من خطبتها ليست نفسها من عقدت القران عليها!
أنا شاب أبلغ من 30 سنة، بعد بحث طويل عن شريكة العمر، تقدمت لخطبة فتاة بالطريقة التقليدية، أي أنها كانت من اختيار والدتي التي قامت بالمهمة، ولم أرَ تلك الفتاة إلا مرة واحدة من قبل.
حددنا اليوم الذي سنوقّع فيه على عقد الزواج، وكانت المرة الأولى التي دققت فيها النظر، وكأنها ليست نفسها من تقدمت لخطبتها سالفا، فيبدو أنها في ذلك اليوم كانت مبالغة في زينتها، وبمجرد أن فعلت ذلك أدركت أنها ليست شريكة حياتي وليست الفتاة المناسبة لي.
وكان من الصعب أن أرفض، وأقدمت على عقد الزواج، ولكن في اليوم التالي جاءت حبيبتي التي أتمناها زوجة لي، تطلب مني أن أطلق زوجتي لكي أتزوجها، علما أن الأوان قد فات، وأنا اليوم في حيرة من أمري لا أعرف كيف أتصرف، لذلك أرجو منك المشورة يا سيدة نور، فهل من حل؟
ابراهيم/ مستغانم
الرد:
سيدي الكريم، إن ما أقدمت عليه هو موقف سلبي، يدل للأسف على تردد في شخصيتك، وما فعلته لا يقره العرف الإجتماعي، لقد أباح الشرع النظر إلى شريكة الحياة والفتاة التي يراد خطبته،ا وبناء على ذلك يقرر المرء إذا كان سيمضي في مشروع الزواج أو لا.
الخطأ الأول الذي ارتكبه هو توقيعك عقد القران رغم معرفتك أن تلك الفتاة غير مناسبة لك، فقد كان عليك أن تبلّغ والدتك بقرارك وأن لا تجني على نفسك وتظلم تلك الفتاة التي عقدت قرانك عليها، وكان عليك إخبارها بما في نفسك، أما أن تصبح زوجتك شرعا وأنت كاره لها، فهذا ما لا يقره منطق ولا عقل، أنت تقول إنه كان من الصعب عليك إبلاغ والدتك، وهذا ليس مبررا كافيا، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا يحق لأحد إجبار أحد على الإرتباط بشخص لا يريده مهما بلغت صلة القرابة بينهما.
الموقف الآخر المستغرب جدا من قبلك، هو إقدامك على عقد القران على فتاة مع وجود فتاة أخرى في حياتك تتمناها زوجة لك، فما الذي منعك من إخبار والدتك برغبة الزواج من الفتاة الأولى، ولماذا تتحدث عن رحلة بحث طويلة وعن اختيار والدتك لزوجتك ما دامت شريكة حياتك التي تريدها موجودة أصلا، إن تصرفاتك غير منطقية وتنم عن ضعف في الشخصية وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، إذا كنت فعلا تحب الفتاة الأولى، وإذا كنت لا ترغب في إكمال مشوارك مع الفتاة التي عقدت قرانك عليها فعليك فسخ العقد، ما دام الزواج لم يتم وعليك مصارحة والدتك برغبتك فهذا أفضل من الطلاق بوجود أولاد، أما إذا كان الزواج قد تم بهذه السرعة وفات الأوان على فسخ العقد، فعندها عليك تحمل مسؤولية قرارك والمضي في هذا الزواج، عسى أن يوفقك الله فيه ويكون اختيار والدتك أفضل من اختيارك، والله المعين.