لأنّي بعت نفسي وكرامة أسرتي.. أصبح ثمني رخيصا جدا
صاحبة هذه القصة ضربت بقوانين وتعليمات أهلها عرض الحائط، فكانت النتيجة أنّها بعدما فشلت في حياتها، لجأت إليهم باكية متوسلة لكن بعد فوات الأوان، تروي لنا قصتها قائلة:
كنت فتاة في عمر الزهور، فائقة الجمال ومن عائلة عريقة وميسورة الحال، اكتفيت بالدراسة الثانوية، فأردت تطوير وتثقيف نفسي، فدخلت مراكز تكوين عديدة كالإعلام الآلي الحلاقة و التجميل وتخصصات أخرى.
المهم في إحدى الدورات التكوينية تعرفت على زميلة، فأعجبت بي وبأخلاقي فرشحتني عروسا لشقيقها، ترددت في البداية لأنني لم أعرفه، فسهلت لي هذه المهمة، وأخذتني إلى أحد المطاعم، وأتى شقيقها وجلس معنا وتحدثنا ولاقى قبولا في نفسي فارتحت إليه.
بعد ذلك تقدم لأهلي، وتمت الخطوبة ونشأت بيننا علاقة حب قوية، لكن سرعان ما انتشرت الأخبار أن هذا الشاب سيئ الخلق مع أهله، يتطاول على والديه بالسب وعلى شقيقاته بالكلام البذيء، تأكدت أسرتي من هذا الكلام، وطلبوا مني فسخ الخطوبة خوفا علي منه بعد الزواج قائلين من ليس له خير في أهله، ليس له خير في زوجته والناس، لذلك قرروا عدم زواجي منه، لكني كذبت تلك الأقاويل، واعتبرت ذلك دسيسة من ناقلين هذا الكلام، ولم أصدق ذلك، خصوصا أنّه لطيف وودود معي، ولم أر في طباعه أية قسوة، فاتفقت معه على الزواج دون رضاهم وقررت مصيري بيدي، لأنني بلغت سن الرشد، ولا يمنعني أحد من الزواج من رجل تريده نفسي.
بالفعل تزوجت وارتميت في أحضان زوجي، لكن يبدو أن من تبيع نفسها حتى لو كان لزوجها ستهان إهانة شديدة، فأنا بالفعل بعت نفسي لزوجي، عندما خالفت أوامرهم وضربت بنصائحهم عرض الحائط تحت اسم الحب، فكان جزائي أن أتلقى حملات التعذيب على يد زوجي تصل إلى حد الضرب العنيف والإهانة والإذلال، لم أكن أستطيع الشكوى، زواجي منه كان باختياري، بل وتزوّجته رغما عن الجميع.
وبعد عدة شهور تم الحمل، فرحت واعتقدت في قرارة نفسي أن الضيف القادم سيغيره، لكن للأسف لم يكن اعتقادي أبدا في محله، بل واصل تعذيبه لي حتى بعد إنجابي له طفلا رائعا، لم أجد أمامي سوى الهروب منه وذهبت لمنزل أهلي واستغثت بهم. لكنهم رفضوني لأني تزوجت دون رغبتهم، لكن أمي قلبها رق لي، وذهبت إليه وحاولت التدخل للصلح فعدت إليه، لكن وحشيته معي ظلت على ماهي عليه، فأراد أهلي أن أفارقه ولكنني رفضت بسبب الطفل، ومكثنا على هذا الحال، إلى أن أصبحت أما لثلاثة أطفال منه، لم يشعروا أبدا بحنانه، ولم يتحمل أية مسؤولية تجاههم، والدي هو الذي كان يتحمل جميع النفقات، لم أجد أمامي سوى العمل، حتى لا أمد يدي كالمتسولين حتى ولو كان والدي، وجدت فرصة عمل، لكني فوجئت أن زوجي يستولي على راتبي لم يترك لي ولأطفاله شيئا، إلى هنا ثرت عليه فقال لي: إنه يفكر في القيام بمشروع يدر علينا من خلاله أموالا، لكني قلت له: أن يترك لنا جزءا من الراتب لي ولأطفالي، ولم يمانع رغم أن هذا المال مالي، وتعايشت مع هذا الوضع وزوجي لم تتغير معاملته وطباعه، وفي إحدى المرات حاول ضربي بالمزهرية، وظللنا شهرا في خصام، لم يكن متوحشا معي فقط، ولكنه كان يضرب أطفالي، وذات مرة ضرب أصغر أطفالي بالحذاء على رأسه فسال دمه، هنا انفجرت براكيني الثائرة ولأول مرة، وجدتني أمد يدي عليه لأضربه، وأنا أصرخ قائلة: إلا ابني فطلبت الطلاق وهددته إن لم يطلقني سوف أذهب إلى المحكمة وبيدي التقرير الطبي الذي يثبت إجرامه ووحشيته معي ومع أطفالي، فخاف على نفسه وطلقني في هدوء، وقد علمت بعد ذلك أنه تزوج إحدى قريباته من مالي الذي أوهمني بأنه يعمل به مشروعا، ويعيشان في بيت جميل ويعاملها أفضل معاملة.
لكني أنا بعت نفسي وكرامتي له، وبعت كيان أسرتي، فكان الجزاء أن أصبح ثمني رخيصا جدا عنده وأنا أم أطفاله عذبني وأهانني، حتى لم أجد مفرا سوى الطلاق.