صهد الشوارع
والعلاقة اللى بين السما والأرض
وحرقتك كل يوم الصبح
وانت رايح
جاى
فايت على كتل لحم
مفروشة بوسع الميدان
وبتسأل روحك وتخاف
يترد السؤال بسؤال
إحساسك بإنك متحاصر
حتى وانت ف وسط صحابك
وانت وسط عيالك
حتى فى حضن مراتك..
نفس الإحساس القهرى
فى مشيك فى الشارع
وانت على القهوه
أو قاعد على مكتب هلكان
فى الشغل
كان نفسك تصرخ
لما لآخر شعره بتنبت فيك
وتشاركك إحساسك
وتلف على الشجر المبدور
فى الشارع
ماهو شاهد وياك على كل الإهانات
كان نفسك تصرخ فيه وتقوله
كفانا سكات
إيه ..هنموت؟!
م الموت متغلغل فينا
بيصحى معانا
ويمشى معانا
ويقعد على القهوه معانا
عمال يتنطط قدامنا وشايفينه
والعالم لسه بيسكر م التهليل
والبهاليل من أعلى
لأعلى ..
لأعلى
عكس وجودك ووجودى
عكس حدودك .. وحدود ملكوتك
فتافيت يخطفها الريح من قوتك
لساك بتخاف
والخوف عمال بيزيد يوم عن يوم
ميراثك عن جدك وأبوك
ماطلعشى كلام
هو الإحساس اللى مكسر فيك أحلامك
وبيخنق فى مشاعرك
الخوف والقهر
كانت أكبر
تركه وصلت ليك
من جد
لجد
لأب
لعم
لخال
حركاتك بتفضح سرك المكشوف
خطواتك
إشاراتك
أنفاسك
بتحرض سرب طويل
يمشوا وراك ع الدرب
علشان الميراث يدوم الوصل سنين
من جد
لجد
لأب
لعم
لخال
من أب
لإبن
لحفيد
لحفيد
لحفيد
وبتسأل نفسك دلوقتى لو مت
هل تبقى شهيد؟
ولاَّ هايجيبوا الحق عليك ؟
وعلى جدودك وأبوك وعمامك وخلانك
اللى مقدروش يدولك حكمة هذا العالم
رغم التركة اللى انت حافظت عليها سنين
واللى ما نقصتش رعشة جِلد
ولا نقصت حنية راس
ولا خرسْ لسان
مش هايقولوا شهيد
زنديق اتمدد فى ميدان التحرير
واتمرد
رجليه اتمدت وصلت رمل البصره
وايديه مسكت ف حجارة غزة
وقلبه اتحصن بالصوت الجاى
م الأزهر والعتبة
من شبرا
من رملة سينا
وطين أرض الصعيد
من كل حدود الأرض الطاهرة
بيعبي كل الأصوات دى ف قلبه
وبتطلع مع روحه ببطء شديد..
شعر/ حامد أنور
نشرت بمجلة الثقافة الجديدة بعنوان "مش هايقولوا شهيد" فى ديسمبر 2005، العدد(185