ماري هوكسفيلد.. مهارات الخياطة ونجاحها جعلاها تحقق حلم ركوب المرسيدس
إيما مورتون .. امتلكت ما تحب من ملابس وبأقل الأسعار عبر المبادلة مع الآخرين
كيمبرلي ميرسر..عملها كمتسوق سري حقق رغبة أطفالها بالتزلج في سويسرا
ترجمة - كريم المالكي:
ما إن أمعنت السيدات الثلاث (اللواتي نتناول قصص نجاحهن في موضوعنا هذا) التفكير في البحث عن الوسيلة حتى بلغن مرادهن، فلم يعدن بخفي حنين بل استطعن ان يصلن إلى تحقيق أحلامهن،إحداهن حققت حلمها في امتلاك سيارة مرسيدس والأخرى أصبح بإمكانها أن تحقق بين الحين والآخر لأطفالها الثلاثة رغبتهم في التزلج على جبال سويسرا ، أما تلك المهووسة بالملابس فقد امتلكت كل ما تحب من ملابس وبأقل الأسعار بل تقول أن لديها خزانة ملابس غير تقليدية حققتها عن طريق الاستبدال.
وترى السيدات الثلاث ان تحقيق الحلم لا يأتي بالجلوس أوالركون إلى ما هو موجود والاكتفاء بالحالة القائمة وإنما يحتاج إلى المغامرة ،وقلب يخطو بثقة الى المناطق التي يخشى الآخرون النفاذ إليها وبلاشك ان الموضوع يشير الى انك يجب ان تختار عملا حرا لتحقق أحلاما مستحيلة . لقد فتحت هؤلاء النسوة قلوبهن وعقولهن من اجل بلوغ ذلك الشيء الخاص جدا في دواخلهن، لقد اخترن ممارسة نهج لم يخطر ببال أحد ليساعدهن على تحقيق أهداف نمط حياتهن الذي يرغبن به.
مهارات الخياطة منحتني المرسيدس
ماري هوكسفيلد امرأة تبلغ من العمر (56 )عاما. ربة منزل بسيطة تعيش في ميدلسبره ،في تيسايد ، مع زوجها جيم .تحدثت عن حياتها الناجحة التي استطاعت ان تحققها عبر ماكينة الخياطة.
ما زلت لا أستطيع أن اصدق اني في يوم ما سأمتلك سيارة من نوع مرسيدس بنز أس إل كي. كنت أحلم في امتلاك هذه السيارة منذ سنوات طويلة ولكني كنت اعتقد وحسب رأيي أن الفرصة الوحيدة لامتلاك هذه السيارة هو الفوز بجائزة اليانصيب. ومع ذلك ، وعندما أكمل أولادي دراستهم وذهبوا إلى الجامعة خطرت لي فكرة جعلتني أتوصل الى وضع خطة ألزمتني ضمنا بأن أبدأ باستثمار مهاراتي في الخياطة لكسب بعض المال.
وقد بدأت بها من خلال القيام ببعض التعديلات والتغييرات على ملابس ومفروشات أصدقائي وجيراني، فضلا عن صنع الثياب، والستائر، والوسائد والأغطية وبعض المفروشات. وكنت احصل مقابل ذلك على حوالي 70 جنيه استرليني في كل مرة .وسرعان ما ازدهرت تجارتي التي عندما بدأتها كانت بسيطة ومحدودة . لقد قمت ببضعة أعمال التعديلات خلال السنين لكنه لم اعتقد أبدا أنني سأستطيع ادخار ما يكفي لشراء سيارة. في الماضي كنت دائما أضع أي مال جنيته من أجل أولادي.
لقد بدأ اهتمامي في القيام بالتعديلات والتغيرات في الملابس والأثاث في عام 1998. وومضت الفكرة في داخلي عندما احتاجت الأريكة في منزلنا إلى تجديد حيث صدمت عندما طلب مني المنجد 600 جنيه إسترليني للقيام بإصلاحها. في ذلك الوقت كان المبلغ المطلوب كبير جدا ما حدا بي إلى أن اذهب إلى السوق حتى اشتري المواد التي احتاجها في تجديد الأريكة وبدأت بإصلاحها بالطريقة التي تعجبني ، واستطعت أن أوفر بذلك العمل حوالي 475 جنيه استريني.
وبالتالي اكتشفت ان الخياطة فيها فوائد أخرى تصل في بعض الأحيان الى انها تعالج جوانب معينة في الشخصية. وبعد حين أصبحت لا أستطيع أن أتخيل كيف ستكون حياة الناس من دون أن يقوموا بخياطة الملابس الخاصة بهم اوادخال التغييرات عليها عندما يتطلب الامر ذلك . وكلما كان أداؤك جيدا كان ما تحصل عليه أفضل.
وفي النهاية ، في العام الماضي ، وبعد سبع سنوات من العمل والادخار استطعت شراء سيارتي الحلم ، التي كلفتني 29ألف جنيه استرليني وأعتقد أن أصدقاءنا يظنون بأننا قد فزنا بها في اليانصيب.أنا أحب القيادة وركوب السيارة ،ودائما ازيح السقف القابل للفتح بمجرد ان يكون الجومشمسا،كما اني سعيدة لان زوجي غير مسموح له الجلوس وراء عجلة القيادة.
خزانة ملابس جديدة بدل الملابس القديمة
إيما مورتون سميث امرأة تبلغ من العمر (33 )عاما تعمل مديرة تنظيم أحداث تعيش في دينيون في مانشستر.تحدثت عن تجربتها الغريبة بعض الشيء حيث امتلكت كلما تحب من ملابس وبأقل الأسعار عبر المبادلة.
"أنا محظوظة لامتلاكي مثل هذه المجموعة الكبيرة من ملابس المصممين ، وتأتي على رأسها الفساتين الراقية والأحذية ، ولكن مع ذلك فأنا لم أدفع الا ثمنا قليلا نسبيا مقابلها. فبدلا من الدفع من جيبي الخاص،قايضت ملابسي القديمة مقابل قطع لمصممين مشهورين.
وحينما سمعتُ لأول مرة بشأن مبادلة الملابس المستعملة كان ذلك قبل 18 شهرا تقريبا.وفي الحقيقة كانت لدي بعض الملابس القديمة التي ارغب في التخلص منها ولكني وضعت نصب عيني رغبتي في أن افعل ذلك بطريقة صديقة للبيئة. وكنت قد قرأت أن بعض من سلسلة محلات بيع الملابس الرخيصة الثمن قد أسست لثقافة تتركز حول كيفية التخلص من الملابس المستعملة والقديمة، وكنت شخصيا أرغب في الابتعاد عن هذا النوع من التسوق الذي يتسم بإنفاق مبالغ كبيرة على ملابس قليلة قد لا تبقى معنا سوى ايام معدودة.
في السنة الماضية ، تبادلت فانلات (تي شيرت) مستعملة مقابل فساتين صيف نوع زاندرا رودس، وحقائب من نوع "اتش اند ام" استبدلتها مقابل كنزه نسويه فضلا عن انني كنت احتفظ بأسورة من الفضة كانت هدية غير مرغوب فيها بالنسبة لي استبدلتها بسوار من الذهب تقدر قيمته بأكثر من 150 جنيه إسترليني. والملاحظ يوجد حاليا الكثير من المواقع، التي تقوم بتبادل الملابس القديمة والجديدة، وشخصيا أقوم بالتحقق منها يوميا لمعرفة ما يمكن أن أقوم بتبادله مع الآخرين وأيضا لأتبادل الأحاديث مع أصدقائي على الانترنت بخصوص بعض الاشياء التي تتعلق بالاستبدال . ومن المواقع المفضلة والتي تتعامل بهذه الصفقات التجارية البسيطة والشخصية bigwardrobe.com. ،وهذا الموقع يعد موقع جيد لملابس المصممين.
وغالبا ما أقوم بتصنيف الملابس المستعملة والأقل سعرا في مجموعات لاأستطيع مبادلتها بأشياء أكثر تكلفة. وعلى سبيل المثال ، بادلت مؤخرا قطعتين قديمتين من قميص نوع Primark وسترة من صوف محبوك نوع سلفريدج مقابل فستان طويل جديد وجميل جدا من محلات "نكست". ويحوي الفستان على زخرفة أنيقة في الأعلى ،وما زالت مثبتة عليه شرائطه الأصلية التي تدلل على انه لم يتم ارتدائه أبدا.
كما بادلت بعض الملابس المستعملة مع أشخاص أمريكيين يتعاطون باستبدال الملابس. لقد حصلوا على ملابس فاخرة توب شوب كمجموعة متكاملة. ومن جانبي استلمت مجموعة جيدة من تصاميم أمريكية في المقابل.وإذا أقدمت على التسوق بالشكل الاعتيادي عن طريق الذهاب إلى المحلات ذاتها لكان الأمر قد يستغرق خمس سنوات حتى أتمكن من الحصول على خزانة الملابس هذه. ولدي بعض القطع المدهشة التي لا يمكن أن تجد حتى في محلات الشوارع. وانتقلت حاليا من حالة امتلاكي لخزانة ملابس عادية أي شخص يمتلكها إلى خزانة تحوي ملابس أكثر تنوعا وإثارة وذات قيمة مادية.
وينبغي على الشخص الذي يريد مقايضة ملابسه المستعملة اوالقديمة اوالجديد غير الملبوس ان يكون محترفا حتى لا يصبح ضحية بعض المواقف، لقد طورت مهاراتي في مجالات مقايضة الملابس فضلا عن تقنيات البيع الأخرى. لذلك لا تجدني اخشي أي شيء عند المساومة في عقد الصفقات.وفي التجارة إذا كنت من الأشخاص الذين لا يسألون فذلك يعني انك لن تتعلم أبدا في المجال الذي تعمل فيه، ومع ذلك كنت دائما أحاول تجريب حظي واسأل نفسي هل سأنجح في الحصول على ما أريد.
المتسوق السري توفر ليتزحلق أطفالها على جليد أوروبا
كيمبرلي ميرسر امرأة تبلغ من العمر (39 )عاما ، تعمل في الوقت الحالي في مجال الخدمات المالية وتعيش في نوريتش مع أطفالها ، شارلوت وباتريك. وبفضل عملها كمتسوق سري صارت تحقق بين الحين والآخر لأطفالها رغبتهم في التزلج في دول اوربا المخلفة.
وجبة الغداء بالنسبة لي على الأرجح مختلفة تماما عما هي لباقي الناس الآخرين. ففي كثير من الأحيان، أذهب في يوم واحد إلى ثلاثة مقاه مختلفة ، وأقوم بطلب الكعك والقهوة في كل مكان ادخله، وفي الوقت نفسه ادقق فيما اكلته ومن ثم اذهب للتحقق من المراحيض ومن ثم أتأكد من ملاحظاتي لكي اقوم بكتابة التقرير في وقت لاحق.
لقد كنت ذلك المتسوق السري خلال السنوات الثماني الماضية ، ومثل هذه الوظيفة الجانبية هي التي سمحت لأطفالي بمتابعة هوايتهم التزلج المفضلة والتي تعتبر من الهوايات الباهظة التكاليف. ان المتسوق السري يُدفع له من قبل الشركات حتى يقوم بطلعاته السرية وواجباته حيث يذهب ويتأكد بنفسه من الخدمات المقدمة .ويقوم بعد ذلك بإرسال تقريرا عن مستوى خدمة العملاء في ذلك المكان الذي زاره .
ومقابل كل مهمة كان يدفع لي ما بين 5 الى 50 جنيه إسترليني ، ما جعلني أوفر المال اللازم ليتمكن أطفالي من الذهاب والتزلج في سويسرا والنرويج وفرنسا. انه نوع من الرفاهية التي نحن لم نكن قادرين على تحمل نفقاتها دون دخل أضافي .
وقمت بهذا العمل لشركات مختلفة بما في ذلك مراكز التوظيف والبنوك والمتاجر والمطاعم ومحلات الهاتف المحمول. وإذا كان من الملائم أن أقوم في الزيارة خلال ساعة الغداء الخاصة بي أوعندما أكون في طريقي من العمل إلى المنزل فستجدني أقوم بذلك دون إبطاء.
لقد وقعت للعمل مع عدة وكالات وكنت أتحقق من جدولي بشكل يومي لمعرفة ما إذا كان هناك أي واجب مناسب أقوم به. وعندما أكون في حالة استنفار لتوفير بعض المال لرحلة مقبلة ننوي القيام بها أنا وأطفالي تجدني أقوم بما يصل الى خمس جولات تفتيشية في اليوم الواحد من اجل ان احقق المبلغ المرصود للرحلة.
وقد شملت الواجبات التي اقوم بها الاتصال بواسطة التليفون بأحد المراكز للاستفسار حول تغيير عقد ، أوالذهاب الى متجر للقيام بعملية تبضع بسيطة أوتقييم خدمة موظفي الخدمة في كاونتر الاستقبال في أحد البنوك. وهناك واجبات أخرى اقوم بها تكون أكثر سهولة ، مثل تناول احد الوجبات في مطعم ، أوتناول القهوة في مقهى تم اختيارها للمعاينة أوالذهاب لصالون حلاقة ومن ثم التعاطي معهم كأي زبون يريد الحلاقة.
وفي بعض الأحيان أحصل على وجبة عشاء لا تكون مخصصة لشخص واحد بل تكون مخصصة لشخصين، أومخصصة لجميع أفراد الأسرة. لكن ذلك لا يعني اني احصل دائما على أجور،اذ ان مجرد تناول وجبة مجانية يعني ما زال يمكنك الادخار وإضافة المال إلى الميزانية وفي الوقت نفسه تستطيع اصطحاب أسرتك الى المكان الذي يرغب بتناول الطعام فيه . ومع ذلك، فليست جميع المهام سهلة، وخاصة تلك التي تتطلب القيام بسيناريومحدد بها. وذات مرة كان علي الذهاب الى بنك والتظاهر بأن زوجي تركني بلا أي أموال من اجل الحصول على الإجابات التي تحتاجها الشركة. وفي مرة كان لابد من حجز تذاكر كثيرة مختلفة في مركز اتصال بعد أن شعرت ان المندوب قد بدأ يشك في الأمر. ولابد ان يكون أداؤك جيدا في التظاهر والتمثيل والتصرف حتى لا تجعل اللعبة تفلت من بين يديك.
لقد وفرت آلاف الجنيهات الإسترلينية على مر السنين لرحلات التزلج التي يقوم بها أطفالي ،لذلك فان هذا العمل وسيلة رائعة لكسب بعض المال الإضافي . ويقول الناس انه لا يوجد شيء اسمه وجبة غداء مجانية، إلا إذا كنت تعمل المتسوق السري.
عن الديلي اكسبريس