هكذا ستصبح "المساء" لسان حال "العدالة والتنمية" ، كيف يتم الإعداد لتصفية أكبر جريدة يومية مغربية ؟
حسن الخباز – هبة بريس
بات من شبه المؤكد أن المحامي مصطفى الرميد سيقتني أسهم مدير نشر يومية المساء الصحافي رشيد نيني ، المالك لاثنين وعشرين بالمائة من رأسمال شركة "المساء ميديا" .
وتجري حاليا لقاءات يومية بين القيادي في العدالة والتنمية والمالك الرئيسي لأغلب أسهم الشركة المصدرة لأكبر يومية مغربية ، وأكثرها انتشارا .
لحد الآن ، فشلت كل المساعي بتعيين اليد اليمنى للصحافي المعتقل رشيد نيني مديرا لنشر جريدة "المساء " ، ونخص بالذكر يوسف ججيلي الصحافي السابق في أسبوعية "نيشان" .
ويروج أن مقاليد أمور اليومية الأولى في المغرب ستؤول إلى الحزب الإسلامي الأول بالمغرب ، ومن المنتظر أن يسيرها مصطفى الخلفي الذي يدير حاليا يومية التجديد ، الناطقة بلسان حركة التوحيد والإصلاح ، التيار الدعوي للعدالة والتنمية .
انقلبت إذن أو ستنقلب موازين قوى "المساء" رأسا على عقب ، فقد تغيرت الكثير من الأمور ، وخاصة بعد الحكم بسنة سجنا نافذا على مؤسسها ومدير نشرها الصحافي رشيد نيني .
بعدما قام محمد العسلي بتصفية تركة نيني عبر طرد أقاربه من كل مراكز القرار وأهم مناصب الشركة الإعلامية ، هاهو الآن يحاول طمس معالمها بالمرة ، فبعدما كانت إلى وقت قريب مستقلة ، هاهي اليومية التي تبيع ما يفوق المائة ألف نسخة يوميا ، وتحتل صدارة كل الصحف المغربية عربيها وفرنسيها ، يوميها وأسبوعيها ، قريبا ستصبح ناطقة باسم أتباع بنكيران .
قريبا جدا سينتقل صحافيو "التجديد" من مكتب الأخيرة إلى المركز التجاري "الديوان" ، وبالطبع سيتغير الخط التحريري لليومية التي عرفها المغاربة لأكثر من خمس سنوات مستقلة ، ستصبح أخيرا متحزبة ، وهذا يعد قتلا للمساء في أبشع صوره .
لقد تراجعت مبيعات المساء مؤخرا بشكل كبير ، بسسب غياب عمود "شوف تشوف" من جهة ، وللإرتجالية التي صارت تطبعها بعد اعتقال عقلها المدبر ، لكن ما ينتظرها أسوأ ، إن تحزبت بالطبع ، فالمغاربة نافرون من السياسة ووجعها ، ولا يثقون في أي حزب كيفما كان نوعه . وسر نجاح "المساء" استقلاليتها .
العسلي يريد التخلص في أقرب وقت من هذا المشكل الذي أبعده عن السينما ، وجعله يتفرغ تماما هذه الأيام لبعث "المساء" من جديد ، مستغلا وجود نيني في السجن ، وقد علم يقينا أن رشيد بات من المغضوب عليهم من الدولة .
وفي نظره أن مستقبل المساء تجاريا ليس بيد نيني ، لأنه حتى إن خرج من السجن فستحرم " المساء" من الإشهار الذي هو عصب ومورد أي منتوج إعلامي ، وخشية أن يشمله عفو قريب بمناسبة عيد العرش ، فإن العسلي يسابق الزمن ، ليضع نيني أمام الأمر الواقع .
إن ما يحدث هذه الأيام لم تكن الدولة تحلم أبدا بتحقيقه ، وما دار لها يوما بخلد ، فرغم اعتقالها للصحافي الأكثر شهرة بالمغرب ، وإن حرمته من صنبور الإشهار ، فالمساء كانت ستستمر ، وهي متأكدة من هذا ، وقد أسدى لها مخرج " الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء" ، محمد العسلي عن علم أو دون علم خدمة لن تنساها له .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]