انقلبت موازين حياتي بعدما خرجت من نعيم الغنى إلى جحيم الفقر
أنا شاب في الخامسة والعشرين من العمر، توفي أبي وأنا لم أتجاوز الرابعة من عمري بعد،
وبعد مرور ثلاث سنوات على وفاة والدي تزوجت أمي من رجل غني وميسور، كنا نعيش في رعايته حياة مستقرة ومترفة، ثم انقلبت إلى شقاء وتعاسة حين خسر زوج أمي كل أمواله، وتوفي بعدها، عدنا أنا وأمي إلى بيت جدي لأمي، وحاولت أن أتأقلم مع حياتي الجديدة، والتغلب على الصعاب، وأنا لازلت في السابعة عشرة، تركت الدراسة لأبحث عن عمل يكفي لنفقاتي ونفقات أمي، لكني لم أوفق، وبدلا من أرعى أمي كافحت هي لترعاني، فتملكني الإحباط وأشعر باليأس، هل من نصيحة تخرجني مما أنا فيه؟
علي/ الرغاية
الرد:
الشعور بالإحباط واليأس الذي أصابك هو نتيجة الظروف القاسية التي مررت بها والتي بدأت بتسلسل الحياة المترفة التي كنت تعيشها في كنف زوج والدتك، ثم الحياة الضائقة مرة واحدة، التي لم تذقها أبدا، ثم أجبرتك تلك الحياة على ترك الدراسة والبحث عن عمل للإنفاق على نفسك، وعلى والدتك فلم توفق، ثم وقفت عاجزا لأنك لا تجد من يساندك، ويمد لك يد العون، لكن يا عزيزي ألم تفكر لحظة واحدة، أن هذا الابتلاء اختبار من الله تعالى لك، كي يختبر ويمتحن صبرك وعزيمتك، وأن يريك أن هذه هي تقلبات الزمن، وكان الأجدى بك، أن تحول الظروف لصالحك، دون الدوران في دائرة الإحباط واليأس، لا تطلب معونة مادية، بل اطلب فرصة لإثبات جدارتك واستعدادك للاستقلال والعمل، مادامت أمك قد تحملت رعايتك حتى الآن، عليك أيضاً أن تحمل عنها هذا العبء، عليك أن تطور مهاراتك قبل البحث عن العمل، كي تؤمن لنفسك فرصة حقيقية للنجاح و تحقق ما تصبو إليه.