ادب مترجم
أريون.. قصيدة للشاعر البولوني زبجنيف هيربيرت/ نقلها عن الألمانية
صباح كاكه يي
أريون.. قصيدة للشاعر البولوني زبجنيف هيربيرت/ نقلها عن الألمانية صباح كاكه يي
أنه هو ــ أريون
كاروسوا الإغريق
أستاذ الكونسيرت للعصر العتيق
نفيساً مثل عقد اللؤلؤ
أو أفضل من توافق الظروف
يغني لأمواج البحر وتجار الأقمشة
للمستبدين وسائقي البغال
التيجان تصبح سوداء عندما يلبسها الطغاة المتجبرون
وبائعوا الخبز والبصل
يُصَّفون حساباتهم للمرة الأولى
عم أريون يغني
لا يعرف أحد على وجه الدقة
الأهم انه يسعى الى صنع انسجام العالم من جديد
البحر يأرجح الكرة الأرضية برفق
النار تناقش الماء من غير بغض
ويستلقون معاً تحت ظلال ستة أمتار مربعة
الذئاب والغزلان، الصقور والحمائم تعيش معاً بانسجام وتناغم
والطفل يرقد فوق لبدة الأسد
كأنها مهد
انظروا الى الحيوانات كيف تبتسم
البشرية جميعاً تدنو من الوردة البيضاء
كل شئ يسير على ما يرام
مثل بدايته
انه هو ــ أريون
نفيساً غالياً وأكثر
مؤلف نوبات الدوخة
يقف بين الخيالات المتناثرة
يملك ثمانية أصابع
تماماً مثل النوتات الموسيقية الثمانية
ويواصل الغناء ــ
لغاية استرخاء خيوط الزعفران
في سماء الغرب
ما يعني اقتراب دغش الليل
ثم يودع بانحناءة مهذبة
كل من سائقي البغال والمستبدين
والعطارين والفلاسفة
ثم يمتطي ظهر الدولفين
الوداع ــ
ــ تقول الفتيات ــ
يا لوسامة أريون
عندما يسبح في عرض البحر وحيداً
وفوق رأسه إكليل من الآفاق.
أريون: شاعر ومغني إغريقي (600 سنة ق م) من مدينة ليزبوس اليونانية
مؤلف أناشيد المدح والحماس. تقول الأساطير اليونانية..كان أريون في رحلة بحرية
وأرادت مجموعة من القراصنة خطفه، غير أنه لم يأبه بهم فأرتكن الى زاوية السفينة
وابتدأ يغني على أنغام قيثارته بغير انقطاع، وعندما اقتربوا منه رمى بنفسه وسط أمواج
البحر العاتية، لكن الحظ حالفه فحملته سمكة دولفين على ظهرها الى الشاطئ فنجا من الغرق.
كروسو انريكو/ مغني أوبرا ايطالي توفي سنة 02/08/1921 عن عمر ناهز 48 عاماً
أشهر مغني للأوبرا في النصف الأول من القرن العشرين.
أديوس تعني بالفرنسية الى اللقاء.
ترجم القصيدة من البولونية الى الألمانية كارل ديديسيوس
وترجمت من قبلنا الى العربية/ صباح كاكه يي
صباح كاكه يي