أكن لابنتي الكره الشديد لأنها تشبه حماتي شكلا ومضمونا
أكن لابنتي الكره الشديد لأنها تشبه حماتي شكلا ومضمونا !
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أنا سيدة في الخامسة والثلاثين من العمر مشكلة مختلفة في جوهرها عن المشاكل الأخرى، فعندما ولدت طفلتي الأولى عانيت ما عانيت مع حماتي، وقتها كان زوجي مقيما في مدينة أخرى حيث مقر عمله، فكانت تلك الأخيرة تأخذها منّي بالقوة، وتهدّدني بالطّلاق، لقد عانيت معها الويل إلى أن منّ الله علي بمرافقة زوجي ورزقني بطفل ثاني والحمد لله.
المشكلة يا سيد ة نور، أنّه بعدما حدث، لم أعد أشعر بحب لابنتي، وكأنها حقا فلذة كبدي، خاصة وأنها شديدة العناد، وتشبه ملامح جدتها إلى حد كبير، هذا ما جعلها لا تروق لي، بل أنا أكرهها ولا أمنحها الحب مثلما أفعل مع شقيقها الأصغر، ولا أخفي عليك أن ابنتي تفكرني بتلك الأيام السوداء التي عشتها سالفا.
ابنتي تغار من أخيها، وأعترف بأنني أحبه أكثر منها، لأنني قدمت له الرعاية دون تدخل حماتي، التي مازالت حتى الآن تسعى بشتى الطرق لكي تبعدني عن زوجي لتأخذ أولادي نكاية بي.
مليكة/ جيجل
الرد:
عزيزتي، احمدي الله الذي أبعدك عن المشاكل، وأقبلي على طفلتك بكل الحب، ولا تحاولي ضربها، وعليك بالإحسان إليها، فالجفاء علاجه الحب والوصال، وسوف تعود ابنتك إلى صوابها فلا تظهري لها ميلك إلى أخيها.
لست أدري كم عمر طفلتك الآن، وما هو دور والدها في إعادة الأمور إلى نصابها، وإذا كانت علاقتك بزوجك طيبة فلن يضرّك ما حدث من والدته، ولن يستطيع أحد أخذ أطفالك، إلا إذا تنازلت عن حقك في الأمومة أو قصرت في القيام بمهمتك، فلا تعاقبي طفلتك بما فعلت جدتها، وحاولي نسيان ما حدث.
فإذا كان الله قد أخرجك ممّا أنت فيه، فلا تتكلمي عن أم زوجك إلاّ بالخير واحفظي لسانك واحرصي على تفادي أسباب المشاكل، وازرعي بذور الخير فسوف تحصدين ثمارها، واعلمي أن الذي يسيء للغير فلن يضرّ إلا نفسه.
عزيزتي، أرجو أن تسمحي لي بأن أسألك سؤالا، ألا تعتقدين أن هناك أشياء جلبت لك عداوة أم الزوج؟ وهل هناك أطراف أخرى تدخلت؟ وهل تتذكرين بعض الأخطاء التي وقعت فيها تجاه الحماة؟ وهل... وهل؟
إذا كان هذا قد حدث فعليك بالاعتذار، وبادري بذلك رغبة في ثواب الله، واجتهدي في طي صفحة الماضي، واقتربي من زوجك، واحرصي على الإحسان إليه، وكوني له كالأرض يكون لك كالسماء،