جريدة تكشف أسرار السيارات التي دهست ثوار مصر
أثارت سيارة دبلوماسية استخدمها مجهول في عملية دهس للثوار المصريين خلال يوم "جمعة الغضب" في 28 يناير الماضي، والتي قادت إلى الإطاحة بحكم الرئيس حسني مبارك جدلا لم ينته حول هوية السيارة والجهة التي تعود إليها، في الوقت الذي تؤكد فيه السفارة الأمريكية تعرض عدد من سياراتها للسرقة.
ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية الأحد عما وصفته بأنه مصدر موثوق من داخل السفارة الأمريكية، إن 23 سيارة دبلوماسية تعرضت للسرقة من قبل ضباط جهاز مباحث أمن الدولة وليس سيارة واحدة، وكانت بقية السيارات مخبأة بوزارة الداخلية التي لم ترسلها بدورها إلا بعد تنحي مبارك.
وبحسب المصدر الذي قالت الصحيفة إنه رفض الإفصاح عن اسمه، فإن أفرادا من "أمن الدولة" هاجموا بالملابس المدنية على جراج تابع للسفارة يقع إلى جوار مبانها –بضاحية جاردن سيتي بوسط القاهرة- وخلف مجمع التحرير- المبنى الحكومي القريب- في نحو الساعة السابعة مساء يوم "جمعة الغضب"، حيث كانت المواجهات محتدمة بين المتظاهرين وقوات الشرطة والأمن المركزي بميدان التحرير.
وذكر المصدر أن السفارة الأمريكية لديها ثلاث جراجات غير جراج السفارة نفسها وجراج آخر بجاردن سيتي، مشيرًا إلى أن "السيارات لدينا كثيرة جدًّا"، فيما وصف المهاجمين بأن "وجوههم مألوفة بالنسبة لنا في السفارة، لأن التعامل بين السفارة وأمن الدولة كبير جدًّا، ولن يتشابك أمن الجراج بالطبع مع أمن الدولة الذين يمسكون بالطبنجات (أسلحة)، علاوة على أن السيارات في الجراج قد يكون بها المفاتيح".
وتابع: "كنا موجودين داخل السفارة في هذا الوقت ورأينا كل شيء، إذ قاد رجال أمن الدولة السيارات بسرعة جنونية، وكان أحد الذين قادوا إحدى السيارات لا يجيد القيادة، فارتطم بعمود إنارة بجانب مسجد عمر مكرم، علمنا بعد ذلك أن السيارات قتلت 25 متظاهرًا يوم الجمعة، فقد قتلت إحدى السيارات البيضاء الكبيرة 13 شخصا في شارع القصر العيني، ودهست سيارة أخرى 12 شخصًا في التحرير.
وكانت مقاطع مصورة بثت عبر الفضائيات أظهرت صورة لسيارة دبلوماسية وهي تقوم بدهس المتظاهرين بشوارع القاهرة بسرعة جنونية، حيث أسقطت العديد ممن كانوا في وجهها خلال يوم 28 يناير الماضي الذي بلغت فيه المظاهرات أوجها.
وقال: "أعتقد أن الداخلية قامت بذلك الفعل من أجل شحن المتظاهرين ضد السفارة الأمريكية حتى يتجهوا إليها لاقتحامها وإلهائهم عن اشتباكهم مع الداخلية، فتكون هناك مشكلة مع الولايات المتحدة الأمريكية مع المتظاهرين، وتصدر الولايات المتحدة بيانًا من جانبها تندد فيه بالعنف من جانب المتظاهرين وتنقلب عليهم، لكن قلة من المتظاهرين هم الذين اتجهوا إلى مبنى السفارة، ولكن أثناهم عن ذلك كثير من المتظاهرين الذين أقنعوهم بأن هدفهم هو عناصر الأمن المصرية.
وأضاف: "الجيش وجد بعد ذلك إحدى سيارتين تابعتين لنا، ونفت السفارة حينها تورط أي من موظفيها في دهس المتظاهرين، وأكدت أن السيارات التابعة لها سرقت، وبعد التحقيق علم الجميع أن السيارات تم سرقتها من جراج تابع للسفارة"، مشيرًا إلى أنهم وجدوا الكثير من الدماء على مقاعد السيارتين وآثار حجارة قذفت عليهما من المتظاهرين".
وأشار إلى أنه بعد تنحي الرئيس "اكتشفنا أن 21 سيارة دبلوماسية كانت متواجدة طوال المدة السابقة من 28 يناير إلى 11 فبراير داخل وزارة الداخلية، وبعد التنحي كانت وزارة الداخلية ترسل إلينا كل يوم سيارتين أو ثلاثة منها".
بنسعيد العثماني