صديقتي اتخذتني جسر عبور لتفوز بمن تحب
السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أنا نوال من المسيلة في الخامسة والعشرين من العمر، لدي صديقة منذ سنوات، وهذه الأخيرة لم تكن صديقة فحسب بل كانت أقرب لي من أخواتي، لكنها تغيرت منذ فترة، أصبحت تنفر مني وتستهزئ بي، بل تخاطبني بما لم أكن أسمعه من قبل ـ أقصد السوء طبعا ـ.
الطامة الكبرى التي اكتشفتها فيما بعد، أنّها على علاقة مشبوهة بشقيقي، إذ تخزن صوره في أوضاع مختلفة في هاتفها النقال، وقد أزعجني هذا الأمر إلى درجة لم أستطع أن أحدد فيها هل أُبقى على علاقتي بها، وأنا أعلم مسبقا أن علاقتها معه سوف تسبب لهما المشاكل لو علم أحد من أهلها بذلك، أم أتركها رغم أن ذلك صعب علي، لأنها كانت أقرب لي من أخواتي وأمينة أسراري، أنا في حيرة من أمري سيدة نور فماذا أفعل؟
نوال / المسيلة
الرد:
عزيزتي، اطلعت على رسالتك وما جاء بها حول موقف صديقتك التي كانت محل محبتك وثقتك، ثم تحولت إلى غير ما كانت عليه من مودة وصداقة، فأقول لك إنّ مثل هذه التّحولات غالبا ما تأتي من فراغ، حيث من الممكن أن تكون هناك مواقف أو تصرفات أو أحاديث وقعت بينكما عن غير قصد، قامت صديقتك بتفسيرها تفسيرا معاديا أو شعرت من خلالها بتغيير من جهتك، كما أنّه من الممكن أن يكون قد وصلها حديث من إحدى معارفكما أساءت فيه إليك، وهذه مجرد احتمالات للتّغيير الذي حدث، والأمر يتطلب منك استعراض وقائع علاقاتك بها ومواقفك السّابقة، لعلك تصلي إلى شيء ما حول هذا الموقف.
من ناحية أخرى؛ أرى أن تصارحيها وتواجهيها مباشرة بما تشعرين به من سلوكها نحوك، فإذا أبدت أسبابا واضحة أمكن إعادة العلاقات بينكما، وإلا يكون من الأفضل تقبل سلوكها والرضى به ولو مؤقتا، ومحاولة عدم التجاوب مع سلوكها السلبي عملا بقول الله تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن"، والحرص على مقابلة السيئة بالحسنة وعدم نشر وإشاعة الخلاف بينكما.
أما بالنسبة لعلاقتها بشقيقك فلا تنسى أنّك كنت المعبر الذي جعلتها تصل إليه، فلولا صداقتك بها ما كان يتيسر لها التّعرف على أخيك، وهذا للأسف ما تقع فيه كثير من فتياتنا، عندما يخلطون بين صداقاتهن بزميلاتهن وبين السماح لهذه الصداقات أن تمتد لأفراد الأسرة، فقد يكون في ذلك خطر عظيم.
وعليه فإنّني أنصحك أن تواجهي صديقتك بمعرفتك لهذه العلاقة، ومواجهة شقيقك ـ إذا كان ذلك في إمكانك ـ بمعرفتك بهذه العلاقة ونصحه بأن يتقي الله سبحانه في أعراض الناس، وإن كان حقيقة يرغب في التواصل معها فعليه أن يطرق الأبواب ويتقدم إليها خاطبا للزواج، وإلا فعليه أن يبتعد عنها حفاظا على أعراض الناس، بل وأعراض أسرته أيضا، فإذا لم يستجب لذلك فلا بأس من إخطار والديك بالأمر، بعد أن تكوني على ثقة كاملة من هذه العلاقة بين صديقتك وشقيقتك.
وحتى يتم ذلك كله، أنصحك بالإبتعاد عن هذه الصديقة ولو مؤقتا كما أشرت إليه، فإذا صلحت الأحوال، فإن العلاقة ستعود إلى ما كانت عليه، علاقة خالصة دون مشاكل.