يريدني زوجة لأرعى والده المقعد المختل
أنا من القراء الأوفياء للجريدة، فتاة في الثلاثين من العمر، كنت ومازلت أرجو من الكريم
رب السموات والأرض أن يمن علي بزوج صالح، وقد استجاب لدعائي، وتمت خطوبتي على شاب متدين في قمة الأخلاق، وعلمت أنه إنسان عظيم لأنه يعيش مع والده، وهذا الأخير مصاب بمرض عقلي، حتى أنه لا يستطيع أن يقضي حاجته بنفسه - أكرمكم الله آه يا سيدة نور، يا ليت أني أستطيع أن أساعده في خدمة والده، فالجنة حُفت بالمكاره، وفي نفس الوقت أخاف أن أكون مقصّرة معه لأنها مسؤولية كبيرة، فأنا أريد الخير ولا شيء غيره.
شوري علي سيدة نور في أقرب فرصة ممكنة لأن الموضوع لا يحتمل التأجيل.
ميمي/ غيليزان
الرد:
عزيزتي، هناك صنف من الرجال يتمنى المرء لو يستطيع أن يشتريهم بماله لأخلاقهم وطيب معدنهم، فكيف وقد أتاك من هو بهذه الصفات ليشتريك.
إذا كان متخلقا فلا عذر لك في رفضه، أما بالنسبة لبره بأبيه، فإنه يريد أن يتزوج من تساعده على رعاية والده، وتعينه عليه لا أن تتأفف منه وتعايره به وتشير عليه بعد فترة إلى إخراجه من البيت إلى دار العجزة، والسؤال المطروح من أي الصنفين أنتِ؟ هذا السؤال لا يجيب عليه أحد سواك، ووحدك أنت التي تعرفين إذا كنت من النوع الصبور المحب لخدمة الآخرين أو كنت من النوع المتوتر العصبي الذي لا يستطيع أن يتعامل مع طفل يبكي فكيف بعجوز قد ذهب عقله؟
وفي كل الأحوال، هذا الباب من أبواب الجنة وعمل من أعظم الأعمال التي يحتسبها الإنسان في حياته وبعد مماته ويجد ثمرتها في بركة عمره وصلاح ذريته، والأمر أولا وأخيرا يحتاج إلى استعانة بالله واستخارة له سبحانه وتعالى فافعلي ذلك من دون تردد.