طرابلس تحذر من قصف وشيك للأطلسي لمعبر رأس جدير الاستراتيجي
"الأسلحة القطريّة" للثوار تثير توتّرًا على الحدود التونسية الليبيّة
إعداد إسماعيل دبارة
حيّت طرابلس جهود الحكومة التونسية في التصدّي لشحنات أسلحة كانت موجّهة إلى الثوار، داعية إياها إلى بذل المزيد حتى لا تتحول تونس إلى منطلق للعدوان على ليبيا. كما حذّر نظام القذافي من هجمات وشيكة لحلف الناتو على معبر حدوديّ تونسي يعتبر شريان حياة بالنسبة إلى طرابلس.
إسماعيل دبارة من تونس، وكالات: اعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم الاحد امتلاكه معلومات تفيد بأن الحلف الاطلسي يخطط لشنّ غارات على معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس لإتاحة المجال امام تقدم الثوار.
وقال ابراهيم لفرانس برس "لدينا معلومات تؤكد أن حلف الناتو يخطط لقصف مكثف لبوابة رأس جدير الحدودية، حتى يتيح الفرصة للعصابات المسلحة (الثوار) التي يتمركز البعض منها في الاراضي التونسية لدخول الاراضي الليبية، والتوجه نحو مدننا الآمنة".
واعتبر ابراهيم ان نيات الحلف الاطلسي في هذا المجال "امر خطر جدًا"، لافتا الى ان معبر رأس جدير "بوابة حدودية أمنية يوجد فيها الاف المسافرين والوافدين من ليبيا وتمتلئ بالاطفال والنساء". وحذر من أنه في حال شنّ الاطلسي غارات على هذا المعبر فإنه "سيرتكب مجزرة جديدة".
واضاف "هذا عمل غير قانوني، ونناشد المجموعة الدولية التدخل ضد العدوان السافر على ليبيا". وتابع ابراهيم "نحيي جهود الحكومة التونسية، ونشجعها على القيام بدور اكبر، حتى لا تتحول تونس الى منطلق للعدوان على ليبيا".
وقال "نحيي الشعب التونسي الذي وقف ضد إنزال شحنة الاسلحة" التي كانت موجّهة الى الثوار الليبيين في مرفأ جرجيس في جنوب تونس.
كما طالب المتحدث باسم الحكومة الليبية الامم المتحدة بأن "تستنكر وتدين ادخال السلاح الى ليبيا من تونس، مما يعد انتهاكًا للقرارين 1970 و1973" الصادرين من الامم المتحدة.
كذلك دعا "الجمعيات الدولية والصحافة الدولية إلى التدخل لفضح المؤامرات التي تحاك ضد ليبيا".
من جهة ثانية، ندد إبراهيم بشنّ الاطلسي غارات "مكثفة على كامل الاراضي الليبية امس واليوم" خصوصًا في منطقة ابو كماش الواقعة على بعد 10 كلم عن معبر رأس جدير الحدودي.
ونشر نشطاء على شبكة فايسبوك الاجتماعية مقطع فيديو يظهر "احتجاجًا" من قبل ساكني مدينة جرجيس ضدّ ما أسموها باخرة قطريّة محملة بالسلاح تنوي التوجّه إلى معبر حدودي لتسليم شحنتها إلى الثوار.
ويقول بعض المحتجين عبر مقطع الفيديو إنّ "تونس تمر بمرحلة انتقالية، وهي ليست طرفًا في النزاع القائم في ليبيا، وأنّ الأراضي التونسية لن تكون منطلقًا للعدوان على القطر الليبي الشقيق".
ويمثل معبر رأس جدير منذ أشهر عدة المنفذ الوحيد الى الخارج بالنسبة إلى النظام الليبي الذي يخضع لعقوبات دولية.
وكان وزير الداخلية التونسي الحبيب الصيد الخميس أكّد عبور اسلحة مهربة من قطر عبر تونس الى الثوار الليبيين، من دون استبعاد حصول تهريب اسلحة.
وقال الصيد ان الوضع الامني لا يزال هشًا ودوريات الشرطة غير كافية. وقطر، التي تشارك في العملية العسكرية الدولية ضد النظام الليبي، تموّل مخيمًا للاجئين في تونس مجهزًا بمستشفى في تطاوين في جنوب البلاد يسيطر الجيش التونسي على مداخله.
وتتهم طرابلس بشكل ضمني تونس بغضّ النظر عن تهريب اسلحة بتمويل قطري موجهة إلى الثوار من جبل نفوسة الى جنوب غرب طرابلس. ويتم تهريب هذه الاسلحة الى ليبيا بحسب طرابلس عبر بوابة الدهيبة الحدودية التي يسيطر عليها الثوار، والواقعة على بعد 200 كلم جنوب رأس جدير.
في سياق متصل، اعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم مساء السبت ان مدينة الزاوية لا تزال تحت سيطرة النظام الليبي، نافيًا بذلك ما نقله المتمردون الليبيون عن سيطرتهم على هذه المدينة الواقعة على بعد 40 كلم غرب طرابلس.
وقال ابراهيم في مؤتمر صحافي "ان الزاوية لا تزال تمامًا تحت سيطرتنا. حاولت مجموعة صغيرة من المتمردين الدخول اليها من جهة الجنوب، الا ان قواتنا المسلحة اوقفتها بسهولة".
وكانت شبكات تلفزة عربية نقلت قبل ذلك عن مسؤولين في التمرد الليبي اعلانهم السيطرة على مدينة الزاوية.
وقال ابراهيم ان اقل من مئة مقاتل من المتمردين حاولوا الدخول الى المدينة للانضمام الى نحو 50 آخرين موجودين داخلها. واوضح انه تم صد المتمردين، وتقوم القوات المسلحة الليبية بـ"معالجة الموقف".
وسبق ان تمرّدت مدينة الزاوية مرتين على قوات القذافي منذ بدء الاحداث في ليبيا في شباط/فبراير الماضي، وشهدت مواجهات دامية بين الطرفين.