هل يمكن منع التّفكير لإراحة النّفس والعقل؟!
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
أنا رجل في الأربعين من العمر أتعبتني المشاكل، وأرهقني التّفكير المستمر في حال الدّنيا، لذلك فإنّ أقرب الأصدقاء، ينصحني دائما بالتّوقف عن التّفكير الذي يراه ممكنا وسهلا، لكنّي أرى الأمر من باب المستحيل، فمجرد محاولتي لوقف التّفكير، تفكير يتعبني في حد ذاته، فما مدى إمكانية القيام بهذه العملية، لأنّي بحاجة لها لكي أشعر ببعض الراحة النفسية؟
عمار / بيضة برح
الرد:
لا يمكن أن يتوقف الإنسان عن التّفكير، خاصة إذا أمره أحد بذلك، أتَحداك أن تستطيع التوقف الآن عن التفكير بقطة حمراء اللون.
ولعل قصد الصديق من التوقف عنِ التفكير، هو التّوقف عن مناقَشة أنفسنا حول ما نمر به، وعنِ الماضي وذكرياته، والمستقبل وهمومه، وهذا صحيح، فلو جربت أن تقتطع كل يوم نصف ساعة من وقتك، وتمشي في مكان هادئ لترى عظمة الله تعالى وبديع خلقه، ورحمته بعباده، وكرمه وحكمته، لو انشغلت بشكل حقيقي بهذا التفكر، فستجد أنّك متجدد الروح بعد هذه الجلسة من الاسترخاء والتأمل.
كما تعلم؛ فإنّ عبادة التّفكر والتّأمل من العبادات المنسية هذه الأيام، رغم أثرها البديع على النفس والجسد، وهذه دعوة لنا جميعا، لكي نعيد إحياء هذه السنة.