ادب مترجم
التشبيه عند الملك ميداس... قصيدة للشاعر البولوني زبجنيف هيربيرت
صباح كاكه يي
نقلها عن الألمانية/ صباح كاكه يي
أخيراً تنام الوعول الذهبية
في مروجها الخضراء في هدوء وسكينة
وكذا الوعول الجبلية
ساندة رؤوسها الى الصخور
الثيران البرية ووحيدات القرن والسناجب
والحيوانات البرية جمعاء ــ
المفترسة والأليفة
والطيور بأنواعها وأجناسها
الملك ميداس لا يخرج للصيد
بل قرر ــ
أن يصطاد إنسانا خرافياً ــ
نصفه الأسفل على شكل فرس
من ثلاثة أيام يقتفي أثره
حتى أوقعه في شباكه
فضربه بقبضته ــ
بين عينيه وسأله:
ــ ما الأفضل لبني الإنسان في نظرك ؟
أجابه الإنسان الخرافي..
أن يصهل كالحصان:
ــ وما هو الشئ غير المستحب
أجابه ــ
ــ أن يموت
عاد الملك ميداس الى القصر ثانية
ولم يرتاح قلبه مما سمعه من الإنسان الخرافي العاقل
الذي بَخَّرَه بالدموع
أخذ يدور حول نفسه قابضاً على لحيته
ثم سأل رجال طاعنين في السن
ــ كم يوماً تعيش النملة
ــ لماذا يبدأ الكلب بالعواء قبل الموت
ــ كم يبلغ علو جبل
لو شيد من عظام جميع الحيوانات والبشر الأقدمين
ثم أمر بأن يحضر له فناناً
لينقش على المزهرية الحمراء
بريشة سوداء لطير السمان
صُوَراً لمواكب أعراس ومباراة
أمعن الملك ميداس النظر في الفنان وسأله ــ
ما سبب احتفاظك بظلال الحياة ؟
فأجابه الفنان:
ــ لأن لباس الفتاة التي تلعب بالكرة
مثل جداول غزيرة لا تتكرر أبدا
واستأذن الفنان من الملك ميداس
بالجلوس الى جواره وقال له
دعنا نتحدث عن البشر
الذين يغرسون حبة في الأرض
ويحصلون على عشرة
والذين يرقعون النعال والجمهورية ــ
ويعدون النجوم والنقود المعدنية القديمة
ينظمون الأشعار ويطوون أنفسهم بشدة
ويبحثون عن وريقات البرسيم المفقودة في الرمال
دعنا نكرع قليل من الشراب
ونتفلسف قليلاً
ربما تأتي النهاية ونحرر أنفسنا
وكلانا من دم وخداع ــ
ومن قوة وهج هادئ.
المصدر / Zbigniew Herbert: Inschrift: Gedischte aus Zehn Jahren herausgegeben und übertragen von Karl Dedecius.
ملاحظة نقلها من البولونية الى الألمانية كارل ديسيسيوس ونقلت من قبلنا الى العربية / صباح كاكه يي
صباح كاكه يي[code][/code][code]