سلبية ابنتي وصمتها القاتل أصبح مبعثا لخوفي وقلقي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
مشكلتي يا سيدة نور مع ابنتي الوسطى البالغة من أربع سنوات، فهذه الأخيرة تعرف بالسلبية والهدوء القاتل خارج البيت، وقد وضعتها مؤخرا في الروضة، لكي تتغير مثل ما نصحني الجميع، فلو تراها تجدها في غاية الهدوء، ولا تتكلم مع أحد إلا نادرا، حتى إن المربية ترغب بسماع صوتها من كثر ما هي هادئة وصامتة على طول الخط.
فإذا أخذ منها طفل أو طفلة من أغراضها أي شيء حتى أكلها، تبقى تراقبه وهي صامتة ولا تقول له أي شيء ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها إذا ضربها أي طفل سوى بالرفض الصامت، علما أنها عكس ذلك تماما في البيت، تتكلم كثيرا ونشيطة ما شاء الله، ولكن خارج البيت تصبح شخصية مختلفة تماما.
فعندما نكون بصدد زيارة الأقارب، تظل بجواري ولا تفارقني أبدا.
للعلم أختاها تتمتعان بعكس صفاتها، إذ تتميزان بالحركة والنشاط والديناميكية، فماذا أفعل مع هذه الابنة التي جعلتني في حيرة من أمري؟
أم إسراء/ البليدة
الرد:
إن هدوء ابنتك الشديد خارج المنزل، ناشئ عن أسلوب التربية والتدليل في المعاملة الأسرية داخل المنزل، وعلى كل حال هذا شيء أحيانا يحدث في هذه المرحلة بالذات بسبب الإنطوائية وعدم التحدث أو الإختلاط بالآخرين، وبما أنها طبيعية جدا في المنزل كما ذكرت، إذن الأمر يحتاج منك أن تدربيها من خلال الخروج معها لدى الأقارب مثلا، وإعطائها الثقة بالنفس وتشجعيها على الحديث أمام زملائها من نفس عمرها، مع إحضار لها هدية أو أي مكافئة ولو بسيطة من الأشياء التي تحبها وترغبها عندما تتحدث، وذلك لتدعيم هذا الجانب الإيجابي لديها.
واضح جدا يا عزيزتي من خلال عرضك أنها متمسكة بك بدرجة كبيرة، حاولي معها شيئا فشيئا، بتشجيعها على الإستقلالية وعدم الإعتماد على الآخرين، والثقة بالنفس والإندماج مع الآخرين.
إن تمسكها الزّائد بك وبالمنزل يجعلها تشعر بشيء من الحماية الزائدة، وهذا يجعلها تخاف من الإختلاط بالآخرين لأنها ربما لا تجد نفس الإهتمام من الآخرين خارج المنزل، فتظل صامته وخائفة من الحديث حتى لو كان الحديث صحيحا، وعندئذ ربما لا تملك أن تدافع عن نفسها إذا اعتدت عليها أي فتاة أخرى.
وعلى كل حال، كل هذه الأمور بل وأكثر تجدينها عند الطفلة في هذه المرحلة، فلا داعي للقلق، فمع تدريبها على الحديث في وجودك أو وجود أي واحدة من أختيها، سيجعل الأمر سهلا ميسرا، حتى يمكن أن تتحدث بمفردها أمام الأخريات وبدون أي خوف، ولكن هذا يحتاج إلى تدريب وتشجيع في نفس الوقت، حتى نغرس فيها النواحي الإيجابية التي تساعد على نمو وتكامل شخصيتها.
أيتها الأم الفاضلة مع تقدم العمر، ستتلاشى هذه المشكلة البسيطة بإذن الله تعالى، فعليك بدعاء الله أن يجعلها فتاة صالحة بارة بك وبأبيها وبأخواتها، إنه سميع الدعاء.