ماذا أفعل بحالي.. لأني لم أجد في الصراحة الراحة!
أشكرك سيدة نور على هذه الصفحة التي اعتبرها المتنفس الوحيد، وهذا ما دفعني إلى الكتابة.
أعرفك بنفسي، أنا فتاه أبلغ من العمر 29 سنة، من أسرة متوسطة، كنت مستقيمة وذات أخلاق يشهد لها الجميع، تقدم لي أكثر من خاطب، لكن النصيب لم يشأ، حتى وقعت في حب أحدهم، فظلت هذه العلاقة بريئة 3 سنوات، لكني سرعان ما ضعفت فخسرت أعز ما أملك، عندها تركني على طريق الضياع.
استغفرت الله كثيرا، وبدأت أعيد تقويم نفسي وبدأت حياتي من جديد، لا مكان له فيها وتقدم لخطبتي شخص صاحب سمعة طيبة، فأخبرته بما حدث، فرحّب بصراحتي لكنه يا سيدتي استغلني للمرة الثانية ولم يتزوجني.
منذ ذلك الوقت لم يتقدم لي إلا من توفيت زوجته أو طلّقها، أشعر أنه عقاب من الله، فماذا عساني أفعل سيدتي الفاضلة.
شريفة/ المدية
الرد:
طبعا لن أكرر على مسامعك ما أكرره في مثل هذه الرسائل، فقد مللت من تكرار النصائح، وملّ القراء من ذكرها، فدعيني أدخل في الموضوع مباشرة، لنطرق الحلول العملية للمشكلة، فقد حدث ما حدث سواء رغما عنك أو بإرادتك، فقد وقع المحظور وكان ما كان، المهم أن تكوني قد وعيت الدرس جيدا، وتعلمت ولتتعلم كل البنات أن التفريط نهايته الضياع، فقد تركك الشاب بمنتهى النذالة والخسة ولم يلتفت إليك مرة أخرى، ظنا منه أنه لم يخسر شيئا، لكن أين يذهب من عقاب خالقه.
عزيزتي، أنت الآن من تدفع الثمن، وإن كنت لن ألومك فيما حدث معك أول مرة، فإنني ألومك فيما تكرر معك بعد ذلك، حين رخصت نفسك إلى الدرجة التي جعلتك ألعوبة في يد كل من يريد أن يلهو، فقد تصور الرجل الثاني أنك صيد سهل واستغلك هو الآخر، ولذلك رحّب بصراحتك لأنك سهّلت عليه كل صعب "فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين"، فكان يجب أن تنتبهي إلى هذه النقطة، فكل رجل سوف تصارحينه بأنك فاقدة لشرفك فهذا يعني بالنسبة إليه أنك لعوب ولا ممنوع لديك، لذا أفضل أن تحفظي سرك لنفسك، وتلتجئين إلى الله لتطلبين منه العون وتستغفري كثيرا إن كنت قد تُبتِ حقا، ولن تعودي إلى الخطإ مرة أخري.
تأكدي أنك ضحية نفسك، التي أغوتك في لحظة ضعف، فلا تستسلمي لضعفك مرة أخرى ولا تعودي إلى الخطإ ويكفيك ما أنت فيه، تذكري أن الله غفور رحيم وهو يقبل التوبة من عباده، وباب التوبة مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها، فإياك والقنوط من رحمة الله لأنها كفر، فرحمة الله التي وسعت كل شيء كفيلة بأن تشملك، ومهما عظمت ذنوبك وكثرت فعفو الله أعظم.
عزيزتي، المهم ألا تحاولي الإرتباط بعلاقة أخرى بدون زواج، كي لا تقعي في الخطإ مرة أخرى.
ولا تتحدثي مع أحد بشأن ما حدث لك مهما كان، ولا تهتكي ستر الله عليك، وقد رأيت ما حدث لك عندما أخبرت من استغلك، أطلبي من الله أن يجعل لك مخرجا، فإذا تقدم لك أحدهم حتى لو سبق له الزواج، فليس هناك ما يمنعك من الإرتباط به، فقط لا تحكي له ما حدث، بمعني ألا تتركي له فرصة ليستغلك خلالها، إلا إذا تأكدت من صدق نواياه نحوك وأنه سيتزوجك فعلا، وقتها أخبريه بدون الدخول في تفاصيل، وإن وجدته تردد أو يماطل في إتمام الزواج فابتعدي فورا، وانتظري من الله العون واستعيني به، وهو سبحانه لن يخذلك طالما أخلصت التوبة وصدقت النية.