحد، عن مقتل ما لا يقل عن 42 شخصاً. ويأتي الاعتداء، الذي تبنته حركة طالبان الباكستانية، في إطار سلسلة هجمات تستهدف دور العبادة الخاصة بالطوائف الدينية التي ترفضها المليشيات المتطرفة. وقد وقع الحادث أمام ضريح الإمام الصوفي ساخي ساروار وهو ضريح صوفي في قرية تقع خارج مدينة البنجاب في حي ديرا غازي خان. وكانت طالبان وغيرها من المليشيات المسلحة قد داومت على استهداف الأضرحة الصوفية معتبرة إياها خروجًا عن الإسلام ومن البدع. وقبل تنفيذ الهجوم، تجمع حول الضريح ما يزيد عن 1000 شخص من مريدي الطائفة الصوفية، ثم قام انتحاريان يرتديان سترات ناسفة بتنفيذ الهجوم. إلا أن أحدهما لم تنفجر عبوته بالكامل وكشفت لقطات تلفزيونية هذا الانتحاري وهو يتلوى على الأرض أثناء قيام عمال الإنقاذ بنزع السترة عن صدره ومعالجته.
وقال مسؤول الطوارئ في الحي الذي وقع فيه الانفجار إن الحادث أسفر أيضًا عن إصابة ما لا يقل عن 80 فردًا، 30 منهم في حالة خطيرة.
يذكر أن حركة طالبان الباكستانية والجماعات المتطرفة قامت في أكثر من مناسبة باستهداف المواقع الدينية التي تخص الطوائف التي تختلف معها. وأعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن الحادث الأخير. وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي وقع هجوم عن طريق وضع قنبلة في دراجة نارية أسفر عن مقتل خمسة أفراد أمام ضريح صوفي شهير في مدينة باكباتان في إقليم البنجاب، التي تبعد 175 كيلو مترًا إلى الجنوب من لاهور. وفي الشهر نفسه وقع أيضًا هجومان انتحاريان استهدفا الأماكن المزدحمة أمام ضريح في أكبر المدن الباكستانية كراتشي وأسفر الهجومان عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية أفراد وإصابة 65 آخرين. كما استهدفت انفجارات في كراتشي زوار ضريح عبد الله شاه غازي الولي الصوفي الذي عاش في القرن الثامن الميلادي.
وفي الصيف الماضي أسفر هجومان انتحاريان عن مقتل 42 من زوار أشهر ضريح صوفي في باكستان، وهو ضريح داتا داربار في المنطقة الشرقية في مدينة لاهور. وفي بداية عام 2010 قامت فرقة من المسلحين والانتحاريين بهجوم استهدف مسجدين للطائفة الأحمدية وأسفر عن مقتل 93 شخصاً.