انفصلت عن زوجي المثالي لأجل التّمتع بحقي الشّرعي!
كان مديري في العمل، شعرت منذ لحظة لقائي الأول به بأن نظراته لي كانت سهاما حاولت اختراق قلبي وتسللت إلى عيني بحثا عن رد أبثه له من خلال نظرة واحدة، تعمدت أن أخبره منذ هذا اللقاء أنني مرتبطة بشخص آخر بالخطوبة حتى يغلق ملفي لديه، وبالفعل نجحت في أن أبلغه من خلال كلامي معه.
لم أقل له أن زواجي هش وأن زوجي يستحيل علاجه وشفاؤه، لولا أنّه قريبي لأنهيت هذه الزيجة منذ بدايتها، لم أقل لمديري أنّني أعيش جحيما طوال فترة زواجي، حتى لا أشجعه على الإقتراب مني أكثر. آثرت الصمت لأؤكد أني لست له.. حتى أتركه يهزم مشاعره بنفسه ويغتال ويقتل أشواقه نحوي، لكني لم أستطع أن أمنع نفسي عن التردد على مكتبه لأستشيره في بعض أمور العمل، وكان ذلك مبعثا لسعادتي.
كنت بالفعل أعيش جحيما مع زوجي الذي أذاقني العذاب بكل ألوانه وأشكاله، وكنت أتحمل وأصبر. لأنني تزوجته بقراري، رغم اعتراض أهلي لعلمهم بسوء أخلاقه وطباعه.
استمرت حياتنا معا ثلاث سنوات متواصلة، دون أن يحدث أي تغيير في أخلاقه وتصرفاته وازدادت الحياة بيننا سوءا، تحملت العذاب وحدي، ولم أبح لأحد بذلك فأنا اخترت هذا الرجل وعلي إذن أن أتحمل.
بعد ثلاث سنوات من العذاب حدث ما كنت أتوقع. وتم طلاقي منه، والحمد لله أن الطلاق كان منه، لأنه اختار أخرى وفضلها علي، لكني تنفست الصعداء. وشعرت بأنهما قد زال عن كاهلي، وأحسست لأول مرة منذ أن تزوجت براحة نفسية عميقة، لأنّي منذ تزوجت لم أشعر بطعم السعادة والراحة أبدا، علم مديري بخبر طلاقي، لم يسعدني في هذه اللحظة سوى مشاعره التي فاضت بحب وحنان كنت أبحث عنهما، أحببته بل اعترف أنني لم أحب رجلا قبله، نعم كان بيني وبين زوجي السابق ذكريات جميلة قبل زواجنا، فأحببته وأحبني، لكن بعد الزواج اكتشفت سوء خلقه وطباعه الذي جعلني أكرهه وأكره حياتي معه.
المهم، تم الطلاق فوقعت في غرام مديري، طلبني للزواج ومنحني مهرا خياليا وهدايا فاخرة، جعل مني كملكة العرش.
وفي ليلة شتاء باردة تم الزفاف، وكانت أسعد ليلة في حياتي، ولم أكن أدري ما تخبئه لي الأيام من مفاجآت، خيبتي في زوجي بلا حدود، كانت الصدمة الأولى في حياتي منذ اليوم الأول لزواجنا، ولسبب لا إرادي منه ولا دخل له فيه لم يكن قادرا على أداء واجباته الزوجية، عام كامل مر على زواجنا لم يستطع تأدية حقوقي الشرعية وأنا في عز شبابي لم أتجاوز السابعة والعشرين، نعم لديه عذر طبي، ولكن ما ذنبي إذا، فأنا أحلم مثل أي امرأة في مثل عمري بأن أكون أما لأطفال ينادونني "ماما" يشعرون بأمومتي ويملؤون البيت بهجة وسعادة، فهذا حق مشروع لكل امرأة.
طلبت الطلاق منه، بكى توسل إلى قائلا: أنه لا يستطيع الحياة بدوني، تألمت لألمه لكن ماذا أفعل؟ كان لابد أن أقاوم ضعفي وأضغط على نفسي، لأنه من الصعب استمرار الحياة مع رجل لا يحقق للمرأة أمومتها ولا يلبي أنوثتها المحرومة، وكان القرار الحاسم الذي اتخذته هو الطلاق رغم حبي له وتألمي من أجله، لقد تم الطلاق في هدوء، وتمنيت السعادة له من كل قلبي، وأنا الآن في انتظار زوج ثالث أتمنى أن يكون الأخير والمناسب لي.