بلا زواق : حبسو لقراية حتا توجد لخدمة
بونضاضر
" أشنو بغيتي تكون أ ولدي مني تكبر ؟ " كــــولنا تطرح علينا هاد السؤال لما دخلنا لأول قسم من التعليم الابتدائي، و أغلبيتنا جاوب و قال: طبيب، حتا أن هاد الاجابة - طبيب - كانت خاصة غير بوليدات الشعب، أما وليداتهم هوما حتا مني كانو صغار ختارو ما يكونوش بحالنا، و اختارو يكونو " دي بيلوط "، و بالفعل، هوما طارو و مشاو قراو هنا و لهيه و و وصلو لكل طموحاتهم بأقل مجهود و بأريحية، أما حنا وليدات شعيبة، أحلام الصغر ديالنا تقلبات كوابيس بشكل غريب و خايب، و أغلبيتنا "طوطالمون" معاطيب، و في الوقت لي كان كل واحد فينا تيحلم يكون طبيب مرضنا و أصبح حنا لي خاصنا الطبيب.
خود الباكالوريا، زيدك اجازة، دوكتراه كاع، ولا ديبلوم، " ديزولي لخدمة واااالو ".
ولحقاش حنا مخلوقات زوينة و ما تنعاملوش بالمثل، واخا هوما ما تيفكروش لينا حنا تانخمو ليهم، و مادام التعليم مكلف و فيه خسران لفلوس بزاف، علاش لي ما نحبسوهش، و نرجعو أولاد الشعب يقراو على الطريقة التقليدية، يقراو في المساجد باللواح و على ضوء الشمس و يتعلمو القرءان و الوضوء و الصلاة. و نخليو التعليم الحديث و المكلف غير لولادهم هوما، ياك غير هوما لي تيخدمو، ئيوا نسكتو حنا و نوفرو ليهم الجو باش يقراو و يتعلمو و يديرو لينا مشاريع، و بالتالي يخدمونا عندهم، ماشي مشكل ايلا غير خدامي ديال التكرفيس - راحنا نستاهلو - و ما تتطلب لا دكاء و لا شطارة، بحيث يمكن يقوم بالعمل مواطن عادي كيفما يمكن يقوم بيه الحيوان الأليف " الحمار"، و بهدا نكونو وفرنا لفلوس و ضمنا حتا لخدمة.
... ودااااارت الأيام، و الطفل لي كان صغير و سولوه أشنو بغيتي تولي مني تكبر و جاوب و قال طبيب، كبر و قرا و تعلم و كعا و شدو السكار و تزوج ... لا لا بطبيعة الحال ما ولاش طبيب. ئيوا تزاد عندو وليد و سماه سعيد، و دخلو يقرا، و بعد أول يوم من الدراسة، رجع سعيد للبراكة، و هو غارق في جو من براءة و فرحة الطفولة، و غير شاف باباه مشا عندو يحكي ليه لي صرا في القسم " بابا بابا ... قرينا الحروف ... رسمنا لعلم ديال المغريب ... أه و سولاتنا المعلمة أشنو بغا كل واحد فينا يكون مني يكبر و قلت ليها أنا بغيت نكون طبيب " ... و تقلبات الابتسامة لي كانت مرسومة على وجه الأب الشــــارف – صاحب 31 سنة – الى تعابير غم و ألم كأنه سمع خبر كارتي ولا طاحت بيه مصيبة، دخل الأب ايدو في الجيب، جبد سيجارة من أردء الأنواع – كان بداها في الصباح و ما كملهاش - ، و بدا غير يدخل الدخان و ما يخرجوش، و تيشـــــوف في ولدو و تيفكر في المستقبل المجهول لي تينتاظرو.