لأني اعتزلت المعصية ودخلت دنيا الإستقامة اعتزلني الناس
لك مني أسمى معاني التقدير والإحترام أختي نور أما بعد:
أنا صليحة من مدينة ميلة في الخامسة والعشرين من العمر، أنهيت دراستي الجامعية هذه السنة، وذلك بعدما حصدت الفشل في أكثر من موسم دراسي، ولأن الله أكرمني بهذا النجاح الذي ظل حلما يراودني، أردت أن أكون شاكرة لصاحب النعمة، فلم أجد أحسن من التقرب إليه بالإلتزام وارتداء الحجاب، فعلت ذلك واليوم أنا فخورة بالتزامي وابتعادي عن الحرام، لأن منذ دخولي الجامعة احترفت اللهو والمجون، ولكني أشعر بالحزن والإستياء لأن أغلب الصديقات أصبحن يسخرن مني، خاصة عندما أقدم لهن النصيحة بلهجة شديدة وأشعر أن لا واحدة منهن تقدر الإلتزام لذلك احترت في أمري وأردت النصح منك.
التائبة صليحة/ ميلة
الرد:
عزيزتي، عليك أن تراجعي نفسك في أسلوبك للنصيحة فقد يكون الهدف صحيحا وساميا، لكن الأسلوب أو الطريقة التي قدم بها غير صحيح أو غير مناسب، فعليك بالحكمة، إذ يجب عليك البحث عن صديقات ملتزمات والتواصل معهن، لتكوني القدوة في حسن تعاملك وأخلاقك، فهذه التصرفات كافية لتغير النظرة نحوك، وثقي في أنهم سيفهمونك وسيقلعون عن كثير من عيوبهم، لكن الأمر يحتاج منك إلى مزيد من الصبر. لقد أسعدني قولك "أفتخر أنني التزمت وابتعدت عن الحرام" فهذا الشعور جميل، أتمنى أن يلازمك مدى الحياة، عليك بالدعاء لهؤلاء ليلتحقوا بموكب التائبين فيتخلصوا مما لديهم من معاصٍ وفقك الله إلى ما فيه الخير والصلاح.