أهاب التعامل مع الناس لأني لا أميز الصادق من الكاذب
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد:
أنا شاب في الثلاثين من العمر، أغلب أصدقائي وزملائي في العمل يكذبون، ويستغلون طيبة الآخرين، ويتظاهرون بغير الحقيقة، بسبب مواقف شخصية كثيرة لم أعد أثق إلا بعائلتي، لأني أُكذب الجميع، وأهابهم، حتى الزواج لم أعد أفكر بشأنه، فقد تكون الشريكة مثلهم، أعلم تماما أن ذلك يشمل الأغلبية وليس الكل، لكن كيف لي يا أختي نور، أن أميّز الصادق من الكاذب؟ وكيف لي أن أمنح ثقتي لأحد بدون الخوف من العواقب.
إسماعيل/ تلمسان
الرد:
قرأت رسالتك باهتمام، لأنها تطرح قضية هامة، فنحن في زمان كثر فيه الغش والكذب وأصبح المتلاعبون هم أصحاب الجاه والمكانة.
سيدي، لا يجب التفكير بهذا المنطق الذي يرى الأشياء إما بيضاء وإما سوداء، إما إيجابية وإما سلبية، وإما كل الناس طيبون ومحترمون وإما جميعهم سيؤون وأشرار، إذ يجب عليك التفكير النسبي والإبتعاد عن التعميم.
ليس من الصحيح أن نواجه كذب من كذب، علينا بالشك والقفز إلى نوايا الآخرين والتنبؤ بها ومعاملتهم وفق هذا التنبؤ، بل علينا أن نواجهه بالحذر المناسب بدون مبالغة وإفراط ولا تعميم.
سيدي، يجب أن تتذكر، أن الحياة تمنحنا كل يوم دروسا رائعة يجب أن نستفيد منها ونتقنها، فكن تلميذا بارعا في التقاط هذه الدروس من كل المواقف التي مرّت بك، ومع المزيد من المراقبة والتعلم، ستجد نفسك قد حققت تطورا في هذا الجانب يمكنك من معرفة الصادق من الكاذب والطيب من الشرير.