مرض زوجي وعجزه جعله يفضّل الإبتعاد عنّي
تحية طيبة وسلام حار أبعث به لك سيدة نور أما بعد:
أنا سيدة متزوجة منذ 10 سنوات من رجل مصاب بداء السكري، وقد حدث الحمل والإجهاض كذا مرة.
وعندما طلب الطبيب التحاليل، ظهر أن السبب من الزوج ، هذا الأمر جعله متعب نفسيا، هذا ما جعلني لا أحاول أن أضغط عليه ليستمر في العلاج رأفة به، وبعد سنوات من ذلك، أصيب زوجي بالعجز الكلوي ورفض العلاج أيضا، وأنا صابرة لأعينه على تخطي هذه المحنة، ولا أبدي أي استياء رغم حزني بسبب هذا الوضع وتوابعه من تجاهل زوجي لي، الذي ابتعد عنّي حتى أصبحنا كالغرباء.
ليس ذلك فحسب؛ فقد نقل عمله إلى مدينة أخرى، وهذا لا يتيح له المجيء إلى البيت، إلا بعد انقضاء مدة تصل إلى الشهرين في بعض الأحيان، رغم ذلك لازلت متمسكة بزوجي أحاول إسعاده من خلال الحفاظ على زينتي والظهور بالمظهر اللائق، حتى لا أشعره بالنقص الذي يعاني منه، لكنه لا يهتم بي، فماذا أفعل لكي تعود حياتنا إلى سابق عهدها، ويكلل الله جهدي بالنتيجة الإيجابية.
زهرة/ مستغانم
الرد :
دعاء من القلب بأنّ يخفّف الله عنك ويطمئن قلبك ويعيد لحياتك الزوجية الدفء والراحة والإنسجام، إنه على ذلك قدير وبعد:
أريد أن أشكرك عزيزتي على صبرك ومثابرتك فيما ابتليت به من ابتلاء، ومحاولتك الإيجابية لاستعادة زوجك، بعد فقدانه الثقة بالنفس وعصبيته الزائدة فجزاك الله خيرا وأثابك الجنة بل الفردوس الأعلى.
وعليك عزيزتي؛ بإقناع زوجك بالهدوء والتفاهم على أن تخططا لحياتكما المستقبلة، ولابد من مواجهة الأمر وأن يقتنع بأن الهروب من الموقف سوف يؤدي إلى المزيد من المشاكل لكليكما، فهو المتضرّر كما هو الحال بالنسبة لك، لأنّه سيفقد أهم وأجمل جوهرة في حياته واستقراره الأسري، فلابد إذن من الجلوس معا ولابد من التفاهم ولابد من المصارحة ومعرفة مدى إمكانية استعادة زوجك لصحته، وكفاءته الجنسية، وذلك من خلال طبيب أو أطباء متخصّصين وأكفاء يمكن الوثوق بهم.
كذلك بالنسبة للإنجاب المباشر أو بالطرق الأخرى، مثل التّلقيح الإصطناعي، وهكذا لأنّها عناصر أساس في الحياة الزوجية، وعليك أيضا أن تتخذي القرار معه في ذلك عن قناعة تامة وإدراك تام لحقيقة الموقف فهل تستطيعين تحمل الحياة دون هذا الأمر حاليا ومستقبلا، وإذا كنت كذلك، فلابد على الأقل أن يعوضك بمزيد من الحنان والدفء، لا بالهروب والعصبية لأنّه يزيد الأمر سوءا.
وبمزيد من التفاهم والإيجابية منكما، أعتقد أن بإمكانكما مواجهة الموقف واتخاذ القرار المناسب وعلى ضوئه إما أن تستمرا بمزيد من الحب والدفء والإنسجام والتفاهم وتحمل التبعات من ناحية المعاشرة والعاطفة ومن عدم الإنجاب المباشر، لابد لزوجك أن يستعيد ثقته بنفسه والقدرة على تحمل المسؤولية، وأن يتقارب معك ويقترب منك أكثر ولا يهرب بالعمل بعيدا، بل يقترب منك أكثر ويحن عليك أكثر، أو باتخاذ أي قرار آخر، وعليك بمزيد من الصبر ومن الإيجابية معه، وإن شاء الله ستوفقان للقرار الصائب، والإجراءات التالية له، بما يحقق لكما راحة البال واستعادة الحياة الزوجية الحقة، من دفء وتفاهم ومودة وألفة وفقكما الله لما يحب ويرضى.