ويكيليكس .. ومهازل الحكام العرب
مهما كانت حقيقة وخلفية “برقيات” ويكيليكس والتساؤلات المطروحة بشأنها، فهي صورت العرب في أبشع صورة لهم، وجعلت من إيران العدو الوحيد لهم على الأرض.
ففي الوقت الذي صورت معمر القذافي، صاحب التصريحات النارية والمواقف المعادية للغرب، بأنه رجل يخاف السفر في البحر والجو، ويصدر تصريحات مضحكة، إذ قالت إحدى البرقيات أن القذافي قال إنه سيوقف تفكيك برنامجه النووي إن لم يسمح له بنصب خيمة وسط نيويورك وأن القذافي لا يستغني عن ممرضته الأوكرانية الشقراء!
في حين نسبت تصريحات إلى العاهل السعودي بشأن مساجين غوانتانامو، بأنه نصح البيت الأبيض بزرع شرائح إلكترونية تراقب تنقلاتهم وكل ما يتفوهون به، مثلما يفعل هو مع النسور التي يصطاد بها ومع الخيول، فكان رد الأمريكيين أن النسور والأحصنة ليس لها محامين!
والأمرّ من كل هذا، ما قاله أمير الكويت، عندما نصح الأمريكيين بتصفية سجناء غوانتانامو!
ولا أعود للحديث عن النصائح التي وجهتها مصر وباقي بلدان الخليج لحليفتهم أمريكا ونصحها بتوجيه ضربة رادعة لإيران لمنعها من امتلاك النووي.
لكل هذا، فإن ما جاء من تسريبات لهذا الموقع وصاحبه الذي احتل المرتبة الأولى قبل بن لادن في قائمة أعداء أمريكا، الغرض منه هو إحداث بلبلة بين البلدان العربية والمسلمة، وضربة موجهة للعرب، قبل أمريكا، لأن الموقع كشف مدى تواطؤ الحكام العرب مع أمريكا وتذللهم لها من جهة، ومن جهة أخرى قابليتهم للدوس على حقوق الإنسان وعلى كل الأعراف، شرط أن لا يتزعزع ملكهم وسلطانهم، لأنه ليس من المنطقي أن تصب كل التسريبات حول علاقة أمريكا بالحكام العرب، وتتناسى كل علاقاتها بإسرائيل وتواطئها معها سوى في عدوانها لإيران، أو في عدوانها ضد الفلسطينيين، بل العكس جاءت برقيات ويكيليكس لتعطي مادة خاما للسياسة الإسرائيلية ستستعملها حتما لتفريق الصف العربي أكثر وتوسيع الهوة بين الحكام وشعوبهم.
لا ندري بعد نصيبنا كجزائريين من هذه البرقيات التي قالت عنها “ديرشبيغل” إنها بلغت 806 برقية، لكن الأكيد أنها ستحاول غرز السكين في جرح الأزمة الأمنية، وستحاول خلط الأوراق مثلما عشنا ذلك من سنوات.
فهل هي بداية حرب عالمية افتراضية؟
نشرت بتاريخ 2010/12/02
حدة حزام