الحراك الشعبي في الأردن يجبر طاقم السفارة الإسرائيلية على المغادرة
الأردن قد يحارب إسرائيل دفاعًا عن أمنه القومي
رانيا تادرس
غادر الدبلوماسيون العاملون في السفارة الإسرائيلية في عمان وذلك عشية تظاهرة دعا إليها الحراك الشعبي في الأردن، وأوضح خبراء ومحللون سياسيون تحدثوا لـ"ايلاف" أن الأردن مستعد لمحاربة إسرائيل في حال هددت أمنه القومي.
الأردنيون ينظمون تظاهرة قرب السفارة الإسرائيلية في عمان
عشية المسيرة المليونية التي دعا اليها نشطاء الحراك الشعبي الأردني لإغلاق السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان، وطرد السفير وإسقاط اتفاقية وادي عربة، سارع الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي إلى مغادرة الأراضي الأردنية ليل الاربعاء خوفاً من تصاعد الحراك الشعبي الأردني واقتحام السفارة وتكرار سيناريو مصر.
ورغم خروج طاقم السفارة وبقاء فرد واحد لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة الأردنية على قرار المغادرة، وهل هو وقتي أم ضمن اتفاق إلى حين انتهاء موجة الغضب والسخط من قبل الشارع الأردني كإجراء أمني احترازي، ومنعا لحدوث اقتحام لن تسمح الحكومة به من منطلق وواجب حماية امن السفارات على الأراضي الأردنية؟
وتصاعد الحراك والغضب على إسرائيل في الداخل الأردني الشعبي يعود إلى سلسلة استفزازات للأردن خصوصًا في موضوع الوطن البديل وتهجير سكان الضفة الغربية إلى الأردن وتعليقا على مجريات الأحداث، وتدهور العلاقات الأردنية الإسرائيلية.
ويصف مراقبون ملامح العلاقة خلال الفترة الماضية بأنها تشبه كرة ثلجية وجليدية ذات برودة عالية من الصعب انصهارها، وذلك لأن لدى الدولة الأردنية قناعة أن إسرائيل لا تريد حل الدولتين، وهي ترفض انهاء الصراع بإقامة دولة مستقلة حسب المواثيق ومبادرات السلام المطروحة كحلول لإنهاء الصراع.
وقال مراقبون في حديثهم لـ"إيلاف" إن مؤشرات التصعيد لدى الدولة الاردنية إزاء اسرائيل حاليًا تتم عبر رسائل منها مثلا السماح لقوى الحراك الشعبي بتنظيم مسيرة احتجاج عند السفارة والاعتصام وحرق العلم وإطلاق الشعارات وهذه الخطوة تدفع اسرائيل الى مزيد من العزلة مع الأردن بعد ما حدث في مصر وإجلاء طاقم السفارة بعد اقتحام السفارة هناك.
وأضافوا أن " الملك عبد الله الثاني وجّه رسالة من خلال لقاء مع شخصيات أردنية فحواها أن الأردن لن يقبل أن يكون وطنًا بديلاً، وان الأردن لديها جيش قادر على الدفاع عن سيادة أراضيه. ما يفسر أن الأردن مستعد لخوض حرب حفاظا على سيادته وأراضيه. وكما تعتبر رسالة واضحة إلى الداخل الأردني بمكوناته (الليكود الشرقي، وجماعة غربي النهر دعاة الوطن البديل) بان الخيار العسكري مطروح على اجندة الدولة للحفاظ على الأمن القومي.
من جانبه، يقول خبير الدراسات الاستراتيجية الاسرائيلية الدكتور حسن البراري إن مطالب الحراك لاسيما الحركة الاسلامية بطرد السفير وإغلاق السفارة مطالب قديمة جديدة زاد صخبها مؤخرا، وذلك بعد اقتحام السفارة الإسرائيلية في مصر، لان ما حدث جاء بعد قتل إسرائيل ثلاثة جنود مصريين.
مضيفا أن إسرائيل تتابع ما يجري في الداخل الأردني وتعلم العداء وسخط الشارع عليها، متابعا الطلب من الدبلوماسيين مغادرة السفارة يأتي ضمن هاجس أمني وخوف من تكرار اقتحام كما حدث في مصر، واعتقد أنه موقت. وواقع العلاقة حاليا بين الأردن وإسرائيل يصفها بالجمود مستدركا أنه " لدرجة أن الجانب الأردني لايثق ولديه شكوك إزاء إسرائيل جرّاء أعمالها على الأرض بتوسيع الاستيطان ولا تريد حل الدولتين، وبقاء الصراع معلقا دون حل والتصريحات التي تخرج بين فترة أخرى عن التهجير وان الأردن وطن بديل ما رسّخ قناعات عند صاحب القرار واركان الدولة الاردنية ان اسرائيل باتت تهدد الأمن الوطني الأردني.
إلى ذلك، يقول رئيس الدائرة السياسية في جبهة العمل الإسلامي، زكي بني أرشيد، مطلب الشارع الأردني إزاء اسرائيل وطاقم السفارة الموجود على الارض الاردنية العودة إلى غير رجعة وإغلاقها تمامًا، خصوصاً أن الأردن يمر بلحظة تاريخية وحراك شعبي يمكن ان يسقط معاهدة وادي عربة . لان معاهدة السلام باتت عبئا ثقيلا على الدولة الأردنية يجب إسقاطها.
مطالبًا صاحب القرار في الدولة الاردنية في ظل المتغيرات الاقليمية والعربية ضرورة إعادة النظر بمنظومة العلاقات مع إسرائيل لاسيما أنها دولة تتعامل بمنطق القوة حيث تقود المنطقة الى جنون بتعاملها مع حل القضية. وبدوره يرى بني ارشيد ان الخيار العسكري ضروري ازاء اسرائيل وعلى الدولة الاردنية تسليح الجيش ومواصلة التدريب والاستعداد لأي مواجهة معهم.
فيما يرى الخبير الدكتور براري أن خطاب الملك حول الوطن البديل ووجود جيش قادر على الدفاع وحماية الاردن رسالة قوية واضحة للداخل والخارج وكيف أن الاردن قادر على الدفاع عن سيادته وحماية مصالحه العليا.
وتنطلق مساء اليوم مسيرة مليونية اغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان، ووفق المعلومات المتوافرة قامت الأجهزة الأمنية بوضع الحواجز الحديدية حول مقر السفارة الاسرائيلية لمنع المتظاهرين من الاقتراب من المبنى وهناك تواجد كثيف لقوات الدرك، وحسب مصادر أمنية فانه لن يسمح للمشاركين بالاقتراب من مبنى السفارة، خصوصاً في ظل إصرار الناشطين على إنزال علم إسرائيل عن المبنى ورفع العلم الأردني