ـ جعفر النصراوي
اتهمت قيادة عمليات الفرات الأوسط، الأحد، "تنظيم القاعدة" بالوقوف وراء تفجيرات محافظة كربلاء، التي ارح ضحيتها 114 بين قتيل وجريح، مؤكدة أنها تهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية كما رجحت أن تكون المتفجرات المستخدمة قد صنعت محليًا.
وقال الفريق الركن عثمان الغانمي خلال مؤتمر صحافي، عقده الأحد، في محافظة كربلاء عقب التفجيرات بوقت قصير بناءً على توجيهات صدرت له من القيادة العامة للقوات المسلحة بعقد المؤتمر إن "المتشددين من عناصر "تنظيم القاعدة" من العراقيين ومن قادة "التنظيم" في الخارج يسعون إلى إثارة الفتنة الطائفية"، موضحا أن "استهداف محافظتي كربلاء والأنبار بشكل متبادل بالمتفجرات والعبوات الناسفة والعمليات الانتحارية يشير بوضوح إلى سعي التنظيم لإثارة الفتنة".
وأضاف الغانمي أن "هناك معلومات استخبارية تؤكد سعي "التنظيم" في العراق وخارجه لتنفيذ مخطط كبير لإثارة الفتنة الطائفية في العراق"، كاشفا عن "تشكيل لجنة تحقيقية للوقوف على طبيعة الخرق الأمني والكيفية التي تمكنت فيها الجماعة التي تقف وراء تفجيرات كربلاء من إدخال العبوات الناسفة والسيارات المفخخة إلى وسط المدينة واجتياز سيطرات أمنية عدة تستخدم فيها أجهزة كشف المتفجرات".
ولم يستبعد الغانمي أن تكون المتفجرات قد صنعت داخل المدينة، مؤكدا أنها "كانت تحوي كميات كبيرة من الكرات الحديدية"، معتبرًا ذلك "سببا مهما للاعتقاد بأن هذه المتفجرات قد جمعت داخل المدينة".
وأشار الغانمي إلى أن "قيادة عمليات الفرات الأوسط باتت تعرف جيدا التكتيك الذي تتبعه القاعدة في ضرب أهدافها"، موضحا أن "القاعدة درجت على تبني التفجيرات المتتالية لقتل أكبر عدد من المدنيين واللجوء إلى ضرب أماكن عدة في آن واحد لتشتيت جهد الأجهزة الأمنية".
وشهدت كربلاء، الأحد، أربعة تفجيرات بسيارتين مفخختين وعبوتين ناسفتين استهدفت محيط مبنى دائرة الجنسية والجوازات وسط المدينة هي الاعنف منذ التفجيرات التي شهدتها المدينة في العاشر من محرم في العام 2004 وتفجيرات الزيارة الشعبانية في العام 2010وتاتي بعد ايام قليلة من مقتل 22 من اهالي كربلاء على يد مسلحين في صحراء النخيب عند عودتهم من سورية وأعلنت مصادر طبية في المحافظة أن حصيلة التفجيرات الأربعة بلغت 15 قتيلا و99 جريحا.
وتوعد رئيس الوزراء نوري المالكي، بضرب منفذي تفجيرات كربلاء وحادثة النخيب "بحزم"، مطالبا السياسيين ووسائل الإعلام بالامتناع عن إثارة المنازعات والتوتر وتسميم الأجواء، لأنها تحقق أهداف المجرمين ودعاة الطائفية في إشعال الفتنة.
وتأتي تفجيرات كربلاء، بعد أقل من أسبوعين على التطورات التي شهدتها قضية اعتقال ثمانية من أهالي قضاء الرطبة في الأنبار في 15 أيلول/سبتمبر الحالي، بتهمة قتل 22 مدنيًا معظمهم من محافظة كربلاء، على طريق النخيب الرابط بين المحافظتين واقتيادهم إلى محافظة كربلاء، الأمر الذي أثار حفيظة أهالي الأنبار وتسبب بسلسلة من ردود الفعل الغاضبة والتصريحات المتبادلة بين أطراف عشائرية وسياسية، هدأت بعد أن أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي في 17 أيلول/سبتمبر الحالي عن إطلاق سراح المعتقلين.